8 أبريل، 2024 8:10 م
Search
Close this search box.

دفاعاً عن مظلومية المثقف العراقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

 كانت الثقافة في العراق حتى مطلع القرن العشرين ، مقتصرة على فئة محدودة من الناس ، غالبيتهم من كبار موظفي الدولة العثمانية وابناء الطبقات العليا من المجتمع ، اضافة الى رجال الدين الشيعة والسنة وطلاب المدارس الدينية ، وذلك إن الثقافة كانت وما زالت مرتبطة بقراءة الكتب والتي كانت قليلة العدد وغالية الثمن .

عندما تكونت الدولة العراقية وانشأت المدارس ، تخرجت منها اجيال من الفتية والشباب المتطلعين للثقافة والمعرفة ، وازداد عدد القراء بدرجة كبيرة في مدن العراق واريافه ، بحيث اصبحت الكتب المطبوعة في القاهرة وبيروت تجد لها سوقاً كبيرة ورائجة في العراق ، وشكل بعض موظفي الدولة العراقية وابناء الطبقات الوسطى والعليا مكتبات صغيرة في منازلهم . كما راجت عملية تبادل الكتب بين الطلبة والموظفين ، وهذا مما سمح لبعض الطلبة الفقراء من الحصول على كتب قيمة من زملائهم على سبيل الاعارة . كما كان الطالب المثقف يستطيع استعارة الكتب من المكتبات المدرسية والتي انشأت في الكثير من المدارس المتوسطة والاعدادية منذ العهد الملكي ، ويسمح نظام الاعارة للطالب بأخذ الكتاب الى منزله لمدة ثلاثة او اربعة ايام قبل اعادته للمكتبة ؛ ولقد كان أساتذتنا في المتوسطة والاعدادية من القراء متنوعي الثقافة ، وكثيراً ما كانوا يستشهدون بابيات شعر أو مقاطع ادبية أو تاريخية من خارج المنهج المدرسي ، وكانوا يشجعوننا على مطالعة الكتب الثقافية بأنواعها .

استمر النمو الثقافي في العراق قرابة خمس واربعون عام ، ما بين اوائل الثلاثينيات ومنتصف سبعينيات القرن المنصرم ، حتى استطاع نظام البعث من احتواء المثقف وافراغه من أي مضمون فكري أو سياسي ، وذلك بأغراء الكثير من الادباء والشعراء الشباب بنشر نتاجاتهم أو التوظف في المجلات الثقافية التابعة للدولة ، وعملت هذه المجلات على تلميع صورة الادباء الشباب واعطائهم حجماً اكبر من حقيقتهم ، ومنحتهم عطايا ورواتب كبيرة مما دفعهم للزهو والغرور (وهو ماتريده السلطة) ، مع العلم إن الكثيرين منهم كانوا طارئين على الشعر والادب وقصائدهم اشبه بالالغاز والطلاسم الخالية من أي وزن أو قافية أو مضمون . لقد ادت هذه المجلات التابعة لوزارة الاعلام دوراً خبيثاً مستتراً ، وعملت على تعليب المثقف وابعاده عن مجتمعه وواقعه الحياتي ، وحفرت هوة عميقة بين المثقف والعامة ، فصار اشبه بالدمية الجميلة التي يحركها النظام ويستخدمها في المهرجانات الادبية والثقافية وفي تدبيج القصائد ومقالات المديح ، وهذا ما انتج لنا جيلاً من المثقفين الهلاميين فارغي المحتوى .

إن جميع الدول ذات الانظمة الشمولية الاستبدادية تكره المثقف وتتمنى استأصاله من المجتمع ، فالحاكم الفرد خاصة يريد قطيعاً من الغنم ، والتسلط على شعب من الجهلة والاميين اسهل بكثير من التسلط على شعب فيه بعض المثقفين الذين يفتّحون أعين الناس على الحقائق المستترة ، ولذا فقد قال صدام في احدى خطبه (عندما جئنا للحكم كانت اصعب مدينتين علينا النجف والموصل) ، والصفات المشتركة بين المدينتين المختلفتين من حيث النشأة والتاريخ هي كون كل منهما مدينة تجارية عريقة ، يقل فيهما الفقر والعوز المتفشي في جنوب العراق خاصة ، والمدينتان يغلب عليهما الطابع الاسلامي  ، ولأبنائهما باع طويل في الثقافة والمعرفة ، وبالتالي فهي ليست مدن حديثة النشاة أو فقيرة لتخضع بسهولة وتطأطأ رأسها للسلطة الحاكمة .

