كنتُ ولاازال وسأبقى كغيري من العراقيين نبحث عن صفات القيادة عندالسيد مالك الحكومة وما يمتاز به عن غيره من قيادات الدعوة خاصة او من قيادات التحالف الوطني عامة…منذ استلامه للسلطة في العراق حتى يومنا هذا…لكن وللآسف لم نجد …يروي السيد حسن العلوي رواية سمعها كل الناس من خلال احدى مقابلاته المتلفزة علنا وأمام الملآ..انه في طريق عودتهما من الشام الى العراق بعد السقوط (( اي العلوي والمالكي )) سأل العلوي ماذا انت ناوي عليه او بماذا تفكر بعد سنين الغربة وانت عائد بعد زوال النظام..رد عليه المالكي بأنه غايه مبتغاه ومراده ان يكون مدير ناحيه في مسقط رأسه..انتهى الجواب..
ان القيادة لها علامات ومقدمات..شخص تهجر وتغرب ومحكوم عليه والحزب الذي ينتمي اليه مُطارد في العراق وبقيَ فترة طويلة خارج بلده وهو يمني النفس بالعودة بعد زوال الاستبداد والظلم عن كاهل العراقيين…اقصى ما يريده ويفكر فيه ادارة ناحية من نواحي العراق ….فكرهُ وعقيدتهُ لاتتجاوز الناحيه..لم يفكر بالعراق وبالظلم الذي احاط بالعراقيين لم يقل انه يسعى الى تطوير الحزب والسعي الى زيادة وعي كوادره من اجل استقطاب عامة الشعب العراقي لآن العراق مـُقبل على مراحل من التعدديه يكون الحاكم فيه من يقدم للناس ما ينفعهم وليس يحكم الناس رغما عنهم..لم يكن يحلم بعراق حر نقي النفَس خالي من التحزب والطائفية خاصة وانه نفسه عانى ما عانته الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي..لم يكن ليحلم بتطوير ثروات البلد بما يخدم الناس ..لم يكن يحمل في فِكرة مشروعاً سياسياً يوحد كلُ احزاب المعارضة في الخارج…لم ولم ..أشياء كثيرة لم يفكر بها وهذا ناتج عن قله ثقافة سياسية واطلاع وانعدام سعة الافق..
ومن دلالات القيادة .. القوة وليس التعصب ..حسم الامور للصالح العام وليس التستر على المخالفين لمجرد انهم من اتباعه او خشية ردة الفعل المعاكسة..من دلالات القيادة ان لاتكون ضعيفا امام المشاكل وتحابى هذا او ذاك بحكم قُرب المخطىْ او المسيىْ..من دلالات القيادة ان تواجه الحقيقة والمشكلة دون تأجيل الحسم من اجل المنافع الشخصية والتمسك بما انت غير مؤهل له..من دلالات القيادة الحرص على القيام بالواجبات والمهام التي ترفع من شأن الناس والرعية وتساعد على رفع مستوى معيشة الناس..ومن دلالات القيادة القدرة على استخراج ما يكمن في دواخل البشر من امكانيات وطاقات وحث المرؤوسين على تقديم أحسن ماعندهم خدمة للبلد والناس والمجتمع… وأكثر الناس هم اعلم مني بصفات القيادة الكثيرة فلا داعي للآسهاب في ذلك..
فمن هذة الدلالات الخمسة…. أيهم تتوفر لدى مالك الحكومة ؟؟
فالمتابع لسيرة مالك الحكومة وهو على رأس السلطة رأى الاخفاقات الكثيرة لهذة الحكومة الهزيلة الضعيفة الفقيرة بفكرها المتمسكة بالسلطة رغما عن انوف العراقيين..وأخر مهازل الحكومة ومالكها..صفقة السلاح الروسي..وبالتأكيد لن تكون اخر المهازل..فلماذا تم التريث بالعمل بها ان كانت سليمة…؟ وهي سليمة ..فالناس لا تتحدث عن نوعية السلاح ان كان صالحاً ام لا..وانما الناس تبحث عن من سعى الى زيادة الاسعار كي يستفاد منها ؟؟ والكلام يجب ان يكون دقيق..ليس العيب على الوسطاء وتجار السلاح فهذا ليس مقصدنا لانه عملهم وديدنهم..ولكن الكلام على المسؤولين العراقيين الرسميين المفاوضين على الصفقة ومبلغها تحديدا..ما الذي يمنع المالكي ان يسمي الناس بأسمائهم؟؟ فوالله انها لتُسقط حكومات لو حصلت في بلدان بها ذرة من غيرة وحياء… خمسة اشياء تمنع مالك الحكومة من ذلك…وهي المذكورة اعلاه من دلالات القيادة..فهو ليس قوي بالقدر الذي يتمكن من الظهور علنا والاعتراف بفشل وتقصير من اعتمد عليهم لانه سيكون دليل على سوء ادارة الادارة..ولآنه ليس قوي فبالنتيجه هو ضعيف ويحابي هذا او ذلك ولأنه ضعيف فأنه لايتمكن من مواجهة الحقيقة التي لا يمكن اخفائها وهي ان ادارته لآمور الدولة خاطئة وتنم عن جهل شديد وانه محاط بشلة جشعة نهمة تقتاد على السُحت والمال الحرام ورابع دلاله تثبت انه غير حريص على المال العام وليس مهما عنده اين يذهب مادامت السلطة بيدة ولايعنيه اهدار المال او الى اين يذهب..وبما انه غير حريص على المال العام فلن يأبه ان قدمت الادارة احسن ما عندها ام لم تقدم وتلك هي الطامة الكبرى.
