23 ديسمبر، 2024 4:11 م

دمشق.. ليست كما نسمع عنها !

دمشق.. ليست كما نسمع عنها !

اول ما يلاحظه الزائر للعاصمة السورية هو كثرة المفارز في شوارعها .لكن هذه المفارز مفيدة جدا ،لان العاملين فيها يعملون باخلاص وتمتلك كل مفرزة اجهزة كشف صالحة وغير مزورة،كما هو الحال في مفارز بغداد . ثم ان افرادها لا يستعملون الهواتف النقالةاثناء الواجب نهائيا .ودخول السيارات هناك منظم جدا ،ومرتب على اربعة خطوط الاول لسيارات النقل العام (الباصات والتاكسي )والثاني لسيارات الشحن (اللوريات )والثالث للسيارات الخصوصي والرابع لسيارات الطوارئ والجيش،ويلاحظ تواجد جميع منتسبي المفرزة ،وليس كما هو عندنا حيث يحضر اقل من نصف المنتسبين!
وهنك دوريات على المفارز تحاسب مسؤولها،وتحاسب المتغيبين ولا تسامحهم مقابل (كارت تلفون)! ومع الجهد الذي يبذله منتسب المفرزة الا ان راتبه الشهري لا يزيد على 30 الف ليرة ،اي ما بعادل 120 الف دينار عراقي ،والكل راض عن عمله وبراتبه لانه يشعر بانه يؤدي واجبا وطنيا . وليس المفارز التفتيشية وحدها من يجعل الامن مستتبا في مدينة تتواجد (داعش والنصرة والجيش ) في ريفها ،ولولا وجود اجهزة استخبارية محترفة وكفؤة  ،لما كان هناك اثركبير لمفارزها ،فجميع الاجهزة الامنية هناك يكمل بعضها بعضا .وقد عرفت الاستخبارات السورية بقدرتها على تفكيك مثيلاتها المعادية للنظام  ،وحمته  من مؤامرات كثيرة وخطيرة .
ولعل اقوىواشرس تلك الاجهزة الاستخبارية السورية هو جهاز استخبارات القوة الجوية ، يليه في الاهمية جهاز الاستخبارات العسكرية، تساندهما اربعة اجهزة استخبارية اخرى تتميّز بالحرفية والولاء للنظام .
قد يقول قائل :لماذا عجزت كل هذه الاجهزة عن معرفة ما يحاك ضد سوريا مبكرا وقبل بداية التمرد في شباط عام 2011 .والجوابكما سمعته من سياسي مستقل ،كما يدعي : هو انها عرفت ما يحيق بالبلد ,ولكن المؤامرة اكبر من قدرتها على التصدي لها.ولو تعرض اي بلد اخر لما تعرضت اليه سورية لما استطاع الصمود اكثر من اربعة ايام وليس اربعة اعوام .
نعود الى دور الاستخبارات السورية بمختلف صنوفها في حماية الامن الداخلي في مراكز المحافظات والعاصمة دمشق .فالاجهزة الاستخبارية هناك متغلغلة في كل مفاصل الحياة وتعرف ادق التفاصيل عن تحركات الخصوم يعزز ذلك ثقة المواطن بها .
 وقد استطاعت ان تجعل من نفسها مرهوبة ومرغوبة معا .فالناس هناك يخشونها لانها قادرة على معرفة ما يهمسون به همسا!ولكنهم يتعاونون معها بثقة عالية لانهم يدركون انهم لولاها لوقعوا في التهلكة،ايّ في جحيم داعش .ورجل الاستخبارات السوري موجود في كل مكان ولكنه غير معروف لدى الجميع .فهو لا يتباهى بمسدسه امام الفتيات ! ولا يلبس بدلة ورباط في عز حّر الصيف !وهو لايثرثر ولا يشيع اخبار الدولة للتباهي بانه مهم!  .وكل همه ان يخدم  نظامه لانه يدرك بانه لن ينجو في حال استولت داعش او غيرها من قوى التطرف على الحكم في سورية .