18 ديسمبر، 2024 11:58 م

دلالات مفهوم الشعائر في تفسير (من نور القرآن)

دلالات مفهوم الشعائر في تفسير (من نور القرآن)

{ ذلك وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } (الحج ،32)

دلالة مصطلح ( شعائر الله ) في التفاسير القرآنية وكتب اللغة

وردت لفظة الشعائر في القرآن الكريم بعدد من الآيات في سياق بيان فريضة الحج ومناسكها على وجه الخصوص ، ولذلك اقترنت في اذهان الكثير من مفسري القران المسلمين بالحج كما ذهب الى ذلك ابن فارس في كتابه (معجم مقاييس اللغة) عندما فسرها بالقول (الشعيرة واحدة الشعائر وهي أعلام الحج وأعماله) ، وكما ذهب الى ذلك النراقي في كتابه ( عوائد الأيام) والذي فسر الشعائر بعد مناقشته لاراء العلماء المتقدمين بأنها(مطلق مناسك الحج ) .

الا ان الاعم الاغلب من علماء المسلمين والمفسرين ذهبوا الى شمولية المصطلح لكافة العبادات ومعالم الدين ، في تفسير مفهوم (شعائر الله) يمكن ان يفهم المصطلح القرآني ودلالته على وجوه عديدة كما تقدم ومنها ما أورده الشيخ الطبرسي في تفسير (مجمع البيان) والذي يبين فيه معنى الآية ، والذي فسرها على النحو التالي :

(ومن يعظم شعائر الله ، أي : معالم دين الله ، والأعلام التي نصبها لطاعته ، (من تقوى القلوب) أضاف التقوى إلى القلوب ، لأن حقيقة التقوى تقوى القلوب ، وقيل: أراد صدق النية ) .

ومن هذه الوجوه التفسيرية ايضا فهم آخر لدلالة لمصطلح (شعائر الله ) وهو ما أورده الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره (الأمثل) والذي أوجز فيه تفسير الآية بالمعنى التالي :

(ومن يعظم شعائر الله) : إن (شعائر الله)  تشمل جميع الأعمال الدينية التي تذكر الإنسان بالله سبحانه وتعالى وعظمته، وإن إقامة هذه الأعمال دليل على تقوى القلوب.

اما الجوهري في (الصحاح) فقال في تفسير المصطلح :(الشعائر : أعمال الحج وكل ما جعل علماً لطاعة الله تعالى ( .

وذهب الى نفس المعنى في القرطبي في كتابه (الجامع لأحكام القرآن) في بيان معنى الشعائر : (وهو كل شيء لله تعالى فيه أمر أَشعر به وأُعِلمَ… فشعائر الله أعلام دينه).

ومن التفاسير وكتب اللغة أعلاه يمكن بيان مفهوم مشترك شعائر الله ، وهو انها المعالم والاعمال التي تقام على أساس ديني ، وإن التعظيم الصادق لهذه الشعائر هو من أوضح علامات التقوى القلبية ، وأن أوضح تلك الشعائر دلالة هي مناسك الحج .

وتقسم الشعائر بشكل عام الى شعائر زمانية والتي ترتبط بزمان محدد مثل (شهر رمضان ، العشرة الاوائل من ذي الحجة ، يوم الجمعة ، .. الخ) ، وشعائر مكانية والتي ترتبط بمكان معين مثل ( المسجد الحرام ، المسجد النبوي ، مراقد ائمة اهل البيت الاطهار ، .. الخ).

وتنسب الشعائر وتقترن تارة بالله تعالى فيقال (شعائر الله )، أو تنسب تارة أخرى لدين فيقال (شعائر الإسلام) ، او لمذهب ويقال (شعائر مذهبية) ، أو في نطاق المذهب فيقال(شعائر حسينية) أو (شعائر فاطمية) .. الخ.

