القوى كبرى وإقليمية وعالمية , لا يهمها إلا مصالحها , وتظهر سذاجة الطرح عندما نتحدث عن أية قوة فرشنا لها الدروب وهللنا لها ومكناها من القبض على مصيرنا , على أنها لا تحقق مصالح الشعب والوطن.
فالقوة مهما كان نوعها , دينها وقيمها وأخلاقها مصالحها , وهي تعلنها مرارا وتكررارا وبوضوخ ساطع ,
و (ساستنا) الأفذاذ , يتوسلون بالقوى أن تساندهم وتؤمّن بقائهم في كراسي الأسر والتنفيذ للبرامج المعدة مسبقا.
وتتعجب من الأقلام التي تتظلم وتتأفف , وتتهم وتلوم وتهاجم القوى الأخرى , التي فُتِحت لها الأبواب على مصراعيها , لكي تتحرك بحرية وهيمنة مطلقة على مفردات وجودها.
فماذا يُرتحى من إطلاق الذئاب وسط قطيع من الأغنام , هل ستفعل غير الإفتراس والإنقضاض على ما يمكنها منها.
وهذا ينطبق على سلوك أية قوة في الأرض , عندما يتم دعوتها والإستسلام لإرادتها والتوسل والتذلل إليها , عندها ستكشر تلك القوة عن أنيابها وستفغر أفواهها , وتتحفز طاقاتها للتوثب والإفتراس الأعظم.
فالعلاقة ما بين القوى الأرضية , علاقة غابية بحتة وغير محكومة بأية معايير أو مبادئ أو قيم.
ووفقا لهذا المفهوم فأن ما يجري في مجتمعاتنا نتيجة حتمية وأكيدة , فالقوى تريد مصالحها , ونحن نحققها لها بلا خسائر وبالمجان , فكيف لا تستأثر بنا وتمتصنا حتى النخاع.
على مجتمعاتنا أن تصحو وتدرك بأن لا حل أمامها إلا بالإتحاد والتفاعل الإيجابي المصيري , ونبذ الفرقة بأنواعها , والتمسك بجبل الوطن والعروبة , وأن يكون الجميع فريق واحد , يسعى لهدف واضح صريح , ومعتمد على نفسه وطاقات أبنائه , وأن يغسل يديه ورجليه من الإستعانة بأية قوة مهما كانت.
فالقوة تدمّر ولا تعمّر , وكلما إزدادت قدرات القوة يكون تدميرها أعظم.
فاعتصموا بحبل الوحدة والعروبة والوطن لتنتصروا على كيد الكائدين , وتحققوا مصالحكم لا مصالح الآخرين!!