19 ديسمبر، 2024 12:05 ص

دمشق بانتظار ساعة الصفر الأخيرة لإعلانها خالية من داعش

دمشق بانتظار ساعة الصفر الأخيرة لإعلانها خالية من داعش

أصبح الإرهاب في دمشق وريفها في حالة تراجع كبيرة بعد نجاحات متتالية للجيش السوري عن طريق الضربات التي وجهت الى التنظيمات المسلحة وأعوانها من المتطرفين في شرقي العاصمة دمشق، بالتوازي مع قصف لمواقع عدة في عمق حي جوبر والقابون، حيث تمكن الجيش من التقدم على عدة نقاط هناك، والتي سهلت تحركات الجيش نحو عمق الغوطة، وإغلاق منافذ المسلحين إلى العاصمة دمشق، الأمر يساعد الجيش على تضيق وشل حركتهم وخطوط إمدادهم، لذلك بات تحرير العاصمة السورية ومحيطها، من هذه التنظيمات في مراحله الأخيرة.

كل المؤشرات فى الأشهر الأخيرة، تشير إلى تراجع قدرات تنظيم داعش في سورية، وذلك حسب الحرب الدائرة هناك التي تسير إلى النهاية الطبيعية لها، وهي انتصار الجيش السوري وحلفاؤه، حيث أصبحت سيطرة داعش في ريف دمشق تنحصر فقط على حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك جنوب العاصمة بعد خروج مقاتليه من البادية السورية بشكل كامل، وفي الاتجاه الآخر حققت فصائل المعارضة المسلحة تقدماً جديداً على حساب تنظيم داعش بعد إجباره على الخروج من قرى يسيطر عليها شمال شرق اللجاة في البادية السورية الجنوبية، ليصبح بذلك شرق اللجاة، ولمسافة 75 كلم في عمق البادية منطقة خالية من عناصر تنظيم داعش، وفي نفس الوقت تمكنت هذه الفصائل من محاصرة التنظيم شمال شرق درعا والسويداء.

يبدو أن مسألة تواجد “داعش” في دمشق لن يستمر إلا أياماً قليلة، فالجيش السوري يضيق الخناق على هذا التنظيم من كافة الاتجاهات وبات يحيط بمناطق تواجده من كل حدب وصوب في انتظار إتمام الإستعدادات لإقتحامها، وهناك مصادر عديدة تتحدث عن أن داعش في ريف دمشق يعاني من سلسلة أزمات استنزفت قواه ، وهو ما يرجح فرضية انسحاب هذا التنظيم من مدينة دمشق ومحيطها دون قتال باتجاه إدلب أو دير الزور، خاصة وأن الجيش السوري وحلفاؤه لديه من الطائرات المقاتلة ما يجعله سيد الأجواء على الميدان وقادراً على الحسم مع هذه التنظيمات.

في ذات السياق، يمكن القول إن داعش ستنتهي بمعركة قريبة في مدينة الرقة، خاصة بعد أن حسم الجيش السوري معركة مدينة تدمر والمناطق المجاورة ذات الأهمية الإستراتيجية، فالجيش السوري يتقدم شرقاً إلى دير الزور، لقطع إمدادات داعش في الرقة، والقضاء على أهم تجمعاته، والتي تتيح للجيش السوري السيطرة على مجمل مساحة البادية التى تشكل ثلث الأراضي السورية، ومن ثم الالتفاف تجاه إدلب، ليعلن الإنتصار الكامل على الإرهاب وإنهاء مخطط إنشاء دولة داعش في المنطقة، بعد ان بدأ يفقد مساحات واسعة من الأرض كان يسيطر عليها.

اليوم هناك قلق أمريكي- غربي مما حققه الجيش السوري وحلفاؤه في شمال ووسط سورية، إذ يعلن صراحة رعبه غير المسبوق من وصول الجيش السوري الى مناطق كان يستحيل الوصول إليها، فيما يواصل الجيش السوري وحلفاؤه سحق رؤوس الإرهاب ودك أوكارهم محرزاً تقدماً كبيراً على كافة الجبهات، ما جعل من المعادلة أن تنقلب على الأرض وتعيد الكثير من الجهات الداخلية والخارجية حساباتها من جديد خصوصاً بعض الدول التي راهنت على إسقاط النظام السوري، لذلك فإن هذه الدول التي أدارت الصراع في سورية خسرت رهانها في سورية.

من هذا المنطلق، فإنّ محاولات إسقاط الدولة السورية مستمرّة ومتواصلة، لكنّها تتقلّص تحت وطأة الإنتصارات التي يحققها الجيش السوري، وكلّما حقّق هذا الجيش انتصاراً، نجد أنّ الحملة على سورية تشتدّ على الأصعدة كلّها، وأنا على يقين تام بأن داعش وأخواتها ستزول من سورية لكونها آداة مأجوره للضغط, والترهيب لتحقيق مكاسب سياسية, وإنتهى مفعولها بعد تثبيت أساس وحدة سورية, عن طريق الحوارات واللقاءات الوطنية بين أبناء شعبها، كما أثبت الجيش السوري للعالم أجمع بأنه الأقدرعلى قتال داعش ومن يلتف معها.

مجملا.. اليوم ينظر السوريون إلى يوم تحرير ما بقي من المناطق تحت سيطرة داعش وأخواتها حتى آخر شبر منها ورفع العلم العربي السوري فوق ثراها بعد تطهيرها من الجماعات المتطرفة، كما يجدد السوريون إصرارهم على استكمال معارك التحرير، وتخليص سورية من الإرهاب بكافة أشكاله، فسورية كانت وستبقى الجدار المتين في وجه المشروع الغربي والحضن الكبير للمقاومة وستنتصر لأبنائها لأن فيها رائحة الشهداء وعبقهم يتنفسه أهلها كل صباح، ولن تهزم أو تنكسر لأن فيها رجال أبطال يرفضون الاستسلام والخنوع.