18 ديسمبر، 2024 11:56 م

دلالات الملتقى التركماني

دلالات الملتقى التركماني

يكتسب الاجتماع الموسع ( الملتقى التركماني ) للقيادات التركمانية الذي عقد في بغداد اهمية استثنائية ويحمل في طياته دلالات عديدة ، سواء على الصعيد الداخلي وما ارتبط نتائجه بالبيت التركماني والذي سيؤدي الى جدولة هيكلة الحركة التركمانية العراقية وتوجية بوصلتها باتجاه الاهداف ، اما من حيث النتائج والاثار التي انعكست ايجابيا في مسيرة الحركة التركمانية وهذا على الصعيد الخارجي . فلقد كان الملتقى انجازا تاريخيا لمسيرة التركمان المعاصر وسوف لا تقتصر اهميته على مقطع زمني محدد ، بل يمتد ليشمل مرحلة بكاملها ، وذلك ان القواعد والاسس المحكمة المستندة على التجربة والوعي الدقيق والشمولي للساحة السياسية وطبيعة التعقيدات الحاصلة في حواراتها وتجاذباتها والتي تبلورت في اروقة هذا الملتقى وطيات اوراقه تعتبر شواخص هادية لمسيرة الحركة التركمانية في الحاضر والمستقبل .

لقد ظهر جليا ان الملتقى  التركماني استطاع وفي فترة قصيرة نسبيا ان يطرح مشروعا سياسيا واضح المعالم والخطوط ، ياخذ على عاتقه مهمة التعريف باهداف ومتطلبات ومشاكل التركمان ونظرته الواسعة للمستقبل في ان واحد وتحت سقف واحد وبحضور القيادات التركمانية بكل اطيافها وتوجهاتها ، ولاول مرة يعقد ملتقى تركماني بهذا التنوع وبهذا التنظيم ويخرج بنتائج يستند على المعطيات والتجارب الميدانية ، وبذلك حاز بامتياز على ثقة ودعم الجماهير التركمانية واصبح محط امالهم وتطلعاتهم المستقبلية ، فضلا عن ان الملتقى اثبت له الشرعية الجماهيرية التركمانية الكافية ، والمقدرة الذاتية اللازمة لكي ينهض باعباء مسئوليات جسيمة في الساحة العراقية ويؤدي دوره المطلوب ووظيفته الاساسية في التصدي لتطلعات والمطالبة بحقوق التركمان ، وقد تمكن الملتقى ان يجتاز العراقيل امامه بسهولة ويتبنى بثقة واطمئنان وقوة وثبات تطلعات التركمان نحو مرحلة التبني والتنفيذ وذلك بالعمل المؤسساتي ضمن اطار الدولة العراقية .

ان الحضور النوعي والفاعل في الملتقى التركماني والذي جمع ابناء الهم الواحد والقضية الواحدة اوجد رابطا روحيا قويا لا ينفصم بين الجماهير التركمانية والملتقى التركماني الذي وضع نصب عينيه ايصال صوت التركمان ومظلوميتهم وشرعية اهدافهم وضرورة تواجدهم في العملية السياسية بقدر حجمهم الى اسماع الكتل السياسية داخل العراق والى اسماع الدول الصديقة والمحبة للسلام والمؤسسات الاممية وهذا من اقدس نتائج هذا الملتقى ، واشرف اهدافه ، وانبل غاياته رغم الصعوبات .