تعظيم الشعائر وسيلة للتقوى

في تفسيره ( من نور القرآن) وفي سياق بيان معاني (شعائر الله) يبرز المرجع اليعقوبي دلالة مهمة   لمفهوم الشعائر ويوضح أن ( شعائر الله كل ما دلّ على الله تعالى وكان علماً لطاعته) ، وفي خصوص تفسير الشعائر في مورد الآية ، يرى سماحته ان الغاية الحقيقية من أحياء المناسك والشعائر والمشاعر والهدف الاسمى لها على صعيد الافراد والجماعة هو بلوغ الإنسان درجة التقوى ، ويعرفها على اساس انها (رموز تعبّر عن التوجه الى الله تعالى وطاعته وتوصل الى التقوى التي هي الغاية من الشعائر) .

ان الشعائر كسائر العبادات الإلهية الاخرى هدفها بالسمو بالإنسان والارتقاء به لغاية أسمى وهي العبادة الخالصة والمخلصة لله تعالى وبها تتحقق الغاية الحقيقية ، لذلك يوضح المرجع اليعقوبي ان احياء الشعائر وتعظيمها هدفها تحصيل التكامل للفرد والامة ولا يتحقق ذلك بمجرد الإحياء والعمل وحده لأن النفاق والرياء وغيرها من الذنوب والامراض المعنوية يمكن ان تقترن شكليا بالأعمال العبادية لغايات دنيوية ، ويضرب سماحته شاهدا تاريخيا على هذه الحالة (المنافقون والفاسقون قد يؤدون الشعائر الشكلية كما كانوا في زمان رسول الله (ص) يحضرون الصلاة في المسجد ويخرجون في الغزوات لكنها لا قيمة لها لأنها خالية من التقوى) .

الشعائر المقدسة والممارسات المدسوسة

الشعائر يمكن تصنيفها الى قسمين فالمقدسة والمعظمة هي ما يتحقق الهدف الأسمى من إحيائها وهو تحصيل التقوى ، اما الممارسات المدسوسة والتي لا تمت بصلة لشعائر الله تعالى ولا تساهم في صقل وتهذيب سلوك الانسان وتنمية معارفه الدينية والاخلاقية فهي ليست الشعائر ولا تستحق التعظيم ولا التكريم .

آليات تعظيم الشعائر

اما معنى التعظيم المقصود للشعائر فيرى سماحة المرجع انه يمكن حمله على ثلاث اوجه معنوية ومادية ، اما المعنوي منها فيتحقق من خلال :

1- ( الدعوة إليها والتعريف بحقيقتها) : فالتعريف بحقيقة الشعائر هو امر مرجوح جداً في ظل التشويه والتحريف الذي يطالها من داخل المجتمع الديني ومن خارجه ، وفهم حقيقة الشعائر يتحقق من خلال التعرف على الاطلاع على رأي الشريعة الإسلامية والتي نستمدها من خلال كتابات العلماء العارفين والمفسرين المجتهدين لمعاني القرآن الكريم في بيان المفاهيم الاسلامية وليس من خلال المستشرقين او العلمانيين او وعاظ السلاطين او الخطباء والمنشدين ، والدعوة الى إحياء وتعظيم الشعائر واجب شرعي على كل مسلم لأن غاية كل إنسان مؤمن هو ان ينال رضا الله تعالى وبلوغ الكمالات المعنوية والتي تشكل التقوى قمتها الشامخة .

2- (المساهمة بالمال)  : والإنفاق في سبيل الله تعالى من أعظم الأعمال التي يثاب المسلم عليها ، ولقد حفلت آيات القرآن الكريم والاحاديث الشريفة بالتشجيع والحث على البذل المادي بمقدار ما يستطيع الإنسان ، لأن الإنفاق المادي وسيلة لإقامة الشعائر وأحيائها .

