18 ديسمبر، 2024 8:08 م

دفع الشبهات عن حياة سد الكائنات

دفع الشبهات عن حياة سد الكائنات

  (( بعث الله تعالى نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خاتما للأنبياء والرسل ومكمل الرسالات السابقة ومتمم الشرائع القديمة وأتم نعمته على العالم حين أختاره لهذه الرسالة الخاتمة الإنسانية الشاملة شخصية مختارة بتمعن وامتيازات وإعداد مسبق من لدن خالق عظيم حيث تربى صلوات الله عليه وسلامه بتفرد عن غيره من البشر والأقران من خلال اختياره من الأصلاب الطاهرة المطهرة والأعداد في التربية ضمن المواصفات والطريقة التي أعدها الله تعالى لها لتكون قائدا للإنسانية والأمم على مختلف ألوانها وأجناسها ومكانها وزمانها فآن الأوان أن نُزيل كل الشبهات وأن ندفع وندافع عن هذه الشخصية الفذة التي حملت الرسالة السماوية الوحيدة في العالم وعلى مدى أربعين سنة من النبوة وثلاث وعشرين من الرسالة الثقيلة التي تحمل من الصدامات والصدمات والأذى من قومه الذين رفضوا دعوته ونصبوا العداء من بعده حين شوه وأساءوا وزوروا حياته الشريفة قبل ولادته وطفولته وتكليفه وحتى بعد استشهاده صلوات الله عليه بقصد أو بدون قصد عليه يجب أعادة كتابة سيرة حياته العطرة الحقيقية بعد التنقيب والبحث لاستخراج الدرر المكنون من بطون الكتب المنصفة التي أعطت حقها ومكانتها التي أرادها الخالق العظيم لحمل رسالته .

ومن هذه الافتراءات والشبهات التي صاغتها أقلام كتاب السيرة النبوية هي قصة ولادته وبداياتها وموضوع مرضعته حليمة السعدية وقد نقلها المؤرخون على أنها عادت جرت عليها العرب في مجتمعهم ( قريش بالذات ) وهي إرسال أطفالهم لمرضعات البادية ليُرضعن أولادهم كي يتعلموا الفروسية والفصاحة وللرد على هذه الشبهة . أولا ليس من المعقول والمنطق حرمان السيدة آمنة بنت وهب من طفلها الرضيع اليتيم الأب وهي صحيحة البدن من غير علة عن رضاعة طفلها وهو بأشد الحاجة لحنان والدته ثانيا لم نسمع أو نقرأ أن أحدا من العرب أو قريش من قبله أو بعده ما عدى عمه الحمزة بن عبد المطلب والحارث فقط وهم من بني هاشم حصرا ثالثا وهو الأهم في نطاق سلسلة الأحداث الخطيرة لهذه الشبهات أن جده عبد المطلب عليه السلام كان يعرف علم اليقين القاطع مكانة حفيده محمدا كنبي مرسل من قبل السماء إلى العرب والعالم أجمع فكان حريص عليه كل الحرص لحمايته بشتى الطرق لإبعاده عن أنظار اليهود والمتربصين بهلقتله قبل البعثة وهذا ما لمسناه مع بحيرة الراهب وتجار قريش من بني هاشم وعمه أبو طالب عليه السلام وهم ينتظرون ظهوره ويبحثون عنه في الجزيرة العربية بالعلامات والآيات التي يعرفونها في كتبهم والآيات حين ولادته الشريفة كانشقاق إيوان كسرى وانطفاء نيران المجوس وارتجاج عرش الروم وغيرها فكيف لعبد المطلب أن يجازف ويفرط بحفيده لإرساله إلى جهة خطرة لبضعة سنين بعيدا عن حمايته وأنظاره بل على العكس رأينا حرصه الشديد في رعايته وتفضيله على أبنائه ونفسه رابعا أن سبب إرساله لبادية بني سعد للتعلم على الفصاحة أليس من الأجدر أن يبقى في مكة وهي المدينة ذات الثقافة ورجالات الفكر والشعر والأدب والأسواق الأدبية وأصحاب المعلقات وفطاحل الشعراء الذين يفدون إليها ويحجون يوميا والقسم الأعم تسيدوا مكة المكرمة قبل ولادته وبعدها ,,,,,,)