18 ديسمبر، 2024 11:24 م

“دليلي إحتار “..حيرة العبادي !!

“دليلي إحتار “..حيرة العبادي !!

لاأشك لحظة واحدة بأن السيد العبادي حين يقف بثلاثاءاته الغرائبية و هو في كامل قواه العقلية فضلاً عن الجسدية.
قال لنا سيادته ، نحن الذين لانفهم “الجك من البك ” في رده على سؤال لأحد المراسلين عن سبب عدم ضربه للفساد بيد من حديد ، “ضرب الفساد بالحديد يحتاج الى أدلة والقضاء لايأخذ بكلام الإعلام والتصريحات والإتهامات”.
والله العظيم كلام صحيح مائة في المائة ولاغبار عليه ولا أتربة ولاتدليس ولا خداع ، كلام صاف رقراق كماء زمزم !!
تمام الضرب يحتاج إلى أدلة والقضاء لايأخذ بالشبهات..
ولكن السؤال الذي نوجهه للسيد العبادي :
هل أربع سنوات من حكمه الرشيد لم تكن كافية للحصول على دليل واحد لإحالة واحد من حيتان الفساد في البلاد الى القضاء ؟
إذا كان الجواب بنعم ، فإننا إما بلد لافساد مالي فيه على الاطلاق إلا من صغار الموظفين والسياسيين “النص ردن ” أو إن أجهزة الرقابة لدينا والبرلمان والسيد العبادي نفسه عاجزين عن اختراق حصون وأسيجة المافيات التي أفقرت البلاد
أو إن السيد العبادي في واد والبلاد وإفلاسها في واد آخر..
أو إنه لايسمع أو لايريد أن يسمع قول السيد مشعان الجبوري الذي خذله الجمهور لنزاهته وشفافيته حين قال مليون مرّة من على شاشات الفضائيات بما فيها المقربة جداً من العبادي نفسه ” كلّنا لصوص ” ” وأخذنا رشى ” ..الخ ..أليس من صلاحيات سيادته إحالته للقضاء كشاهد على الأقل على إتهاماته ، وإذا ثبت العكس يحاسب الرجل على محاولاته تدنيس شرف الدولة العراقية وحكومتها بملوثات الفساد ، فيحاكم فيريح ونستريح !
أو إنه لم يسمع من السيدة النائبة السابقة حنان الفتلاوي التي خذلها جمهورها أيضاً بسبب روحها الوطنية العالية والمترفعة عن مستنقعات الطائفية حين قالت في عهد المالكي وبحضور رئيس البرلمان الاسبق محمود المشهداني ” لقد تقاسمنا الكعكة وأخذنا قومسيونات “.. تقصد السادة النواب الأفاضل !
فيحيلها للقضاء لمجرد الإستفسار عن نوع الكعكة والمناسبة التي تقاسموها فيها ومن أي ورث من ميراث أجدادهم كانت ؟ !!
أليس دليلاً عند السيد العبادي إنه فتح خزانة البلاد فوجدها تصفر بريح الفساد خاوية إلا من دولارات متواضعة لبلد نفطي من باب الأدب والنزاهة والشفافية !
أليس دليلاً لديه إن البلاد أبذخت على قطّاع الكهرباء نحو 40 مليار دولار أميركي ، واليوم الكهرباء هي الشرارة التي جعلت الناس تحتج في عزّ تموز القائظ..!
أليس دليلاً عن المشاريع الفاشلة التي وصفها بنفسه الوصف ذاته ، ويسأل : لماذا فشلت ؟
اليس دليلاً لديه صفقة السلاح الروسي التي فاحت نتانتها حتى عند الروس فاوقف الحاج بوتين الصفقة في حينها للتحقيق !
أليس دليلاً لديه إن الحكومة البريطانية حكمت على مورد أجهزة كشف الطماطة الفاسدة إلى بلادنا بعشر سنوات سجن لعدم صلاحية الأجهزة ..فيما مستوردها ينام وملء جفنيه عن شواردها “الصفقة “مع الاعتذار للمتنبي !
عن أي أدلة يبحث السيد العبادي ؟
وماذ بشأن التقرير التالي :
” تكشف آخر التسريبات من مكتب العبادي، عن أن اللجنة المكلفة ببحث ملفات الفساد المالي منذ عام 2003 والتي تُقدّر قيمتها بأكثر من 450 مليار دولار، قد انتهت من نحو 300 ملف فساد مالي تتعلق بقطاعات مختلفة، مع تقديم وزارة الخزانة الأميركية مساعدة كبيرة لبغداد في الملف باعتبارها شريكاً رئيسياً في إدارة البلاد..
إلا أن الإحباط قد يفاجئ العراقيين المتفائلين بالحرب الجديدة التي أعلنها رئيس حكومتهم على الفساد، إذ يؤكد مسؤول عراقي بارز أن ملفات معينة لم يتم فتحها بسبب خطورتها وإمكانية أن تتسبّب بأزمة سياسية كبيرة في البلاد، وتصطدم مع شخصيات بارزة في الدولة لن يكون بمقدور العبادي تجاوزها أو تحقيق نصر عليها”.
من جهتي سأغلق أسئلة الفساد والأدلة التي يبحث عنها العبادي وأتحوّل إلى سؤال واحد ووحيد :
هل حقا سيادتك غير قادر على تجاوز تلك الشخصيات البارزة ؟
إذا نعم ..فشكراً لك فقد وفيّت وكفيّت !!
وإذا لا ..فلنغني معاً ” أنا بإنتظارك مليّت” !
والأرجح إن الرجل سيغادر دون أن يكون قادراً أيضا على إكمال أغنية السيدة فهو رجل ورع ولايحب الغناء ولا الموسيقى..!!