3- (التشجيع والدفاع عنها ضد من يشوهها ويخذَل الناس عن المشاركة فيها وينتقصها) : وهذه الوظيفة هي شكل من اشكال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي أسمى الوظائف وأشرفها ، بالإضافة الى كونها من المستحبات الذي حث عليها الرسول الاكرم واله الاطهار (صلوات الله عليهم) حثاً كثيراً لأن فيها نصرة للدين ومواساة ووفاءً لهم ، وهذه الوظيفة الرسالية هي مسؤولية الجميع من القيادات الدينية وطلبة العلوم الدينية والاكاديميين والمثقفين والخطباء والمبلغين والإعلاميين وكل من يحمل شعورا بالمسؤولية تجاه الإسلام والمسلمين خصوصا في ظل ما يتعرض له الاسلام وتشريعاته وعقائده من هجوم كاسح من جميع الاتجاهات وكل الاصعدة والمستويات من الداخل والخارج .

الشعائر والمرجفين

ان أهمية تعظيم الشعائر لا يمكن ان يدرك مغزاها غير الانسان المؤمن ، اما غير المؤمن او الملحد فلا يمكن لهما أدراك مغزى الشعائر والجانب المعنوي من احيائها ولذلك نرى الكثير من هؤلاء السفهاء في الماضي والحاضر يستهدفون الشعائر بالتشكيك والسخرية والازدراء والمقارنة بينها وبين بعض الأمور المادية الثانوية كما يقوم بعض الجاهلين بالتشنيع على المؤمنين لأقامتهم بعض الشعائر ويتبجح بمقارنتها بالتطور العلمي المادي للغرب الغارق في الفوضوية والانحدار الاخلاقي ويتهمون الدين والشعائر بأنها سبب التخلف بينما الحقيقة ان نفس هؤلاء المشككين والمستهزئين هم أساس التخلف بالدونية التي يشعرون بها امام الغرب وبتطاولهم على مقدساتهم وشعائر الاسلام ، ويبين المرجع اليعقوبي أن هذه الحملات ضد الدين وشعائره ليست وليدة الحاضر وانما هي ثقافة جاهلية لعجز اولئك المشككين والمستهزئين عن ادراك معاني وحقائق الشعائر التي تمهد الطريق للإنسان للتكامل والتوحيد الخالص (كان بعض الزنادقة الملحدين يحضر موسم الحج ويقول : الى متى تطوفون بهذه الأحجار ؟ لأنهم لم يدركوا المعاني الروحية فيها وحقائق هذه الأفعال التي تدعو الى التوحيد الخالص ونبذ الشركاء ، وأنى لأحد أن يدركها إلا ان يكون من أصحاب القلوب التقية العارفة بحقائق هذه الأفعال، وهكذا الشعائر الحسينية تتعرض للتشكيك والانتقاص والازدراء لنفس السبب وغيره ).

أهمية التعظيم للشعائر

أن الشعائر لها مفاهيم عديدة في الشريعة والعقائد الاسلامية ، وإن بيان وتقديم المهم منها هو وظيفة قادة الامة المعصومين النبي واهل بيته الطاهرين (صلوات الله عليهم) والعلماء العاملين في غيبة الامام الثاني عشر المهدي المنتظر (عليه السلام) والذين يمثلون الامتداد الطبيعي للقيادات الربانية والنائبة عنهم ، لذلك يحدد المرجع اليعقوبي أهم الشعائر التي ينبغي تعظيمها واحيائها والمطالبة بتحقيقها لأهميتها القصوى في بناء وتكامل المجتمع المؤمن وحماية الاسلام من التغريب والتشويه ( من أهم الشعائر التي أمرنا بتعظيمها الاحكام الشرعية والقوانين الإلهية في كل شؤون الحياة ومفاصل المجتمع فان الالتزام بهذه القوانين واقامتها بين الناس ودعوتهم اليها والدفاع عنها هو من تعظيم شعائر الله الذي هو من تقوى القلوب )، ويندد المرجع اليعقوبي بمن وصفهم بناقي الورع والتقوى وهم كل من يقف حجر عثرة امام تشريع تلك القوانين الالهية بحجج واهية او غايات خبيثة وخصوصا اولئك الذين يتحدثون بما لا يفقهون من مصطلحات أوجدت لتهميش الدين وفصله عن حياة المسلمين ( ان من يقف في طريق إقرار هذه القوانين وأخذ الدين دوره في حياة الانسان والمجتمع تحت خديعة (الدولة المدنية) وامثالها هو ناقص الورع والتقوى ).

