بمجرد أن تتصفح الشاشات في أيام أجتياح الاراضي العراقية من قبلج الدواعش تجد دكتور هشام يتحفنا بأرائه وخبراته، لايكل ولايمل وهو يشخص تحركات الدواعش فيصيب قلب الهدف، ويفصح عن مافي جعبته ليوضح مايدور للمشاهد من جهة ويتعاون مع القوات الامنية من جهة أخرى، ليؤدي دوره كعراقي حد النخاع ويضع بصمته الخاصة في التحليل
د هشام الأكاديمي اللبق صاحب الابتسامة والهدوء المعروفين يضع النقاط على الحروف، ويضع الجرح على الملح في كل مرة يطل على الشاشات ليشكل ظاهرة في التحليل بالأضافة لكونه باحث ؤمؤلف وخبير في الجماعات المتطرفة يحلل ويبحث حتى أصبح رقما صعبا على الشاشات، حتى جاءت ليلة أمس لتكون الاطلالة الأخيرة للدكتور هشام فقد فجعت الأوساط الأعلامية والنخبوية بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام بأستشهاد الدكتور الهاشمي أثناء عودته الى منزله
رحل دكتور هاشم وترك حسرة وغصة وخسارة، لتبقى عبارات الأدانة والاستنكار كل مايمكن أن نسمعه ونتمنى أن لايبقى الوضع كذلك فملف أغتيال الكفاءات وإثارة الفتن يضع بصمته الاولى في عهد الحكومة الحالية وكانت الخسارة الأولى التي لاتعوض هي رحيل دكتور هشام الذي يمثل عين القلادة في مجال اختصاصه
من المؤكد أن الشارع العراقي لا يعول كثيرا على مجريات التحقيق لأنه اعتاد عبارة ضد مجهول لتبقى التساؤلات والتكهنات عن التصدي للخروقات الأمنية وكيفية التعامل معها في قابل الايام موضع شك ربما يتحول إلى يقين في أول اختبار للحكومة الحالية فيما يخص الوضع الأمني
دكتور هشام رحل ورصيده متخم بالعطاء بين بحوث ومؤلفات وخبرة في الجماعات المتطرفة لكن رصيده بحب الوطن أكثر من ذلك بكثير رحل دكتور هشام ليترك بصمة في القلوب وعلى أرض الوطن الذي طالما حلل له وكتب له وعنه لينزف قلمه خبرة وينزف قلبه على تلك الأرض التي طالما كتب لها بالحبر والدم