22 نوفمبر، 2024 10:00 م
Search
Close this search box.

دكان الفيحاء يبيع السموم ….

دكان الفيحاء يبيع السموم ….

القرن الماضي, تحقق فيه منجز كبير للعالم, وهو التلفزيون, الذي تحول لحاجة مهمة لكل بيت, وتطور في العقود الأخيرة, لينتج فضائيات لا تعد,  وأدرك العالم ما تمثله الفضائيات, من أداة تأثير شديدة, حيث كان لها دور حاسم في السياسة والاقتصاد والاجتماع, والفضائيات تحولت لشريك أصيل في التربية, وأداة بارعة لتحقيق رأي عام, عبر جعل ما تطرحه من مادة, لقيم وقناعات وحقيقة عند فئة واسعة من المتلقين, وهنا تكمن أهميتها.
لكن تم إساءة استخدام هذا المنجز , في اغلب صور التاريخ القريب, في سبيل تحقيق غايات الحكام والأحزاب والمؤسسات, لحشد رأي الناس حول ما يرونه هم, وليس حول الحقيقة, فأصبح فن الكذب والخداع, مهما في عالم الفضائيات, بغرض تسفيه الوعي, وتسقيط الآخرين, والنجاح في الانتخابات, أو في عملية تغريب المجتمع, وقطعه عن جذوره, ليكون مستهلكا لما تطرحه الفضائيات.
العراق يزخر بقنوات الفتنة والأكاذيب, والتي كان دورها كبيرا في رفع مستوى الطائفية, أو في الحرب السياسية, وإشغال الساحة بأكاذيب مفبركة بمهارة عالية, يصعب على المتلقي فك الاشتباك بين الحقيقة والكذب, فالكذب الإعلامي فن يدرس وله مناهج ومدارس, فقنوات الشرقية وبغداد والرافدين والتغيير , قنوات لا يمكن نسيان دورها الطائفي, وكيف قامت بشحن المكون السني, ليكون أداة بيد ساسة الفنادق, الذين تحركهم أجندات خارجية لا تريد الخير للعراق.
هناك صنف أخر من الفضائيات العراقية, تضع السم بالعسل, مثل قناة الفيحاء , فهي من جهة تنقل الشعائر الدينية والزيارات, ومن جهة توجه برامج معينة, بغرض تشويه التربية العائلية, وتهديم بناء الشباب, وقد استخدمت إعلاميات مشبوهات, فضائحهن يتداولها الناس, وكان استخدامهن عبر الفيحاء بقصد خبيث, وهو الإسهام في تدمير قيم المجتمع الأصيلة, مما أنتج لنا كم كبير من المشاكل الاجتماعية والعائلية والتربوية.
وتحولت الفيحاء لعنصر مهم في الصراع السياسي, لأنها تكذب بفن ومكر, وتدافع عن كذبها, وترفع راية الحق والدفاع عن حرية الرأي, مستغلة حالة اللاوعي, التي تعيشها فئة من المجتمع, والفوضى العامة والفساد, الذي جعلها بعيد عن أي مسائلة قانونية, فاشغلت الساحة السياسية, بكم من الأكاذيب وحملات التسقيط, التي كانت مدفوعة الثمن, فكان القناة مومس تقبض فتبيع نفسها.
ومن يتفحص سيرة القناة يجد أن احد من قادها كان بعثي سابق, وهو هشام الديوان, وزير الأعلام في حكومة علاء حسين, في زمن الاحتلال ألصدامي للكويت, وهناك تمويل أمريكي خاص جدا, ودعم من رجل أعمال عراقي غامض مقيم في الخليج, فكانت بين فترة وأخرى تشن حملة على شخصيات عراقية, بغرض التسقيط, ورفع مستوى الصراعات الداخلية, بحسب أوامر الممولين.
اليوم, على العراقيين أن يدركوا خطر هذه الدكاكين الإعلامية, لأنها تبيع السم للعراقيين, فيكون مسالة تحذير الناس من سمومها, وأهمية حضر متابعتها عائليا, مع تشخيص الإعلاميين المشتغلين فيها, ووضعهم قي قائمة سوداء, لان ما يصدر عنهم كله شر وخبث وقيح, فبيت الدعارة لا ينتج الفضيلة. 

أحدث المقالات