ولذلك كان تعظيم الشعائر وإحيائها من أهم الواجبات الشرعية ويؤكد المرجع اليعقوبي هذا المعنى بقوله (وتعظيم الشعائر الإلهية واجب على الجميع بالمقدار الذي يتحقق فيه المطلوب، الى درجة انه إذا تقاعس الجميع وجب على ولي الامر إجبارهم عليه) .

ويستدل سماحته على هذه الاهمية القصوى من خلال الروايات الشريفة التي تؤكد على ضرورة عدم ترك واهمال الشعائر سواء كانت تلك الشعيرة واجبا كالحج او مستحبا كزيارة النبي واله الاطهار (صلوات الله عليهم) لأنها بحسب تعبيره (سبب لتحصيل الالطاف الإلهية مما لا يمكن تحصيله في اي موضع آخر) ، ومن تلك الروايات الشريفة  الصحيحة التي تتفق مع هذا المعنى : (عن الامام الصادق (ع) قال ( لو أن الناس تركوا الحج لكان على الوالي ان يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده، ولو تركوا زيارة النبي (ص) لكان على الوالي ان يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده، فإن لم يكن لهم أموال انفق عليهم من بيت مال المسلمين).

رواية في فضل مرقد الامام الحسين (عليه السلام)

وينقل سماحته رواية شريفة اخرى يستدل من خلالها على مــدى اهتمـــام الأئمـــة (ع) بالشعائر والمشاعر الإلهية ، وموضوع الرواية هو الحرم الحسيني المطهر (عن أبي هاشم الجعفري قال : بعث أليَّ أبو الحسن الامام الهادي (ع) في مرضه فما زال يقول ابعثوا الى الحير- أي الحائر الحسيني – فقلت له : جعلت فداك أنا اذهب الى الحير فقال : أنظروا في ذاك – أي تدبروا الأمر جيداً واختاروا رجلاً مناسباً لأن المتوكل العباسي كان ينزل أشد العقوبات بزائري قبر الحسين (ع) ، قال أبو هاشم فذكرت ذلك لعلي بن بلال فقال : ما كان يصنع في الحير وهو الحير – أي ان الامام الهادي (ع) هو الامام المعصوم الحجة من الله تعالى فما حاجته الى التوسل بقبر جده الحسين (ع) ، فقدمت العسكر- أي سامراء  والامام فيها – فدخلت عليه فقال لي أجلس حين أردت القيام فلما رأيته أنس بي ذكرت له قول علي بن بلال فقال لي ألا قلت له – ان رسول الله (ص) كان يطوف بالبيت ويقبّل  الحجر ، وحرمة النبي (ص) والمؤمن أعظم من حرمة البيت وأمرهُ الله عز وجل أن يقف بعرفة ، وإنما هي مواطن يحب الله أن يذكر فيـها فأنا أحبُ أن يُدعى لي حيث يحب الله أن يُدعى فيها) .

الفرائض والشعائر والمشاعر المعطلة

ومن هذا المنطلق يمكن تشخيص اهميه تعظيم الفرائض والشعائر الإلهية ، وذلك من خلال احياء ما أندرس معالمه منها او تعرض للإهمال الى حد التفريط به ، وهذا ما ينطبق على بعض الفرائض التي اهملت لقرون وعقود طويلة ، مع انها من اسمى الفرائض واشرفها ، وكذلك العمل على احياء التشريعات والقوانين الإسلامية بدل الاحتكام الى التشريعات الوضعية حتى في احوالنا الشخصية التي يتم الاحتكام بها على ضوء التشريعات والقوانين الوضعية المخالفة لأحكام الاسلام .