احد الكتاب كتب قبل ايام على موقع كتابات مقالاً مخصصاً لشتم الثقافة والمثقفين ، وطالب بالغاء وزارة الثقافة على اساس إنها بلا فاعلية أو دور تؤديه ، وانهال بكيل التهم على المثقفين فلم يستثني منهم احداً ، في حين إن المثقف العراقي مضطهد ومظلوم في مختلف العهود ، وهو مكروه من العامة لأنه لا يساير المجتمع في كل ارائه وافكاره ، وهذا هو الطبيعي ، فمعرفة المثقف ووعيه يجعله متقدماً على سواه من الناس لينير لهم الطريق ، اما إن اصبح المثقف جزءاً من العامة لايرشدهم ولايهديهم ، صارت معرفته لنفسه وسقطت عنه صفة الثقافة .

لا يمكننا التعميم في اي صفة من الصفات فنطلقها على طائفة أو جماعة من الناس بشكل اعتباطي ، نعم استطاع نظام البعث من احتواء عدد كبير من الكتاب والشعراء كما قال الكاتب في مقالته ، ولكن من انضم اليه من الجهلة وانصاف المتعلمين اضعاف اضعاف من انضم اليه من المثقفين . لقد وصل البعثيون الى السلطة وبيديهم ذهب معاوية وسيف الحجاج وكانت اغراءاتهم كبيرة وطاغية ، والناس تبحث عن الطعام الدسم واللباس الانيق ، لذا فقد سار في ركاب السلطة بعض ابناء الطبقات العليا والدنيا من المجتمع سواء خوفاً أو طمعاً ، كما سايرهم الكثير من ابناء المدن والارياف من عرب واكراد وتركمان وشروك ومعدان ، وكما يقول المثل ( ماكو زور يخلى من واوية ) ، بل وانضم اليهم بعض من قراء المواكب والمجالس الحسينية ، فهم جزء من نسيج المجتمع العراقي . عندما ضايق النظام السابق قراء المجالس الحسينية قبل منعها ، التزم بعض القراء الصمت وانسحبوا ، واستمر البعض منهم في القراءة على الحسين (ع) واقامة المجالس الحسينية سراً ، اما البعض الآخر فكانوا اصلاً بلا ولاء بل يبحثون عن مورد للارتزاق ، فاغراهم البعث بوظائف وهدايا ، فتحولوا الى قراءة قصائد المديح للحزب والقائد ، وقد ظهر الكثير من هؤلاء وهم يلقون القصائد الشعبية الحماسية من على شاشات التلفزيون ايام حرب الثمان سنوات مع ايران ، ولكن هل نستطيع اتهام الكل بذنب البعض ؟؟ .

الثقافة ليست مهنة او حرفة ، والادب والشعر كما يقال ما يوكل خبز ، لذا نجد إن الكثير من مثقفي االعراق القدامى كانوا من الاطباء او المهندسين أو اساتذة جامعات او اصحاب مكتبات ، ومن الخطأ منح الكاتب او الاديب رواتب عالية وجعله موظفاً في مجلة حكومية فذلك مما يعزله عن مجتمعه ومحيطه ، لنأخذ مثلاً كاتباً معروفاً مثل نجيب محفوظ والذي نال جائزة نوبل في الاداب ، لقد ظل الرجل موظفاً حكومياً يتقاضى راتبه على اداء وظيفته الحكومية ، وكتب اول رواياته عندما كان يعمل في ارشيف وزارة الاوقاف ، وبعد عام 1954 انتقل الى وزارة الارشاد ثم الى وزارة الثقافة وعين كمدير للرقابة على المصنفات الفنية وليس كأديب .

