لم يتبين من الروايات التاريخية أن النبي آدم (ع) قد إستخدم أيا من أساليب (الدكتاتورية) ضد شريكته (حواء) ، التي لم نعرف درجتها في سلم الرئاسات الثلاث في حينها ، وما اذا كانت (ربة بيت) ، أم أنها تمارس مهام (السيدة الأولى) ، وإكتفت بممارسة مهام (وزارة الداخلية) ، التي توفر لها (سلطات إستثنائية) ، بينما إكتفى آدم بمنصب رب الأسرة ، ولم ينتم الرجل الى أي حزب سياسي، وفضل البقاء (مستقلا)، خوفا على سمعته من الإتهام بالفساد وسرقة الأموال وتضليل للبشر !!
ولم تحدثنا الروايات عن علاقات الحب الأولى بين العملاقين، وفيما اذا كانت بينهما (علاقات عاطفية) قوية وجامحة أم أنها كانت (باردة) و(اعتيادية)..إلا أن كل الدلائل تشير الى إن هناك (أجواء من الحوار) البناء بينهما،وقد رفضا إستخدام مبدأ (الأغلبية) و(الأقلية) ، ولم نعرف حتى الآن ما اذا كان شكل النظام دكتاتوريا أم ديمقراطيا ، جمهوريا ام ملكيا، او أن نظام الحكم يعتمد (الأغلبية السياسية) أم (الشراكة)!!
ولم تذكر الروايات فيما اذا كان هناك (بنك مركزي) أو (ميزانية) أو (موازنة) يتم اعتمادها لتسيير أمور الحياة، ولم تكن هناك ورقة اصلاح بيضاء أو سوداء، ولم يلجأ أي منهما الى الاقتراض الداخلي والخارجي، وكان عامة الناس تستلم رواتبها دون تأخير، وقد تمكن كل من آدم وحواء من الحصول على راتب (سجين سياسي) ، كونهما تعرضا الى (حالة إبعاد) عن السماء ، وتمتعا بتلك الرواتب المغرية ، الى أن انتقلا الى الرفيق الأعلى ، بعد رحلة دامت آلفا من السنين، كما يقال، لكن رواتب بقية البشر لم تنقطع ، ولم تتأخر عن يوم إستلامها ولو للحظات، حيث تركت خزينة مملوءة بالذهب والفضة ، تكفي لأجيال!!
صحيح أن هناك حالة (صراع) بين قابيل وهابيل إستمرت لأشهر ، لكنهما لم يسمحا ان تسخدم تلك الأسلحة الا في إطار الدولة، بل أن قابيل رفض تكليف (ميليشيات مسلحة) لإختطاف (خطيبته) من هابيل، وكان الاخير ودودا رقيقا، وقد فضل الزواج من أية فتاة ترغب بالزواج منه، دون أن يخوض معارك كر وفر، أو يستخدم (الدكة العشائرية) لإرغام من يرغب على الزواج منها ، وهو يؤمن بأن (السلام) هو الطريق الأسلم للسير بالحياة الى الطمأنينة والاستقرار، وبقي هابيل ممن يطلق عليهم بـ (الكاظمين الغيظ) ، ولم يدخل في معارك مع أخيه المشاكس قابيل، تجنبا للاصطدام به، وخشية ان تندلع حرب شعواء بين الكتل السياسية القائمة أنذاك، وقد قدم (ورقة بيضاء) لمعالجة أزمات الاقتصاد ، انتقدها قابيل وقال عنها أنها (أضغاث أحلام) ولايمكن تطبيق فقراتها لسنوات طوال، وهو يدرك أن البشر ليس بمقدورها أن تضعها في (أحلام وردية) في قادم الاجيال، وهي لم تتذوق من طعمها سوى المرارة والألم !!
ويقال أن (الشيطان الأكبر) إتصل في وقتها عن طريق الواتساب بـ (الحجية بلاسخارت) ،وأبلغها رغبته بردم الهوة في الصراع القائم بين قابيل وهابيل ، أعلن في حينها عن (مصالحة وطنية) ، أدت الى توقف حملات التراشق الاعلامي وايقاف إطلاق الصواريخ مؤقتا ، وأسفرت المباحثات المكثفة عن عقد إتفاق صلح بين الطرفين!!
ويقول محللون سياسيون إن (حواء) هي من تعاملت مع (الشيطان الأكبر) على خلاف آدم ، الذي لم تكتشف هيئات النزاهة ولجان التفتيش اية محاولات للتعامل مع اطراف دولية واقليمية مشبوهة ، ولم يتم إكتشاف أية (محاولة فساد) قد حصلت في فترة بقائه في السماء الكوني، ولهذا فهم (يحملون) زوجته المصون (حواء) ما آل اليه مصير البشرية ، من مصير مجهول، مشيرين ان (حواء) رفضت النزول في البداية ، الا أن (قوات تدخل سريع) و (قوات مكافحة الارهاب) تدخلت كما يبدو مع آدم وحواء بعد اوامر وصلتها لنقلهم الى الارض، وأقيم لهم أول (مخيم) للنازحين على سطح الارض ، تشير كل الدلائل أنها كانت على أرض العراق، حتى أن بعض المراقبين يدعون أن (حواء) كانت السبب في هبوط آدم الى الأرض، ومن ثم قيام نظام يعتمد (الجنة) و(النار) لتقييم البشر حسب أعمالهم ، ولولاها لدخل الجميع الجنة، بلا (جوار سفر) أو (بطاقة موحدة) ، ولكانت الدنيا خالية من الحروب ، ولساد السلام والاستقرار عالم الكون، ولما (تلقى آدم من ربه كلمات) ، بالرغم من أن الرجل لم يكن لديه علم بغواية حواء ، الا ان (دكتاتورية حواء) و(انفرادها بسلطة القرار) هي من أنهت (نظام الشراكة) بينهما،كما أن (حواء) أخلت بمعاهدة الاتفاق الستراتيجي المشترك مع (الشيطان الأكبر) وحاولت إشعال نيران حرب كادت تحرق الأخضر واليابس إرضاء لنزوات (الأنفراد) بالسلطة ورغبة منها في ترضية طرف آخر ترتبط معه بروابط الجيرة والطائفة ، ويبدو أن حواء لا تريد الاعتراف بحق (الآخر) لمن يشاركها الحياة من بني البشر، وراحت تمارس عمليات تغيير ديموغرافي، بهدف الهيمنة على بقية عباد الله، واخضاعهم لسلطتها ، وبقي الشيطان الأكبر يغذي هذه الرغبة في التوسع والهيمنة، وكانت النتيجة هي سيادة أجواء الاضطراب والتوتر والاحتراب، ولم تفلح جهود الوساطة حتى الآن في رأب الصدع او إقامة (مصالحة وطنية) بين بني البشر، ولهذا فان هناك (مخاوف رعب) من حدوث ما لايحمد عقباه!، بحسب محللون!