23 ديسمبر، 2024 10:42 ص

كان وحتى الأمس القريب لقب ( الدكتور) له هيبة وسطوة واحترام كما يقولون لان الناس كانت تعرف إن هذا اللقب حصيلة لجهد واجتهاد وليس وسيلة لمجرد (د) يكتبها أو يضيفها البعض أمام أسمائهم ( للكشخة والنفخة ) .
ولكن تغيرت الأحوال في عراقنا الجديد وقد قلب كل الموازين فصارت الدال لا قيمة لها وأصبحت عشرات الجامعات المفتوحة تمنح هذه الألقاب لمن يدفع بضعة دولارات ، حتى إن العديد من مقدمي البرامج الحوارية يتبرعون بهذه الدرجة العلمية التي كانت رفيعة لضيوفهم بمجرد أنهم يرتدون بدلات أنيقة وربطات عنق فاخرة  .. أو إن الأقدار جاءت بهم بمواقع في البرلمان أو في السلطات الثلاث .
الكل أصبح بدون دراسة دكتور لان وسائل الإعلام منحته اللقب فلاذ بالصمت مستمتعا بهذا اللقب المزيف والعجيب إن من بين هؤلاء بمناصب كبيرة حتى في هرم السلطة وآخرون بمناصب وظيفية عليا ومواقع برلمانية مهمة .
وبعضهم يبرر ذلك بأنه حصل على هذه الشهادة من إيران أو من المعهد الإسلامي وهذا المعهد ذاته يؤكد بان شهاداته غير معترف بها حتى في طهران ومن ثم يدعون أنهم أوشكوا أن يناقشوا اطاريحهم في علم الفهلوة والنصب والاحتيال لكن الأمر لم يحصل بسبب قمع النظام والهرب إلى إيران .
والكثير من هذه التبريرات التي تكشف زيف الدكتوراه والعجيب في الأمر انهم مازالوا يتمسكون بها وأصبحت هذه ( الدكترة ) علامة لمن هب ودب وأصبح الدكتور الحقيقي يخجل من هذا اللقب وصدق المثل الذي يقول (  أللي يعيش بالحيلة يموت بالفكر ) . 
[email protected]