في كثير من بلاد الله يحترم الناس الشاعر او الاديب إلا في العراق ، حيث ينظرون اليه كعاطل ومتحذلق يستخدم مفردات طنانة غير مفهومة ، وذلك بسبب بعض الطارئين الذين اساءوا للثقافة والمثقفين . السلطة تطلب من المثقف أن يصبح احد ابواقها الدعائية ، والناس تريد منه ان يتحول الى شاعر أو كاتب القبيلة والمدافع عن عاداتها وتقاليدها ومفاخرها ، وبين حانه ومانه ضاعت لحانا .

البعض يتسائل عن الدور الذي يمكن للمثقف أن يؤديه ، وقد اخترت ثلاث نماذج لمثقفين اسلاميين كرد قاطع على الكاتب الذي يقول (المفروغ منه ان المثقف شخص كذاب) ، اولهم السيد محمد باقر الصدر والذي قام بكتابة منهج فكري سياسي اسلامي معاصر من خلال كتابيه فلسفتنا واقتصادنا ، وذلك ليوضح للشباب المتأثرين بالفكر الغربي بشقيه الماركسي والليبرالي بأن للأسلام كذلك جوانب سياسية واقتصادية ، وقد استطاع الصدر ( من خلال كتبه ومحاضراته ) من اجتذاب نخبة مثقفة نحو تبني الخطاب السياسي الاسلامي ، ومع ذلك فأن بعض فقهاء الشيعة رفضوا الحداثة والمعاصرة التي اراد الشهيد الصدر ادخالها على المذهب ، ولم يكونوا راضين عن توجهاته الفكرية . 

لقد استطاع الصدر من تحقيق خطوة مهمة لجسر الهوة الفاصلة بين المثقف والدين ، وانزعجت السلطات منه اذ استطاع دفع الشباب نحو النهج الاسلامي بدلاً من النهج اللاديني الذي كان المتبنى من قبل نظام البعث ، واحست السلطة بخطورته حينما انتقلت افكاره ليتبناها انصاف المثقفين الشيعة وبعض الاسلاميين السنة ، لذا فقد اضطهدته ثم اعدمته لتمنع من انتشار افكاره بين العامة . 

ازاء الشهيد الصدر كان لدينا مفكر آخر ، لكنه حاول جسر الهوة بين المثقف الاسلامي ورجل الشارع العامي ، الا وهو الدكتور احمد الوائلي . فلقد ادرك تعلق العامة بالمجالس والقرايات الحسينية ، فحاول من خلالها نشر الوعي والثقافة بين الناس ، وخاصة بعد أن تدنت ثقافة قراء المنبر الحسيني ، وجاء بعض المرتزقة لأعتلائه على طريقة (مو عل الحسين على الهريسة دكنا ) . وقد دفعت محاضرات الوائلي قراء المنبر الحسيني المخلصين لتطوير ثقافتهم واثرائها بالمزيد من القراءة ، ودفعت العامة للتعرف على الثقافة الاسلامية والنهل من مناهلها ، ومع إن الوائلي لم يحرض الناس على الثورة ، فلقد انزعج النظام الاستبدادي الشمولي من توجهاته الفكرية ، فلقد حرض الناس على فتح اعينهم ومشاهدة التاريخ الاسلامي بعين الحاضر .

