17 نوفمبر، 2024 8:37 م
Search
Close this search box.

دمشق و بغداد و القاهرة حربكم واحدة … فأما آن أن تعودوا؟!

دمشق و بغداد و القاهرة حربكم واحدة … فأما آن أن تعودوا؟!

ان ماجرى من احداث بسيناء المصرية مؤخرآ يؤكد ان ما جرى بها هو نموذج وشاهد حي على ماجرى بسورية والعراق وهو بالـتأكيد حدث ليس بعابر بل هو تجربة مكررة على غرار ما يجري ويستهدف سورية والعراق وليبيا اليوم، فقد انطلقت مؤخرآ ومن جديد حرب استنزاف جديدة تستهدف مصر الدولة وبكل اركانها ، ومع ظهور علامات ومؤشرات واضحة على مؤامرة واضحة تسعى لاسقاط مصر في جحيم الفوضى ، وذلك من خلال إسقاط مفاهيم الفوضى بكل تجلياتها المأساوية على الحالة المصرية كاستنساخ عن التجربة العراقية -السورية ، لتكون هي النواة الأولى لاسقاط مصر في جحيم هذه الفوضى ،وهنا لنعترف جميعآ بإن أستراتيجية الحرب التي تنتهجها بعض القوى الدولية والاقليمية على الدولة المصرية ومن خلف الكواليس بدأت تفرض واقع جديد وايقاع جديد لطريقة عملها ومخطط سيرها، فلا مجال هنا للحديث عن الحلول السياسية للأزمة المصرية، فما يجري الان على الارض المصرية ما هو الا حرب استنزاف لمصر ودورمصر بالمنطقة وقوة مصر ومكانتها العسكرية والاقليمية وتضارب مصالحها القومية مع تحالف التآمر على مصر’أميركا واسرائيل وفرنسا “ووكلائهم من العرب والمتأسلمين الجدد “.

فاليوم هناك حقائق موثقة بهذه المرحلة تحديدآ تقول ان الدولة المصرية بكل اركانها تعصف بها بهذه المرحلة عاصفه استعمارية هوجاء، وهذه الحقائق نفسها تقول ان هناك اليوم مابين 22إلى35الف مسلح “رديكالي” مصري وغربي وشرق أسيوي وشمال أفريقي ومن نجد والحجاز وغيرها من البلدان والمنظمات المتطرفة ، يقاتلون بشكل كيانات مستقلة “داعش – انصار بيت المقدس ‘”، داخل مصر في سيناء وما حولها وفي بعض الدول العربية وشمال افريقية في ليبيا وتشاد وغيرها من الدول وهؤلاء بمجموعهم هدفهم الاول والأخير هو مصر ، وماحوادث سيناء الاخيرة والقنصلية الايطالية وحادثة  النائب العام، الا رسالة اولى من هذه المجاميع المتطرفة ، المدعومة صهيونيآ وغربيآ ومن بعض المتأسلمين إلى مصر بإنهم قادرين على ايذاء مصر بكل اركانها وان حرب مصر مع هؤلاء هي حرب طويلة ولن تقف عند حدود سيناء ولن تنتهي عند حدود ليبيا وتشاد.

ونفس هذه الحقائق تقول ان هناك اليوم مابين 9إلى 12الف ‘مسلح مصري “يقاتلون الجيش العربي المصري” ، وهؤلاء بمعظمهم هم عبارة عن أدوات بأيدي اجهزة مخابرات واستخبارات الدول الشريكة بهذه الحرب “الخفية ” على الدولة المصرية التي تديرها أيدي خفية ،فأدوات الحرب المذ كورة أعلاه كادت بفتره ما أن تنجح بأن تسقط الدولة المصرية بالفوضى العارمة ، لولا يقظة الدولة المصرية منذ اللحظة الأولى لإنطلاق هذه الحرب الخفية المعلنة عليها ، فقد أدركت الدولة المصرية حجم الخطورة المتولده عن هذه الحرب مبكرآ، وتحديدآ منذ مطلع النصف الثاني من عام 2013، وتنبهت مبكرآ لخطورة ما هو قادم وبدأت العمل ، مبكرآ على نهج محاربة الإرهاب ولكن للأسف بتلك الفترة وإلى ألان برزت إلى الواجهة فئات من أبناء الشعب المصري المسيسيين استغلت هذا الظرف الصعب من عمر الدولة المصرية والتقت اهدافهم وحقدهم وكراهيتهم مع اهداف وحقد وكراهية اعداء مصر سعيآ لتدميرها وتخريبها ونشر فكر الارهاب والقتل والتدمير بالداخل المصري .

