تشتهر معظم بلدان العالم، بالمواسم التجارية فيها، وتختلف كل منها عن الأخرى، بيروت ومصايفها، وطقسها الرائع، اشتهرت بالسياحة والبحر في أوقات الصيف مثلا. أو قد تكون المواسم إنتاجية مثلا، فموسم الفراولة في فلسطين، وخصوصا في فصل الربيع، ويشكل تقسيم المواسم التجارية، لدى البلدان معظم إيراداتها.
العراق يشتهر أيضا بمواسم “التمر”، و”الكمأ” وغيرها، من الفواكه والكثير من الحرف اليدوية أيضا. وفي حلول العشرة سنوات الأخيرة ، بات لدينا موسما رائجا، يعيد توازن الدخل القومي للفرد، من حيث الإنفاق وتشغيل اليد العاملة، وهو موسم الانتخابات.
الحلاق، والخياط، وبائع الأحذية والمصور الفوتوغرافي، وأصحاب الإعلانات جميعهم، يفرحون لهذا الموسم. حيث الأول يصفف شعر السيد المرشح، والثاني يعرض البضائع التركية والفرنسية الفاخرة، والمصورون يستهلكون أشرطة أفلام عدة، للحصول على ابتسامة من سيادته والحصول على “بوستر” يليق به
إما أهل العقار “الدلال”، فقد يقفز بأسعار الإيجار إلى الملايين!، لحجز مقر، أو مكتب للمرشح، واستقبال الجمع الغفير من البؤساء. و بعد انتهاء التصويت، يكتب على “دكانه” نلتقيكم في الانتخابات المقبلة!.
غياب المشروع السياسي لدى الأحزاب، وعدم وجود نظرة مستقبلية لبناء الدولة، عكست هذا على مظهر المرشح فقط. حيث من يرتدي “الربطة” والبذلة الفاخرة، يعتقد نفسه الأصلح لقيادة البلاد.
إلا إن من المؤسف جداً، رواج هذا الموسم مدته شهرين فقط. وغالبا ما يتحسر عليه، أصحاب المهن المذكورة أنفا . لو مَن الباري علينا بوجود انتخابات شهرية، فقد نحقق دخلا متوازنا بعض الشيء، للمواطنين العاملين على “زروقة” المرشح.