يردد الشيخ الطاعن في السن، بغترة وعقال بعد تفجير مدينة الصدر الدامي صباح الأربعاء وأودى بعشرات القتلى والجرحى “لن نحيد عن حُب علي، يحاولون؛ لكن هيهات، دمائنا تروي ولايته”، علي بن أبي طالب، أول الأئمة المعصومين عند الشيعة، وخليفة رسولهم بنص غدير خم، وعشرات المرويات الأخرى، أسد الله الغالب، وقسيم جنة الله وناره، وبعد ١٤٠٠ عام، ينتظر من عشاق حكمته، وعدله، وشجاعته؛ الجود بأرواحهم، ودمائهم مرضاته!، صغيراً، لُقنت حًب عليّ، ومن لا يحبه؟، ڵا أعرف وقتها لما قيل لي؛ إنتظر الفقر، القتل والتشريد، هكذا أنصاره في كل عصر ومصر، معذورون، كما الشيخ، عقود المظلومية تولد قناعات، وتُرسخ مفاهيم وزهداً في دنيا فانية لن تفارقنا وإن أمسكنا بالحكم، وبسطت أرض السواد لنا ذراعيها، هناك منتفعون من شعورنا هذا، يُرغبون الناس بعدن وهم في نعيم، التفجيرات التي تطال مناطق شيعية فقيرة، دأبت التنظيمات الإرهابية التكفيرية على ضربها وبشدة، مستثمرة صراع الطوائف والمكونات السياسي، ومُعلنة عن نفسها مدافعاً عن إحداها، يشحذ همم “بواسل” شبكات التواصل الإجتماعي للطعن في المكونات، سُبابٌ لم أسمع به من قبل ولعنات، تتعالى أصواتهم بدعوات الإنفصال، دولة شيعية في عراق تأريخي كنت من أوائل الداعين، والموقعين على وثيقة إنفصال شيعة العراق، وثيقة عُرضت علينا بداية التغيير نيسان ٢٠٠٣ ومهرتها بتوقيعي تحمي أبناء الطائفة من دوامة العنف السني، والطمع الكوردي، “نفطنا لنا” في دولة رخاء، حتى أدركت خطورة الدعوة، الصراع سياسي بحت، نعم هناك إقتتال شيعي-سني لجني مكاسب يصاحب سنوات التأسيس الأولى، كما هناك صراع بين أبناء الطائفة الواحدة، والمكون الواحد، يتربص كل منها بالآخر، ثغرة دستورية هنا، وتشريع هناك يمكن الإستفادة منه، لكن؛ لايخرج عن كونه سياسي، أُريد له أن يكون دينياً، طائفياً، أو حتى قومياً، يُلهم البسطاء ويمنحه زخماً، البعث، كما داعش، والقاعدة من قبل شماعات فشل، لا البعث يمكن له أن يعود، ولا عقلاء سنة العراق يحلمون بسلطة أبدية، كل شيء تغيّر، المناخ الدولي، والوضع الداخلي لا يسمحان بهذا بعد الآن، والذهاب نحو الإنفصال بحفنة لصوص الله هذه يجعلنا فريسة سهلة، ورهينة جوار أحسن إستثمار الطائفة وهدفه حماية مصالحه القومية، إذا ما جنبنا الله صراع داخلي لسنوات طويلة بعده.