18 ديسمبر، 2024 7:56 م

دلالات لقاء الحكيم بالصدر بعد قطيعة..

دلالات لقاء الحكيم بالصدر بعد قطيعة..

بدأت ذروة العلاقة بين السيدين الحكيم والصدر منذ العام ٢٠١٢، ولهذا التاريخ دلالات سنذكرها في سياق المقال. تلك الظاهرة الجديدة وصلت الى تحالف إستراتيجي بين التيارين، شكلت اثره حكومات محلية وأستبدلت حكومة مركزية كان أحد عوامل إستبدالها الرئيسيّة هو إتفاق هذا التحالف على مشروع تغيير الحكومة.
تحالف المجلس الأعلى وتيار الصدر ما زال قائماً، غير أنه تعرض لضعف وهزات كادت أن تودي به لولا تصويت كتلة المواطن ضد أقالة محافظ بغداد الصدري من جهة، وعدم تجاوبهم مع بعض التصعيد من جماهير تيار الصدر من جهة ثانية، ورغبة كتلة الأحرار ونوابها بأدامة هذا التحالف من جهة ثالثة.
الأمر الأهم في العلاقة بين تحالف المواطن-الأحرار هو القطيعة التي دامت أكثر من سنة بين الحكيم والصدر، بعد تقاطع وسيلة كل طرف في المضي بالمشروع الاصلاحي، والانغماس الصدري التام في مشروع مرتبك وغير قابل للتحقق من جهة، وبعيد عن موقع التيار الصدري من العملية السياسية من جهة ثانية. الامر الذي جعل التيار يعمل بساحة لا تمت له بصلة، وظهر بمظهر المتنصل عن المسؤوليات. بصورة عامة في هذا الفترة لم يلتقي الحكيم والصدر، ويبدو أن هناك شيء من البرود لكن لم يتحول بعد إلى خصام، كشفته حالة إنقطاع التواصل.
قبل أسبوع تقريبا زار رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم مدينة النجف ثلاثة أيام كاملة لم يلتقِ خلالها السيد الصّدر، فماذا جرى خلال هذا الأسبوع ليعود الحكيم ثانية إلى النجف ولساعات معدودة يلتقي خلالها الصدر فقط، ما تسرب من اللقاء عن الأمور التي نوقشت، هو بحث موضوع ما بعد داعش وإدامة التواصل بين الجانبين، وربما هذه نقطة خلافية بين الطرفين. لكن المخفي في اللقاء أبعد من المكشوف في المؤتمر.. تعاطي المكتب الإعلامي للصدر مع اللقاء كان قوياً ومروجاً، وهذا يعيد إلى الأذهان زيارة الصدر للحكيم عام ٢٠١٣، أي بعد مؤتمر أربيل لسحب الثقة عن المالكي، حين تعرض الصدر لهجوم وضغط هائل وإتهامات كبيرة بشق الصف الشيعي، فكانت عودته عبر بوابة الحكيم.
الْيَوْمَ يتعرض الصدر أيضاً لضغوطات وأرباكات كبيرة، أبرزها إخفاقه في مشروع الإصلاح وإنحسار التظاهرات على تياره وبعض المجاميع المدنية، وتوجه البرلمان للإبقاء على المفوضية التي طالب الصدر بأستبدالها، ومواجهة الخصوم للأحرار بملفات مثلما فعلت الأحرار؛ وبالتالي تحول المشروع إلى مناكفات سياسية أضعفت الصدر وأخرجته من مكانه في العملية السياسية ومكانته بين ساسة الخط الأول. الصدر يدرك جيداً بأن حلفه مع الحكيم بحاجة إلى تفعيل، ويبدو لي أن الصدر أوصل رسالة للحكيم أو أتصل به ليخبره برغبته تلك، وقد أستثمر الحكيم هذه الفرصة ليفتح أبواب عودة كتلة الأحرار والتيار الصدري إلى التحالف أو على الأقل يقربهم من التحالف ويعيدهم إلى منطقية العمل السياسي الواقعي وأبعاد الشارع عن الخصومات.
القادم سيحمل شيء جديد، وسيُمحو ويضيف بعض الخطوط التي بدأت ترسم على خريطة التحالفات القادمة.