ليس المقصود بالأعور كريم العين , بل الذي يرى الحقائق بعين عوراء , يوم أمس كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان ( إلى كل من يرى الحقائق بعين عوراء ) , تناولت فيه بالدليل العقلي المؤامرة التي استهدفت رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من خلال دخول داعش إلى العراق واحتلالها للموصل ومحافظات الغرب العراقي السنّي , وأوضحت وبالمنطق كيف تآمرت مخابرات كل من واشنطن وتل أبيب والرياض وأنقرة على إسقاط حكومة الزعيم الوطني نوري كامل المالكي , فها هي الولايات المتحدّة الأمريكية تقدّم دليلا جديدا على تورطها ودعمها لداعش , فيوم أمس قامت الطائرات الأمريكية بتوجيه ضربات جوّية وبعدة طلعات وبأكثر من طائرة للجيش العربي السوري في دير الزور , مستهدفة الجنود السوريين الذين يدافعون عن المدينة منذ أكثر من سنتين , مما اسفر عن قتل العديد منهم , لتنطلق داعش في نفس الدقيقة التي بدأ فيها القصف وتحتلّ المناطق التي استهدفتها الطائرات , ومن ثمّ توقف القصف لتبتعد الطائرات لاحقا , في حين ادّعت مندوبة الولايات المتحدّة الأمريكية في الأمم المتحدّة سامانثا باور أنّ ما حصل كان عن طريق الخطأ , ومن يريد أن يقف على حقيقة الضرب الخطأ , عليه أن يسأل قيادة الحشد الشعبي وكم تعرّضت قطعات الحشد لقصف الطائرات الأمريكية عن طريق الخطأ , والمنطق يقول أنّ هذا القصف هو قصف ممنهج ومخطط له على أعلى المستويات وليس كما تدّعي مندوبة الولايات المتحدّة , ودليلنا العقلي على هذا هو أنّ داعش كانت تتمدد بوجود التحالف الدولي بقيادة أمريكا .
هذا الدليل الجديد أسوقه لمن لا زال يرى أنّ داعش ليست مؤامرة , وانّ الموصل ومحافظات الغرب العراقي السنّي قد سقطت بسبب سوء إدارة المالكي للملف الأمني , وأعني بالخصوص زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر الذي صرّح يوم أمس بأنّ المالكي بائع العراق للإرهاب , في إشارة إلى سقوط الموصل التي سقطت في عهد المالكي , وللمرّة الألف اقولها للسيد مقتدى الصدر وبكل محبة , إنّك سيدنا العزيز لست سياسيا ولا تفقه في السياسة شيئا , ولم تتعلم من السياسة شيئا خلال هذه السنين التي أصبحت فيها زعيما للتيّار الصدري , وإذا كان المنافقون من حولك يصّورونك بأنك زعيما سياسيا ملهما وقائدا فطحلا , فأقسم بالله إنّهم يخدعونك من أجل أن يصبحوا حيتانا , والله يا سيد مقتدى إنّهم كذّابون ومنافقون , وهذه التصريحات قد أضرّت بسمعة آل الصدر التي تقول عنها خط أحمر , فإذا كانت سمعة آل الصدر خط أحمر كما تدّعي , فينبغي عليك أنت أولا أن تحافظ على سمعة آل الصدر الكرام , هل سمعت بتصريحات سيد المقاومة حسن نصر الله وماذا قال عن داعش وعن المالكي ؟ هل عندك ثمة شك بأقوال سيد المقاومة وعنوانها الصادق ؟ إلى متى ستستمر بهذه التصريحات المضرّة للوطن والمذهب ؟ لماذا وضعت نفسك في هذا الموضع العدائي من زعيم وطني تآمرت عليه مخابرات واشنطن وتل أبيب والرياض وأنقرة ؟ نصيحتي الأخوية لك أن تعتزل السياسة نهائيا وأن تكفّ عن إطلاق مثل هذه التصريحات التي لا تخدم سوى داعش وأعداء الوطن والمذهب .