الی الاعلاميّ المحلَّل ، و الخبیر المنظِّر ، و الصحافي المؤثِّر ، و الکاتب المفکِّر !.
الی من یری فی نفسه
طاقة تنویریة تثقیفیة تحرریة مرموقة و فذَّة !.
الی من یدمنُ الظهور عبر الشاشة ، ویهمُّه امرُ الصحافة
و یفضفض للإذاعة !.
الی کاتب المقال !.
الی محرر الأخبار !.
الی عاشق اللقاء و الحوار !.
الی صاحب البلاغة و الفصاحة و فن الخطابة !.
الی الباحث و الدارس و العارف و العالم في خفایا الامور ، کلُّ الامور ، في الریاضة و السیاسة ، في الفن
و الدین و الاقتصاد !.
الی صاحب اقوی مداد !.
تحیة طیبة و بعد ؛
رغم کل ماتحمله جنابك من القابٍ و عناوینَ و سماتَ و صفات ، لکنك خُنتَ مواثیق شرف المهنة ،و هبطت جداً بمستوی الوظیفة و ألف باء الأخلاقیات .
مع کل ما تحمله حضرتك ،
من شهاداتِ علیا و اطروحاتٍ
و دراسات ، الّا انك بعتَ المصداقیة و الحیادیة و الأمانة بثمنٍ بخسٍ ، فخسرت ثقتي و ثقة کل الفئات .
انني القارئُ العربيُ البسیط، الباحثُ عن الحقیقة و المتلهف علی معرفة خبایاها ، اکتشفتُ کذبك و دجلك و تلفیقك و خداعك و مراوغتك و انحیازك لمصالحك .
ادرکتُ مدی حقدكَ لي و کرهكَ و عدائك ، و تیقَّنتُ مِن بُعدِكَ عنّي و تطلُّعاتي ، و عن هموم امَّتك و ابناء جلدتك ، بل عن دینكَ و عروبتكَ و اصالتك، و تأکدت من سوء نیتكَ و مقاصد اهدافك .
خسرتني و خسرتَ ثقتي
و أملي . کنتُ قد فوَّضتك لتکشف مکامن الخطأ و الخلل
و الجریمة و الفساد ، لتکشفْ ، لتفضحْ ، لکنك برَّرت و رقَّعتَ
و طبطبتَ ، فوقعتَ و غرقتَ في مستنقعٍ آسنٍ لامفرَّ منه و لامهرب ، فما أقذره و ما أقذرك؟!.
لکنَّني اعرفُ جیداً ، ان الاعلام کان و سیبقی ، منبراً شریفاً ، و مهنة حرة مقدسة،
و نقیة نظیفة طاهرة، و افهم انها مفعمةٌ بالانسانیة و التضحیة ، و مملوئة بأسمی و ارقی الخصال الحسنة و السامیة ، لکنَّها مثلنا تماماً نحنُ العرب ، مهتوکةٌ مُغتَصَبة ، من وحوش الرأي ، و برابرة الرأي الآخر !.
عزیزي المخاطب !.
انا المواطن ، الضحیَّة ، و
انت الجلّاد !.
قلمك سوطٌ، و ظهري صفحةٌ بیضاء ، تُسطِّر علیها ، قصةُ أمَّةٍ جریحةٍ ، عنوانها آه ؛ و فحواها آهات !.