18 ديسمبر، 2024 5:13 م

دليل قوة للشعب والمقاومة الايرانية

دليل قوة للشعب والمقاومة الايرانية

ليست الاوضاع کما کانت في الاعوام السابقة فکل شئ تغير بل وحتى إتخذ وضعا معاکسا للسابق، هذا هو حال الاوضاع في إيران بعد 4 عقود من حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المعتمد على الممارسات القمعية التعسفية وعلى التدخلات غير المحدودة في بلدان المنطقة، والنقطة الاهم التي تلفت النظر کثيرا بهذا الصدد، إن الشعب الايراني لم يعد يتحمل المزيد من الصبر على جور وضيم هذا النظام ولذلك فإن تحرکاته الاحتجاجية تکاد أن تکون شبه دائمية وفي مختلف أنحاء إيران، أما المقاومة الايرانية فإن نشاطاتها وفعالياتها المضادة والفاضحة للنظام فقد بلغت أرقاما قياسية غير مسبوقة، مما يدل على إن هناك عزما راسخا وتنسيقا تلقائيا إستثنائيا بين الشعب الايراني والمقاومة الايرانية في سبيل النضال من أجل الحرية وتغيير النظام.
النجاح الکبير الذي حققته المقاومة الايرانية بطرحها وشرحها للامور المتعلقة بمجزرة صيف عام 1988، و تمکنها من جعل العالم کله على إطلاع کامل بتفاصيلها الدامية، وإن الدعوة الاخيرة التي وجهتها أکثر من 450 شخصية دولية من أجل فتح ملف هذه المجزرة وإجراء تحقيق محايد بشأنها، يعتبر دليل قوة وتقدم للأمام للشعب الايراني والمقاومة الايرانية وفي نفس الوقت دليل ضعف و تراجع ونکوص للنظام، ولاسيما وإن هذه الدعوة قد جذبت أنظار وسائل الاعلام العالمية وسلطت عليها الاضواء بصورة أحرجت النظام وفضحته أکثر من أي وقت مضى خصوصا وإن هذه الدعوة قد طالبت بالتحقيق مع ابراهيم رئيسي ذاته بإعتباره أحد أعضاء لجنة الموت ويداه ملطخة بدماء 30 ألف سجين سياسي.
التحرکات الاحتجاجية الغاضبة للشعب الايراني وعدم توقفها ووصولها الى حد الاشتباك مع القوات الامنية وأحيانا طردها من أماکن النشاطات الاحتجاجية، هو الآخر دليل على رعب وهلع القوات الامنية من النشاطات الاحتجاجية و توجسها من أن تتطور لما هو أکبر وأوسع، وهذا يأتي في وقت کان النظام يتصور بأنه وبعد تنصيب ابراهيم رئيسي في منصب رئيس الجمهورية سوف تتغير الاوضاع لصالح النظام وتتم السيطرة على الاوضاع تماما، لکن الذي جعل النظام عموما ورئيسي وحکومته بشکل خاص، يشعرون بالقلق البالغ هو إن نجاح المقاومة الايرانية بأن تجعل من شخص رئيسي هدفا وتجبره على البقاء والتقوقع في طهران وعدم الذهاب لدول أخرى خوفا من إعتقاله، والذي جعل النظام ورئيسي يشعران بالمزيد من الخوف والقلق من جدية الامور هو إن أنصار مجاهدي خلق قاموا بإختراق القنوات الرسمية للإذاعة والتلفزيون التابعة للنظام وقاموا بعرض صور لقادة المقاومة الايرانية والهتاف بشعارات الموت للنظام وخامنئي.