اما المثقف الثالث فلم يكن عراقياً ، فهو الدكتور علي شريعتي الحاصل على شهادة الدكتوراة في علم الاجتماع من جامعة السوربون في فرنسا . عندما عاد الى ايران تم تعيينه في جامعة مشهد ، وبدلاً من أن يترجم كتب سارتر مثلاً ترجم عن الفرنسية كتاب (سلمان الفارسي) للوي ماسينيون ، وبدلاً من تمجيد حضارتي الفرثيين والساسانيين كما يريد النظام ، كان يلقي على طلابه ومريديه دروساً في الثقافة الاسلامية خارج اسوار الجامعة ، ويشرح لهم كيف إن الاسلام هو من جلب الحضارة الحقيقية لأيران . غضبت سلطات الشاه منه وارادت ايقافه عند حده وخاصة بعد أن تزايد عدد طلابه ومريديه في مشهد ، فأبعد عن الجامعة وتم تعيينه كمعلم ابتدائية في احدى القرى البعيدة كمحاولة لمنعه من نشر افكاره بين الناس ، ولكن استمر طلابه بالتوافد عليه في تلك القرية النائية والاستماع لمحاضراته . اخيراً رضخ نظام الشاه فاعيد كأستاذ في جامعة طهران وذلك لأبعاده عن ابناء مشهد ، فما كان منه الا أن اسس حسينية (ارشاد) شمال طهران عام 1969 ، وبدأ يلقي محاضراته الاسلامية فيها .

عندما كان الدكتور شريعتي يلقي محاضرة ما ، كان عدد الحضور مابين ثلاثة الى اربعة الاف مستمع ، والكثير منهم يسجل محاضرات الدكتور على شرائط الكاسيت ، وكان من الطبيعي حضور عدد من موظفي ووكلاء الامن الايراني (السافاك) معهم . في شهر محرم عام 1973 بدأ الدكتور شريعتي بالقاء سلسلة محاضرات عن الطبيعة السياسية والاقتصادية للدولة الاموية التي ثار ضدها الامام الحسين (ع) ، وبصفته استاذاً في علم الاجتماع فقد حلل نظام الطبقات المساندة للسلطة الاموية . لم يتنبه موظفو السافاك لما يقوله الدكتور شريعتي اول الامر ، بل انتبهوا لتزايد عدد الحضور في كل محاضرة عن سابقتها ، وانتبهوا لقدوم شباب محسوبين على التيارات اليسارية أو الماركسية الى محاضرات الدكتور شريعتي ، عندها اعاد ضباط السافاك سماع تسجيلات المحاضرات واحسوا بما احس به الجمهور ، فالطبقات الاجتماعية التي ساندت الدولة الاموية في الماضي ، هي نفس الطبقات التي يرتكز نظام الشاه عليها ، أي إن الدكتور شريعتي قد اسقط الهالة الوهمية المحيطة بنظام الشاه واسقطه في اعين الناس بدون ان يذكره في محاضراته ، لذا فقد تم اعتقال الدكتور شريعتي ووالده لمدة عام ونصف في سجون السافاك ، واغلقت حسينية الارشاد .  

اثار اعتقال الدكتور شريعتي تساؤلاً بين عامة الناس ، فصار الشباب المثقف يستنسخ محاضراته المسجلة على الكاسيتات ويوزعها بين المثقفين والعامة ، وصار الالوف من العامة والمثقفين يتعرفون على افكار الدكتور شريعتي وينصتون لمحاضراته بعد اعتقاله .

عندما كان الدكتور شريعتي طالباً في جامعة السوربون بباريس لم يكن شاباً خاملاً أو بعيداً عن النشاط السياسي ، بل كان يشارك الجزائريين بمظاهراتهم الباريسية المطالبة بأستقلال الجزائر ، ويتعرض للضرب معهم على ايد الشرطة الفرنسية ، كما تم اعتقاله عام 1961 لمدة ثلاثة ايام مع عدد من الافارقة واليساريين الفرنسيين ، بعد أن خرجوا بمظاهرة احتجاجية على مقتل رئيس الكونغو باتريس لومومبا .

في هذين الموقفين يمثل الدكتور شريعتي تجسيداً للمثقف الانساني المتنور ، يساند الجزائريين بدون أن يهتم لأختلافهم عنه في القومية والمذهب ، ويخرج في مظاهرة احتجاجية مع اناس مختلفين عنه في العرق والدين ، ثم يأتينا آخر الزمان من يزعم إن الثقافة مصطلح عنصري ومعادي للدين ، في حين إن الثقافة مثل الثوب يرتديه المؤمن والفاسق ، ومثل القنوات الفضائية تشاهد عليها الطبيعة وتستمع منها لآيات القران أو المحاضرات الدينية ، كما تشاهد عليها مباريات كرة القدم والكارتون ، وليست كل القنوات الفضائية تعرض افلام ماجنة ورقصات مثلما يظن البعض ، ولايوجد شئ اسمه ثقافة عنصرية ، وإنما هنالك بعض العنصريين الذين يلوون عنق الحقيقة ويوظفون الثقافة لتوجيه الناس بأتجاهات عنصرية فجة .

