موسوعة شهداء العراق/ج1 الشيخ حاتم مطلك النايف
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
القاضي منير حداد
عد الحديث النبوي الشريف، قول كلمة حق، عند سلطان جائر، شهادة مثلى، شملت الشيخ حاتم مطلك النايف.. شيخ آل بو شبلي / عشيرة المشاهدة، العلوية التي تتأصل من نسل جعفر بن علي الهادي.. عليهما السلام.
النايف وقف بوجه صدام جريئا، خلال التسعينيات: “نحن سادتكم” فإنتفض المجرم آمراً حمايته بضرب الشيخ العلوي، وإعتقاله؛ فتصدى لهم رجال لا يبالون بالموت إذا هانت الحياة؛ ما جعل الديكتاتور يعدم أفراد العائلة، وبينهم يافع ذو خمسة عشر عاما، صاح: “سأثأر لهم”.
الشيخ النايف، علوي كريم المَحتَد، لم يطق صبرا على إدعاء اللقيط، وصلا بآل بيت النبوة الأطهار، فرد عليه تلفيقه شجرة تنسبه.. زورا.. الى سيد الشهداء.. أبي عبد الله الحسين بن علي.. عليهم السلام، ولم يعنَ بردة فعله الهوجاء، إزاء أي قول حق تأملي؛ فلاذ بحمايته المدججين بأفتك الأسلحة، ومن ورائهم قوة دولة، يعدم الشجعان ويهين الكرماء ويجيع أعزة القوم إذلالا للكبرياء. منكلا بالأصلاء، ومنهم النايف؛ لأنه لم ينافق ولا يداهن ولا يتملق، إنما معتد بعلو جنابه، المبني على أصل رفيع ورجال شجعان من حوله، وقوة روح وريحان وطيب مقام.. عقل وحكمة ورزانة، لم يتحمل صدام الحوار الذي تهافت منطقه أثناء سبك الجمل بينة البلاغة، التي ينطقها إبن بنت محمد، نهلا من معين مجد متأصل في الأصلاب والارحام الطاهرة.
صدام أعدم النايف وجمعاً من آل بو شبلي؛ لأنه وجد نفسه يتضاءل أمامهم، بكل ما أحاط به نفسه من “بوخة” مفتعلة، أفل إزاء وهج الهالة النورانية، التي يكاد ضوؤها يخطف الابصار ولو لم تمسسها نار؛ فهم سادة، من نسل أمراء الإمامة على الدين والدنيا.. “شجرة وارفة.. أصلها ثابت وفرعها في السماء”.. خالدون وعدوهم بددا.. لا يمحي ذكرهم مهما جار السلطان.. يتراءى الشيخ حاتم للمؤمنين في قصره من أعالي الفردوس..
طبتم مقاما وطاب ذكر من والاكم.. سيدي النايف، سائلين المولى القدير، ان يحشرنا تبعكم، عند ما تحين الساعة، فسلاما يوم ولدت ويوم إستشهدت ناطقا بالحق تواجه الباطل.. وسلاما يوم تبعث حيا، انت ورجالك وشمعة اليافعين الذي قيض الله له ان يحقق الثأر الذي توعد به، وهو خالد الروح في السماء.. عطر الجسد في قبره.