23 ديسمبر، 2024 3:59 م

دع الوجوم وابدأ بالهجوم !!

دع الوجوم وابدأ بالهجوم !!

كتب أحدهم  ،بعد إن إستشاط غضبا ” كذا وكذا من كتب تنمية المهارات وخطوات النجاح ومدربيها ” فأيدته فيما ذهب إليه جملة وتفصيلا ،لماذا ؟ لأنها كتب باتت تدجن الطاقات ،بل وتقتلها أيضا وتؤطرها على وفق نظرة المؤلف الضيقة والذي ينقل من خلالها تجارب أمم قد لا تصلح في أخرى …و يستعرض مهارات شخصية بالإمكان تطويرها لدى شعوب وليس بالإمكان تقبلها والأفادة منها لدى أخرى ،فلكل شعب ظروفه الخاصة وإمكاناته وموارده وعقائده وبيئته ومشاكله …وأضرب مثلا …بـ”ديل كارنيجي ” وهو أشهر من نار على علم في هذا المضمار ، ورائد فن تنمية القدرات والمواهب في العالم إذ ترجمت مؤلفاته الى عشرات اللغات العالمية وطبعت بملايين النسخ ولا أجانب الصواب اذا ما قلت أن كل من جاؤوا من بعده إنما ساروا على خطاه حذو النعل بالنعل في هذا المجال الحيوي ولم يأت أحدهم بجديد سوى بالشكل والأسلوب فقط لاغير ، ومن أشهر كتب الموما إليه ،كتاب دع القلق وابدأ الحياة، كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، إكتشف القائد الذي بداخلك – فن القيادة في العمل ، فن الخطابة، فن التعامل مع الناس.
الى هنا والكلام جد جميل ورائع ولكن إذا ماعلمنا ان “ديل كارنيجي “الذي حذر الناس من القلق ودعاهم الى كسب الأصدقاء أنهى حياته انتحارا بعد ان ألقى بنفسه من الطابق السادس بعد إصابته بسرطان الدم من نوع”هودجكين” ليموت وحيدا فريدا من دون أصدقاء وهو في قمة القلق والأحباط واليأس ،وبعد ستة أشهر من تأليفه كتاب “دع القلق وإبدأ بالحياة ” حينذاك لايسعنا إلا ان نقول وكما قال الرشيد ” كذا وكذا من كتب تحدد الطاقات البشرية والعقلية التي لاحدود لها بقيود من بنات أفكار الكاتب ومن تجاربه الشخصية أو من تجارب أمم سابقة لاتصلح للتطبيق حاليا ..أو لأمم مناظرة تمتلك من الطاقات مالانمتلكه …أو موجهة للأغنياء والأثرياء وأصحاب العقارات والبساتين والسيارات الفاخرة والفلل الفارهة من دون الفقراء المعدمين وكأنهم خارج دائرة الأبداع والتألق مع ان الواقع يسفه تلكم النظرة الضيقة لأن 75 % من المخترعين والمكتشفين هم من الفقراء وليس العكس يتصدرهم صاحب الألف إختراع ” توماس أديسون ” ولعل هذا المنحى هو مادرج عليه الأستاذ (…..) واعتذر عن تسميته في معظم محاضراته ..ولاشك ان التنمية البشرية وتطوير المهارات فن وإقدام وشجاعة وإبداع وليد اللحظة والبيئة والمحيط ولكل شعب طريقته في الأبداع التي تميزه عمن سواه فتجارب ألمانيا الخلاقة بعيد الحرب العالمية الثانية غير تجارب اليابان وكلاهما مبدع وتجارب الصين غير تجارب روسيا وكلاهما متألق وتجارب كوريا الجنوبية غير بريطانيا بعيد الحرب وكلاهما متميز ، ولايمكن وبأي حال من الأحوال ان نلقن التنمية البشرية لأبنائنا كالببغاء وإنما علينا أن نفعل ذلك كالقادة الذين يخططون ويجربون وينفذون ويفعلون ويقلدون ومن ثم ..يأمرون .