18 ديسمبر، 2024 8:49 م

دماء على منارات المساجد

دماء على منارات المساجد

)وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّه أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَآ أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْىٌ وَلَهُمْ فِي الآخرة عَذَابٌ عَظِيمٌ (البقرة: 114 0 بهذه الايه الكريمة ابدأ مقالي عسى ان تكون موعظة وتذكره ولكونها اية من ايات الذكر الحكيم  ولانها تعطينا درس رباني في حرمة المساجد  هذه ألحرمه ألأزليه الباقية الى الأبد وأحكامها نافذة في كل عهد دون ان تقبل تأويل او تحريف ولن يستطيع احد أن يحرفها أو يغير معانيها او الحكم الرباني الصادر بحق مخالفيها مهما كان سطوة وجبروت من أراد  لها التحريف سواء كانت سلطته سياسيه أو ميلشاوية أو إرهابية  ومع هذا الوضوح في المعنى والأحكام الا إن الأحداث الإرهابية  والجرائم اليومية التي تطال بيوت الله  تعيدنا   الى زمن مضى لتجعل من المشهد التاريخي  يعيد نفسه بلون جديد وبتقنيه أحدث تنقله الفضائيات كشاهد أثبات  عن فظاعة الجرم وبشاعة المجرم  انه يوم الترويه في مكة ألمكرمه ذلك اليوم الذي لم تشهد العصور من قبله ولا من بعده اشد فضاعه منه و لم يسجل التاريخ الإسلامي أكثر سوادا منه  ففي ذلك اليوم دخل ابو طاهر الجنابي المسجد الحرام ليريق دماء ثلاثة آلاف مسلم بملابس الإحرام لتتوزع جثثهم الطاهره وهم في ملابس الإحرام بين الصفا والمروة ولم يسلم منهم حتى من تعلق بأستار ألكعبه 0 لقد قتلهم ابو طاهر الجانبي  دون أن يراعي حرمة للمكان او للزمان فالمكان مكة ألمكرمه والزمان ذو ألحجه   وبفعلته الغادرة ألكافره استباح جميع الحرمات حرمه المكان والزمان والنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق0فما اشبه اليوم بالبارحة فعلى الرغم من الحرمة التي اقرها الله  لبيوته ممثله في المساجد إلا إننا نجدها اليوم أهدافا لزمر إجرامية من أتباع ابو طاهر الجانبي  تترقب المساجد ومريديها من المصلين و تترصدهم ذهابا وإيابا لتقتلهم في  باحات المساجد او في الطرقات المؤدية اليها  0 ان المراد بهذه الأفعال الإجرامية إلحاق الأذى بالمصلين وقتل العدد الأكبر منهم وبالتالي منع العدد المتبقي من التردد الى المساجد وبالنتيجه تعطيل ومنع أقامة الصلاة  0 ان الأيادي الغادرة ألاثمة التي قتلت المصلين وهدمت المساجد هي ذات الأيادي التي هدمت ألكعبه ألمشرفه وسرقت الحجر الأسود منها لتمنع الحجيج من الطواف حولها , إنهم أتباع ابو طاهر الجنابي وسلالته الإجرامية  التي تتلذذ بدم المسلم وتعتدي على حرمة الله ومساجده ساعين في خرابها وتدميرها متحدين الله عز وجل بما توعدهم  به من خزي في الدنيا وعذاب في الاخره اليس زعيمهم ابو طاهر القائل (انا بالله وبالله انا……….. يخلق الخلق وأفنيهم انا    ) 0 ان المجرمين من اتباع المجرم ابو طاهر نسوا او تناسوا بان الله سبحانه وتعالى عاقب ابو طاهر دنيويا بالجدري وعذاب الآخرة اشد  (ومن اصدق من الله قيلا ) النساء 122 وعليه نحن متيقنون  ومؤمنون بقضاء الله وان عدالته ستلاحقهم في الدنيا و الآخرة , كيف لا…؟ وهم يرتكبون جرائمهم النكراء بحق الارض والسماء بحق بيت من بيوت الله او على ضيف من ضيوفه 0في كل جمعه من جمع المسلمين بتنا نرى او نسمع وربما شهود عيان على جريمة تستهدف أماكن ألعباده  , هذه الأماكن التي أراد لها الله ان تكون رحمة لمريدها وامان لداخليها وسكينه لمعتكفيها  فالبيت بيت الله ومن يتعبد فيها هو ضيف على الله هل الوقاحة والجرأة ألخرفه تمادت لتعتدي على كل الحرمات0 قد يقول قائل ان الذي يحدث يراد منه الفتنه الطائفية وان  الساسة  وحدهم ومن كل الاتجاهات يتحملون آزر هذه الجرائم وإنا أقول لهم ان ابو طاهر الجنابي جهز جيشا و لم يقتل  الثلاثة  آلاف مسلم بسيفه  الا انه هو من  خطط وقاد وأمر بارتكاب تلك الجريمة والمراد منها الفتنه والقتل ,التدمير والتخريب وتعطيل فرائض الله  واذا كان ابو طاهر اراد ان يمنع فريضة الحج وهي فريضه سنويه  فالمراد من  الجرائم اليوميه تعطيل  فرض الصلاة . ولو كان لابو طاهر واتباعه الجدد ذرة  خردل من ايمان لسعوا في اعمار بيوت الله لا لتخريبها ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّه مَنْ ءَامَنَ بِاللّه وَالْيَوْمِ الاْخِرِ}[التوبة: 18) 0

[email protected]