ومع مضي ما يزيد على أربعة أعوام منذ انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير لعام 2011، وبغض النظر عن نتائج هذه الثورة ومن الذي قطف ثمارها ، فاليوم على كل مصري ان يعترف بان هناك قوى ما تسعى لتعميم نهج من التدمير الممنهج و الخراب و القتل المتنقل بالداخل المصري، والهدف هو تعطيل حركة تصاعد قوة الدولة المصرية، ومع هذا فقد صمدت مصرالوطن وألانسان ، ومع أستمرار فصول الصمود المصري امام موجات الارهاب المسلح في سيناء، ومنعه من التموضع والتمدد داخل مصر، بالتزامن مع انكسار معظم موجات الزحف المسلح باتجاه مصر على مشارف حدود مصر مع بعض دول اجوار العربي، ومع عجز الدول الشريكة بالحرب على الدولة المصرية عن احراز أي اختراق يهيئ لاسقاط الدولة المصرية بأتون الفوضى كاستنساخ للحالة العراقية -السورية -الليبية، وهذا بدوره مادفع الدول الشريكة بالحرب على الدولة المصرية ومن خلف الكواليس إلى الانتقال إلى حرب الاستنزاف التي تستهدف الجيش العربي المصري اليوم .

ومع كل هذه المحاولات من قبل هذه القوى لضرب مفهوم ووطنية وعقائدية الجيش العربي المصري والدولة المصرية  لا زالت الدولة المصرية بكل اركانها ورغم حرب الاستنزاف التي تستهدفها، قادره أن تبرهن للجميع انها للأن مازالت قادره على الصمود ، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش العربي المصري بعقيدته الوطنية والقومية الجامعة بسيناء وما حولها  .
 
 
 ومع أستمرار انتفاضة الجيش العربي المصري الأخيرة في وجه كل البؤر المسلحة بسيناء وما حولها وتوقعات بتوسع عمليات الجيش إلى خارج الحدود المصرية ، فهذه الانتفاضة بدورها ستشكل حالة واسعة من الاحباط والتذمر عند الشركاء بهذه الحرب الخفية المعلنة على الدولة المصرية ، مما سيخلط اوراق وحسابات  شركاء الحرب على مصر الدولة لحجم  وطبيعة حربهم على مصر ،وهذا شيء جيد بالنسبة للمصريين ، ولكن بذات الاطار لايمكن انكار ان المصريين لا يمكنهم لوحدهم ان يحاربوا هذه المجاميع المسلحة المتطرفة ، فهذه المجاميع المسلحة الرديكالية تديرها من خلف الكواليس أيدي خفية ، ونفس هذه الايدي هي من تحرك نفس هذه المجاميع المسلحة بسورية والعراق وان اختلفت مسمياتها ، ومن باب ان حرب هذه المجاميع المسلحة ومن يحركها تستهدف الجميع بهذه المنطقة ، فعلى المصريين اليوم ان يبادروا إلى بناء شراكة فعلية مع الدولة السورية والدولة العراقية ، للخروج بأطار عام يتم من خلاله تنسيق الجهود الامنية والسياسية لهذا المحور العربي لمكافحة تمدد هذه المجاميع المسلحة وقطع ايدي من يحركها ويمولها ويدعمها.

 

ومن هنا نستطيع أن نقرأ انه ان تم هذا التحالف بين مصر وسورية والعراق ، في هذه الحرب على قوى التطرف ومن يحركها والتي تستهدف مصر وسورية والعراق ، وخصوصآ مع تبدل ادوار شركاء هذه الحرب وخططها المرسومة  بعد أنهيار الكثير من خططها امام الصمود السوري والمصري والعراقي، واخر هذه الخطط والتي ما زالت للأن تعمل بفعالية نوعآ ما في مصر وسورية والعراق وهي “حرب الاستنزاف ‘، ومن هنا أن أستطاعت دمشق والقاهرة وبغداد بناء مسار ونهج تنسيقي فيما بينها فأنها ستصمد وبقوة كما صمدت امام خطط سابقة كانت تستهدفها ، وبذات الاطار فهي ستستطيع أن تحسم المعركة بفترة زمنية متوسطة ألاجل ،، لن تتجاوز مطلع عام 2016.

ختامآ، على المصريين كما السوريين كما العراقيين أن يتيقنوا ان حربهم على التطرف فرادى لن تعطي نتيجة ملموسة بالمدى المتوسط ​​، ومن هذا الباب وجب على هذه الدول وانسجامآ مع هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها الامة كل الامة ، ان تظافر جهودها لبناء اطار واحد وشامل مبني على أسس واضحة المعالم وبتنسيق علني ومعلن لمحاربة هذه التنظيمات المتطرفة وقطع اليد التي تحركها ، فبدون ذلك وللاسف ستبقى هذه الدول وغيرها من دول المنطقة تعاني من تمدد هذه الجماعات وستبقى تدور بحلقة دموية مغلقة ألى أمد طويل ، مما يساهم بتحقيق مصالح من يدير ويدعم هذه الجماعات ، فهل سنرى قريبآ حلف مصري -سوري -عراقي لمحاربة الارهاب ، هذا التساؤل اتركه برسم الاجابة عند صناع القرار ومتخذي القرار بالقاهرة ودمشق وبغداد ، فالمرحلة خطرة وهؤلاء جميعآ موضوعيين امام هذا التحدي والمرحلة التاريخية الخطرة من عمر هذه الامة.
 
[email protected]

أحدث المقالات