الغريب في الامر هو لماذا الصمت هو سيد الموقف من مالك الحكومة..؟ اليس سكوته دليل على علمه بما جرى ؟ ام ان سكوته دليل على عدم علمه بما جرى ؟ وفي الحالتيين المصيبة اجل واعظم..وكيف لا يعلم وقد تم التريث في انفاذ الصفقة وتم ارسال وفد مفاوض جديد لأتمام العملية..ان انتقاد مالك الحكومة في هذة والتي قبلها الكثير هو والله انتقاد لطريقة ادارة الدولة وليس طعن شخصي ذاتي…ونعيدها ثانيه ..لانه مترأس السلطة وليس رئيسها فالكل يعلم كيف تولى السلطة..ولو ان ماحصل حصل في عهد س من الناس لتم نقده بنفس الطريقة لآن فلسفة الشراكة تمنع من تحديد من المسؤول عن الخطاء وهذا بالضبط والتحديد ما منع ويمنع مالك الحكومة من الذهاب الى حكومة الاغلبية… لانه غير قادر على تهيئة الكوادر لآدارة الدوله ..ولبان َ والله عيوب السُراق والفاسدين من اتباعه وهم ملئوا العراق بالظلم والسواد …والكل يعلم ان سوء اختيار الاعوان والمساعدين هو علامة اولية وهامة على فشل الادارة …ويطلع علينا بين الحين والاخر من ينادي ويقول ان مالك الحكومة لايملك اقالة مدير عام فكيف سيتمكن من القضاء على الفساد في البلاد والعباد..لكني اقول للمدافعين عن مالك الحكومة ..كيف تمكن الاسد الهمام من طرد المطلك من مجلس الوزراء لانه نطق بما يغيض مالك الحكومة…ثم من عفا عنه واعاده؟؟اليس هو مالك الحكومة…في محاربة الفساد هو لايقدر لوحدة لانه محكوم بشركاء في القرار…اما في قضية المطلك فهو فارس مغوار..اي سفاهة وتفاهه تـُدار بها الدولة !
أن مالك الحكومة وللآسف غير مؤهل فكريا وسياسيا لآدارة العراق..قد يكون نظيف الذمة ..ولكنه فاشل في اختيار الاعوان والادارة واتخاذ القرار ومحاسبة المقصر والمحافظة على الشريك والصديق وليس لديه ثقافه التنازل قليلا من اجل مصلحة ومنفعة البلد وكأنه فقط هو وليس غيره من له مشروع وطني سينهض بالقدرات العراقية وينقلها الى مصاف الدول الراقية..وكل ما خالفه هو ضد الديمقراطية والتعددية ويكون مناصر الارهاب والبعثية ذلك الوتر الذي ضرب عليه مالك الحكومة لآبعاد معارضية وهم كـُثر..وكل همه الاول والاخير كرسي العراق ولدينا في الانتخابات الاخيرة خير دليل ومثال وما عمله مالك الحكومة وقتها وكم تأخر تشكيل الحكومة حتى جاءت الآبر الايرانية لتـُخدر من طُعن بها وهم معروفين..
ان هذة الحكومة لمن اسوء ما مر على العراق من حكومات لعدة اسباب…والخوف كل الخوف من المستبقل ان استمرت بنفس الوجوه..وهذا راجع للعراقيين ان ارادوا التغيير..اما ان عادوا ثانيه لسدة الحكم ..فهناك سيكون حديث اخر..
رحم الله شهداء الربيع العربي من البلدان العربية الشقيقة ..تونس وليبيا واليمن ومصر والبحرين وسوريا وليعلموا ان بلدانهم بها رجال وأي رجال ..بالدم غيروا احوالهم..
رحم الله شهداء العراق كلهم منذ بدء حكم الطاغية مرورا بالحرب الشريفة ضد ايران ومرورا بما حصد الحصار الظالم من ارواح زكية طاهرة ومرورا بعام السقوط وما تلاه من سقوط مروع لشهداء المذهب والعقيدة وليعلموا ان عراقهم به رجال قادرين على التغيير….لكن السؤال الصعب …متى ؟.