ويحذر المرجع اليعقوبي المؤمنين من عدم الالتفات الى التقصير في احياء هذه الفرائض والشعائر الإلهية (علينا ان نراقب واقعنا بدقة فـإذا وجدنا فريضة وشعيرة الهية معّطلة او تقاعس المجتمع في أدائها كصلاة الجمعة او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، او إقامة القوانين الإلهية فعلينا المبادرة لإحيائها) ، كما ان سماحته يرى أن المشاعر المقدسة هي الاخرى لا تقل اهميه عن الشعائر في احيائها وتعظيمها ، ويذكر سماحته امثله للمشاعر والشعائر التي  ينبغي اعمارها ووسائل احيائها (وكذا اذا وجدنا احد المشاعر المقدسة مهجوراً فعلينا اعماره بالزيارة والدعاء والذكر كالتقصير الذي حصل في زيارة الامامين العسكريين بعد التفجير الاجرامي والفتنة الطائفية عام 2006 او الشعائر الفاطمية وكذا الشعائر الزينبية ).

صور أخرى للشعائر

وفي سياق بيانه لوجوه الشعائر الاخرى غير الملتفت اليها والتي ينبغي تعظيمها يورد سماحة المرجع اليعقوبي نموذجاً هو (حرمة الانسان المؤمن ) خصوصا اذا كان من الارحام او الجيران او العلماء  ويبين سماحته (ورد في الرواية أن حرمة المؤمن أعظم من حرمة البيت الحرام ، فأذن من تعظيم الشعائر احترام المؤمنين وإكرامهم والتواضع لهم وقضاء حوائجهم خصوصاً إذا كانت له مزية اضافية ككونه احد الوالدين او من الارحام او الجيران او من وأهل العلم و الفضل ونحو ذلك فلا تغفلوا عن هذا المعنى) .

شعائر ومشاعر مبتدعة

ويشير المرجع اليعقوبي في موضع اخر من حديثه حول الشعائر الى نقطة مهمة وحساسة وهي ضرورة الفصل بين الشعائر والمشاعر المقدسة (الشرعية) والتي ثبتت بالحجة والدليل الشرعي ، وبين الطقوس والمشاعر التي (ابتدعت) من قبل تجار الدين ولا دليل شرعي او روائي على صحتها او رجحانها ، فعلى صعيد الطقوس المبتدعة يوضح سماحته بهذا الصدد (ان الشعائر أضيفت الى الله تعالى (شعائر الله) ، فالشعائر والمشاعر لا تكون مقدسة وموصلة الى تقوى القلوب الا اذا كانت بحجة شرعية من الله تعالى وتقع ضمن الاطار الإلهي العام الذي رسمه المعصومون (سلام الله عليهم)، اما بعض الطقوس المبتدعة فقد تكون جائزة اذا لم تحرم بعنوان ثانوي كالأضرار بالبدن او تشويه سمعة المذهب، لكنها ليست مقدسة ولا راجحة لأنها ليست من الله تعالى).

 اما موضوع المشاعر المبتدعة والتي لا اصل لها ولم تثبت صحتها بالدليل الشرعي فيبين سماحته (وكذا ظاهرة انتشار الكثير من القبور المنسوبة الى أولاد وبنات الائمة الطاهرين من دون وجود دليل يثبت صحة هذه النسبة فهي وهمية لا مستند لها وقد توضع اساطير وقصص خرافية او تحكى منامات لبعض العجائز كدليل على قدسية هذه القبور، وهي في الحقيقة ليست مشاعر مقدسة ولا يجوز زيارتها لأنها ليست من شعائر الله تعالى ).

ان المعيار الحقيقي والغاية الأسمى لكل الشعائر هو ان تحقق نتيجتها التقوى والإصلاح ، واذا وصلت الشعائر لهدفها الاسمى فأنها آنذاك ستكون محل للتعظيم والاحترام والتقديس والحفظ والصون من التحريف والتدليس ، وهذا ما يؤكد عليه المرجع اليعقوبي في بيان العلاقة الطردية بين تعظيم الشعائر وتحصيل التقوى (وما دام تعظيم الشعائر من تقوى القلوب، فأن من لم يعظم شعائر الله فانه من اهل القلوب القاسية التي لم تذق حلاوة التقوى) .