18 ديسمبر، 2024 11:41 م

“دماء لن تجف” موسوعة شهداء العراق/3

“دماء لن تجف” موسوعة شهداء العراق/3

شهيد التيزاب.. فقيه التجار
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
تصلني رابطة مصاهرة، مع عبد الصاحب دخيل، الذي يتزوج شقيقي ماجد من بنت أخيه عبد اللطيف؛ ما أتاح لي الإطلاع كثيفا على شخصه، الذي تفانى في الولاء للعراق الإسلامي النبيل، إيمانا لا يغمط حق أحدٍ، فهو إنموذج للإنسان الحق!

ولد في العام 1930 وإستشهد العام 1973، عمر إستنفده في النضال السياسي، على مدى ثلاثة عقود، إنتهت به الى “قصر النهاية” معجزا الجلاد عن بلوغ أسراره، المكتنزة بأفكار “الدعوة” تدخرها لأبناء المستقبل؛ فألقى به الى حوض التيزاب (حامض النتريك المركز) محققا السبق الى التفرد بالحسنى؛ لأنه اول عراقي يقتل بمادة كيمياوية في العهد الجديد قبل الاهوار والانفال وحلبجة، واول عراقي لا يعرف له قبر، واول عراقي دخل قصر النهاية ولم يخرج بجسده.

ورد في كتاب (عبد الصاحب دخيل- سيرة قائد وتأريخ مرحلة) الصادر عن دار “العارف” للمطبوعات / بيروت.. تأليف فائق عبد الكريم، في 286 صفحة من القطع المتوسط، “أحد الأضلاع الثمانية للخلية التنظيمية، التي اجتمعت في منزل الامام السيد محسن الحكيم (1889-1970) بكربلاء في العام 1958”.

يقول الدخيل.. حشرنا الله معه يوم القيامة: “أسست نواة حزب الدعوة الاسلامية فضلا عن السادة مهدي الحكيم (1934-1989) وطالب الرفاعي ومحمد باقر الحكيم (1939-2003) ومرتضى العسكري والحاج محمد صادق القاموسي والحاج محمد صالح الاديب (1935-1996) يتقدمهم السيد محمد باقر الصدر (1931- 1980) بوصفه فقيه الحزب، وكان الحاج دخيل حسب تعبير السيد مهدي الحكيم ثاني اثنين فوتح بالعمل الحزبي من قبله بعد السيد محمد حسين فضل الله”.

تأثر مطلع شبابه، باستاذه الشيخ محمد رضا المظفر (1903-1963) وبرغم تفرغه للنشاط الحزبي، لم يتخل عن تجارته، شاغلا محله في شارع الرشيد / بغداد؛ لذا وصفه الإمام الشهيد محمد باقر الصدر، بـ “فقيه التجار” فهو معتمد المرجعية الدينية لدى السوق العراقي، يقتسم الرزق، بين عائلته والحزب.

أسهم في تأسيس مواكب الطلبة في محرم، سيرا على الاقدام، الى كربلاء، مكملا الخطى.. يدخله جلاوزة البعث.. عنوة، الى قصر النهاية، ومن حوض التيزاب، فاضت روحه الى باريها، في العام 1973، من دون ان يبقى لرفاته الطاهرة، أيما أثر.