نؤشّر ونسجّل اوّلاً أنْ لعلّ الإدارة الأمريكية اختارت يوم الثاني من شهر أيار \ مايو كموعدٍ لتنفيذ العقوبات النفطية ضدّ طهران , وليس اليوم الأول من هذا الشهر , بغية عدم تعكير اجواء هذا العيد العالمي , ولربما لحساباتٍ اخرى غير محسوبة , او لغايةٍ في نفسِ يعقوب – Jacob .!
وفقاً للتعريفات او التعاريف المتداولة , فأنّ 1 أيّار هو يوم العمال العالمي – International Workers Day , ويسمى ايضاً Labour Day – يوم العمل في بعض الدول , وهو اصلاً احتفال شيوعي , اشتراكي , علماني ولا يرتبط بالسلطة بشكلٍ مباشر , ويقام في بلدانٍ عديدة احتفاءً بالسادة العمال . وكانت اساسات هذا العيد في الغرب ” قرن 19 ” بهدف تخفيض ساعات العمل الى 8 ساعات كي يغدو ثمانية ساعات عمل و8 نوم , و8 للراحة , ومن ثَمّ تطوّر الأمر الى اهدافٍ سياسية تبنتها الشيوعية والأتحاد السوفيتي السابق , وكان غريباً ” ولا نقول مثيراً للسخرية ” الشعار المرفوع آنذاك والقائل : < يا عمال العالم اتّحدوا > .! , وكان موضع تندّر في المنطقة العربية على الأقل , فما علاقة العامل التايلندي بالعامل العراقي ! وما علاقة العامل اللبناني بنظيره الباكستاني ! او المصري بالهندي .!
وإذ يحمل مقالنا هذا بعض النبال النقدية ” غير المدببة ” لعيد او يوم العمال هذا , فيُستثنى منه العمال العراقيون المساكين , حيث ومنذ الأحتلال الأنكلو – امريكي وما بعده فقد جرى تفكيك وتدمير مصانع الدولة العراقية وبيعت معظم اجزائها ومكائنها واجهزتها الى دولةٍ مجاورة وبثمنٍ رمزيٍ مضحك .! وبقي هؤلاء العمال بلا مصانع ولا معامل وغدت وزارة الصناعة وكأنها بلا منشآت .! وهذا على صعيد القطاع العام , كما جرى تهميش دور نقابات العمال وقطع ايّ تمويلٍ عنها , وتفشّت واستفحلت امراض البطالة المزمنة من دونٍ علاجٍ او ادويةٍ وحتى من المسكّنات الإعلامية والسياسية .! , والى ذلك نشير ايضاً الى حقبة ستينيات القرن الماضي في العراق حيث كان يجري توزيع نسبة مالية من ارباح المصانع الى العمال في كافة المنشآت < وهذه هي الأشتراكية العربية النموذجية او المثلى التي تختلف عن بقية الأشتراكيات في العالم الشرقي او الغربي > .
وبالعودةِ الى بدءٍ اي الى العنوان اعلاه , فلماذا هذه الدكتاتورية او ما يسمى بدكتاتورية البروليتاريا .؟ , فبغضّ النظر عن أنّ عيد العمال العالمي هذا كان في مرحلةٍ تأريخيةٍ سابقة وغدت فحاواه ومضامينه Expired حقّاً , وأنّ ضيق الأفق فيه سيما في الظرف الحالي ” وهو ليس بجديد ” , حيثُ أنّ العامل في ايّ بلدٍ يتقاضى راتباً شهريا او اسبوعيا بشكلٍ ثابت سواءً في القطاع العام او الخاص , فما بال وماذا عن الباعة المتجولين واصحاب البسطات وكذلك الحمّالين والشحاذين , وايضاً العمال الأُجراء الذين يدفعون عربات حمل البضائع ” وبالمصادفة الزمنية ” لسدّ لقمة العيش ! وهل نضيف لهم العمال الذين يحفرون القبور ! وهنالك بين شِعر يقول : < حفّارُ قبورٍ ينتظرُ – لو كلّ العالم ينتحرُ > .!
وبهذا الصدد وسواه كذلك , فلا ادري لماذا لم يلتفتوا او يستديروا فلاسفة الشيوعية والأشتراكية لهؤلاء البشر المغمورين , ولو بعبارةٍ عاطفيةٍ او إعلاميةٍ – دعائيةٍ غير قابلةٍ للتطبيق .! , وسلامٌ على اولئك المذكورين اعلاه يم وُلِدوا ويوم يموتون , ويوم يُبعثون أحياء , و ” ليتَ ولعلَّ وعسى ” لقاءنا معهم في الجنّة .!