أما خوفاً أو طمعاً عندما نسمع رجل دين أو سياسة يكيل المديح لمواقف مقتدى الصدر تجاه سنة العراق . فالجميع يعلم أن أول من أسس مليشيات مسلحة هو مقتدى الصدر في عام 2004م أطلق عليها اسم (جيش المهدي) و التي كانت مدعومة تمويلاً و تسليحاً و تدريباً و توجيهاً من قبل إيران و انتشرت كالنار في الحطب الهشيم خصوصاً في أحياء الحبيبة بغداد ذات التركيبة السكانية المختلطة مذهبياً و كانت صاحبة الصولات و الجولات في تأجيج و قيادة الحرب الطائفية التي كان سنة بغداد و الحلة و ديالى و كركوك أول ضحاياها . حيث كانوا يبررون عملهم بحجة محاربة النواصب و هم فئة لا وجود لها بين سنة العراق المعروفين بولائهم و حبهم لآل بيت الرسول (ص) . مواقف مقتدى و تياره في إراقة دماء السنة تنوعت بين الإفتاء بجواز قتالهم تحت عنوان النواصب كما جاء على لسان خطيب جمعة مقتدى في الكاظمية حازم الأعرجي و بين جرائم القيادي أبو درع المعروف بوحشيته و إجرامه الذي تشهد به منطقة السدة التي صارت مجمعاً لجثثهم المجهولة الهوية . و لقد بلغت عملية التصفية و التهجير لأهل السنة ذروتها بعد تفجير مرقد العسكريين (ع) و التي أصبح غطاء الثأر لهما مبرراً بأن تكون عمليات القتل و التهجير بشكل جماعي كان أبطاله مليشيا جيش المهدي . و لم ينتهي دور مقتدى الصدر عند هذا الحد بل كان لدعمه للمالكي المعروف بعدائه لسنة العراق للحصول على الولايتين الأولى و الثانية مرحلة متقدمة في تصفيتهم ثم تم استكمال ذلك الدور بتشكيل سرايا السلام كجزء من مليشيات الحشد المعروفة بطائفيتها و جرائمها بحق سكان المحافظات الغربية ذات الأغلبية السنية الذين صاروا ضحية للصراع بين تنظيم داعش الإرهابي و مليشيات الحشد الطائفية . هذا التأريخ المعزز بالأدلة و الشواهد على إيغال مقتدى و تياره بدماء أهل السنة من أول يوم وطأت قوات الإحتلال أرض العراق كفيلاً بأن يثبت زيف شعارات الوطنية التي ينادي بها مقتدى و أن يعطي لتلك الدماء الحق في محاكمته قانونياً و شرعياً كما إنها كفيلة بأن تجعل كل من يقف مع مقتدى الصدر مؤيداً أو داعماً له من رجال دين و سياسة و عشائر من أهل السنة بنفس خانة الإتهام و المحاكمة . كذلك فإنها كفيلة بإيضاح الصورة الطائفية لمقتدى الصدر و تياره لسكان تلك المحافظات المنكوبة و أن مقتدى لم و لن يخرج عن إطار سياسة إيران و توابعها المعروفة بعداء أهل السنة كما في اليمن و سوريا و لبنان فضلاً عن العراق عن طريق مليشياتها و جماعاتها المسلحة التي لا تقل إرهاباً و إجراماً عن داعش و القاعدة و النصرة و غيرهما من تنظيمات تكفيرية إرهابية.