أن تكون مثقفاً يعني أن تكون مهذباً تتجنب توجيه الاتهامات والشتائم لغيرك ، وأن تحترم الآخر ووجهة نظره ومستوى فهمه وادراكه للأمور ، وليس للفقراء أي ذنب في عدم نيل المعرفة والثقافة ، ولكن الذنب ذنب المجتمع والدولة التي لاتحترم انسانية الفقير وتتركه بدون اعانته ورفع مستواه المعيشي ، وكم من ابناء الفقراء كافحوا وتخرجوا من الجامعات ، وعندما تحسنت ظروفهم المعيشية صاروا مثقفين لأنهم استطاعوا شراء الكتب أو الوصول الى المكتبات العامة ، كلنا بشر وأن تكون مثقفاً يعني أن تحترم انسانية غيرك فلا تهينه لأنه ادنى مستوىً منك .

في آذار عام 1975 عقد مؤتمر القمة الاول لمنظمة اوبك في الجزائر وحضره شاه ايران بنفسه ، فترجاه الاخوة الجزائريين اطلاق سراح الدكتور علي شريعتي ، فوجئ الشاه بمعرفتهم اياه وخاصة عندما ابلغوه إنه كان رفيقاً لهم في المظاهرات المطالبة بالاستقلال ، وتحمل معهم هراوات الشرطة الفرنسية . وقد تم اطلاق سراح الدكتور شريعتي بعد عودة الشاه الى ايران ولكن منع من السفر ، ثم سمح له في ايار عام 1977 بمغادرة ايران ، فسافر الى لندن ولكنه وجد ميتاً في شقته بعد اقل من شهر على وصوله ، فاستشاط الشارع الايراني غضباً واتهم السافاك بتسميمه ، وتأكد الامر حينما منعت سلطات الشاه السماح بدفنه داخل ايران ، فاضطر المرافقون للجنازة للتوجه بها الى دمشق ودفنه في مقبرة السيدة زينب (ع) ، واقام صلاة الجنازة عليه الامام موسى الصدر ، ثم اقام له حفلاً تأبينياً في بيروت مما ادى الى غضب السلطات الايرانية عليه .

في عام 1978 انفجر الشارع الايراني بالمظاهرات ، والتف اليساريون والحركة الوطنية والاسلاميون في تكتل واحد ثم ساندهم بعد ذلك تجار البازار ، وكانت الجماهير بحاجة الى قائد يتحمل عبء المهمة الصعبة ، فحمل الامام الخميني لواء الثورة وقرر مقارعة الطغيان ، وواجهت الثوار عقبة وهي كيفية ايصال خطابات الخميني وتوجيهاته والذي كان مقيماً في النجف الى داخل ايران ، والحل كان استعمال شرائط الكاسيت المستنسخة ، وكما استنسخت محاضرات الدكتور شريعتي من الممكن ادخال شريط كاسيت واحد واستنساخ مئات الشرائط  عنه ، واجهزة الكاسيت منتشرة ولا تستطيع السلطات مصادرتها ، وهكذا قاد الدكتور شريعتي الثورة على الشاه من قبره في دمشق ، وانتصر الدم على السيف . واليوم إن سألت أي مثقف ايراني عن ابي الثورة الايرانية لقال لك الدكتور علي شريعتي ، فلقد مهد الطريق للجماهير وجعلها تفتح اعينها على حقيقة الشاه ونظامه ، واعطائها الاسلحة الفكرية والشجاعة النفسية التي تجابه بها اجهزة الجبروت والاستبداد المعادية للثقافة والمثقفين  .  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب