19 ديسمبر، 2024 12:49 ص

دعوه يداوي جراحه .. اين المشكلة .. يحبون العراق ولكنهم يقتلوه !

دعوه يداوي جراحه .. اين المشكلة .. يحبون العراق ولكنهم يقتلوه !

المثير في أمر العراقيين والعراق , ان الجميع في هذه البلاد يرفعون عقيرتهم بحب العراق ..الا ان حساب الحقل لايطابق حساب البيدر !

واذا ما حاولنا تفسير معنى الحب ومقوماته , سنجد أنها ترتكز على تقدير المحبوب , والتضحية من أجل تأسيس أو استكمال شروط سعادته لينعم بالحب ! ولذلك عديد المقومات المادية كتلبية متطلباته  المادية والروحية والنفسية ,وحمايته من شرور البعض ونصيحته والعمل على تألقه ورفعته !

هل فعل (محبوا العراق) كل هذا ؟..يأتي الجواب سريعا  بنعم .. ولا !

ولا يمكن ي عاقل القول بنعم ! الاّ اذا كان في تقويمه خلل ما ! كما لايمكن لمثيله من العقاّل أن يقول لا ! ومعنى هذا ان هذه (الاّ) مدعاة لإلغاء اي جهد ولو كان بسيطا يعبر عن حب العراق , ومصدره ذوي ألأيادي والمواقف البيضاء , وهم كثر , الا ّأن غمامة الإحتلال السوداء, وماتبعتها من ريح صفراء , قذفت وكرست (عملية سياسية) لم تقام على خبرات تخصصية , ونوايا حسنة .. تداوي الجراح الناكئة في هذه البلاد ,والمفتوحة على عديد التناقضات الجالبة للعراق وشعبه المآسي والويلات !

اين تكمن مشكلة العراق ؟

1: المشكلة ..في مستوى خبرة السياسيين الذين لفضهم رحم الإحتلال !

2 : والمشكلة .. في جشع هؤلاء السياسيين وهوسهم بالمال والسلطة والنفوذ بعد جوع !

3: والمشكلة.. في الخيوط الطائفية والعرقية ,التي تشد هؤلاء المسئولون ,والتي جعلوا منها وسيلة للتسلق الى مراكز المسئولية , وأنا على ثقة بان أحد من هؤلاء لم يصدق أنه يجلس على كرسي المسئولية ! و من هنا حدث عدم التوازن في الموقف والرأي  والممارسه!

4 : والمشكلة ..في ان الشعب العراقي شعب قاصر الثقافة في غالبيتة العظمى , يخاف الحاكم , ولا يحرؤء على مواجهته ,كما يأمل منه العطايا حتى لو كانت لفافة تبغ ! ونذكر أن السير (هنري لوكريك ) الضابط الإنكليزي ضمن القوات البريطانية المحتلة  للعراق الذي بدأ عام 1914, قد ذكر في كتابه ( اربعة قرون من تأريخ العراق), في تصنيفه للشعب العراقي “أن 80% منه رعاع ,ليس لهم من رأي وموقف , وأن 5% منهم يوالون الوظيفة الحكومية والحاكم , والخمسة الباقية هي فئة الساعين الى التنوير, مع أن من بينهم من يمكن كسبه بالمال “..من المؤكد أننا لانتمثل بقول مثل هذا الإنكليزي المحتل , الذي يجبرنا منطق (المؤامرة ) على عدم الثقة بما يقوله , الا انه مؤشر على رأي , ربما يلتقي مع آراء  كثيرة اخرى جاءت بها دراسات (سايسولوجية)!

5 : والمشكلة ايضا.. في النزعة الى الإستئثار بالمال , أيا كان مصدره  ..كالتهريب  في المنافذ الحدودية بكافة اشكاله وصوره . ومنافذ التهريب النشيطة منذ (قالوا  بلا) , هي (سفوان , والتنومة , ومنفذ ربيعة, والأنبار ,وعرعر ,والحدود العراقية – الايرانية عبر حاج عمران, و التركية  عبر معبر الخليل) , ولا أثق أن توجيه المرجعية الشيعية المزعوم , بعدم الإنتظام في الجيش العراقي في أوائل العشرينات , قد كان السبب في عزوف الشبان الشيعة عن الإنتظام في الكليات العسكرية , حيث صوّر هذا الأمر بشكل أكبر بكثير مما يستحقه !..بل أن الأمر في حقيقته يعود الى حالة التراخي , التي جبل عليها الفرد العراقي, وعدم تحمّله المسئولية , ورغبته المثلومة في الخدمة العامة , مع وجود  من يناقض هذا في حالات محدودة ! 

أما حكاية (أن الحكومات السنية كانت تنأى عن اعتماد الشيعة في سلك ضباط الجيش والوظائف الهامة) فأن ذلك لم يكن منهجا معدا , وانما كان في ممارسات الواقع , وهذه الممارسات في الغالب مصدرها رغبات فردية , وقد وردت في ذهني حكاية بطلها المذيع  في السبعينيات(مظفر مندوب) ,الذي تقدم الى الكلية العسكرية ببغداد عام 1970 بأسمه الأصلي , وهو من الأسماء الريفية الجنوبية غير الشائعة ,التي لاتترك انطباعا ايجابيا ,وعندما وقف الشاب امام هيئة الفبول في الكلية , قرأ رئيس اللجنة وهو ضابط موصلي مخضرم أسم الشاب , ليقول له أمرا حاسما ” كلمن ايقلك آني أقبل مثل اسمك في الكلية متوهم ” ! وقد ذهب الشاب باذلا الكثير من الجهد والمال الى المحكمة حيث نجح في  تغييراسمه الى (مظفر مندوب)  ,وعندما عاد الى هيئة القبول في الكلية العسكرية ,قالوا له ” انتهى موعد التقديم “! عند ها قدم اوراقه الى الإذاعة فقبل فيها مذيعا !

6 :والمشكلة  ..تكمن في أن الفرد العراقي لايحب العمل , ولايحترم مواعيده ,وعندما يغيب الرقيب لايمارس مع نفسه رقابة ذاتية , ويبتكر الحيل للتهرب من العمل , وهذه احدى المشكلات المشخصة في دراسات سوق العمل , وأذكر انني كنت مع وفد عراقي امضى وقتا طويلا في (تشيكسلوفاكيا) عام1972 ,وكان ان نظمت لنا زيارة الى اشهر معمل للبيرة في العالم (بلزن) , صحبة وزير التعاون في الحكومة , ولرغبة الوزير بأن نتذوق (البيرة الطازجة) من افران التخمير, نادى على أحد العمال لجلب أقداح , الا أن العامل تجاهل اشارته وتابع عمله ,ولم يغضب الوزير وذهب الى المطعم بنفسه ليستصحب الأقداح  , مفسّرا أنه يفخر بمثل هذا العامل !

7: والمشكلة .. ان ثورة 14 تموز1958وفق التصنيف السياسي, كانت (انقلابا) نقل العسكريين الى السلطة , أما في المفهوم العاطفي فهي (ثورة) ! الا أنها فتحت الباب واسعا أمام عديد (الإنقلابات) العسكرية بشتى الذرائع والحجج ,تسلل  الى مراحلها المتأخرة حزبيون من طلبة الثانوية والعاطلين عن العمل , مع مجموعة من العسكريين الطامحين ممن احترفوا الإنقلابات كعارف الاول ,والبكر , وعماش , وحردان , وعارف عبد الرزاق ,وكانت نتيجة ذلك صراعات دموية ,دمرت فئات وطنية وتركت آثارها القلقة والمؤذية على المجتمع , حيث هجّرت عناوين بارزة في الطبقة الإجتماعية الوسطى ,الضامّة  في اطارها مئات التخصصين والسياسيين والأعلام , وقد انتفعت دول العالم المتمدن بعلومهم , فيما خسرتهم البلاد ..ولأن التناقضات كرّست واستمرت حتى اللحظة ,بدعاوى حملهم عقائد وافكار لا تتناسب مع مرحلة الحاكم ! والآن برزت حاجة العراق اليهم فعلا , بعد ان افرغت البلاد منعم و(من قلة خيولنا شددنا على المطايا سروج) !

8: والمشكلة ..تؤشر الى صحة القول , ان الإحتلال الأمريكي البريطاني للعراق في عام 2003 قد اعتمد (بعض شيعة) و(الكورد) لحكم العراق ! وربما قد قالوا لهم ” ديروا بالكم على مواطنيكم السنّة” ! وكأن الأمر عطية ومنحة ّ! فحصدنا من التناقضات وسفك الدماء وهدرالثروات مايهد جبالا ويبني دولا, ولم ولن نكون في حاجة الى اي منها , وقد صرفتنا عن بناء بلادنا ورفعت نسبة الفقر فيها الى 25% .

9: والمشكلة ..ان الفساد وسرقة المال العام والرشوة ,واحتيال المسئولين لجنى المزيد من الأموال بأشكال متنوعة غير مشروعة , ونجاة هؤلاء المسئولين الفاسدين من العقاب, قدكرس الفساد شريعة للفاسدين . فيما عجزت كافة المؤسسات الهيكيلية المقامة عن قطع دابر هذا الفساد المستشري في جسد الدولة  !

10: والمشكلة .. اذا التفتنا الى مواطنينا في المنطقة الغربية من العراق , سنجد شيوعا للولاءات العشائرية  المتناسلة ,عن عشائر اخرى لتخلق زعامات تلعب على التناقضات الجارية , ولتقع كثير منها في حبائل دول حاقدة على العراق ,ولايسرها رؤيته سليما غنيا معافى , ولايتوهم أحد من الناس ان ماتقوم به هذه الدول المجاورة وحتى البعيدة عنا ,نتيجة لموقف سياسي راهن وان حضر ! الا أن هذه المواقف تعود الى حقب تأريخية , والى معطيات سياسية لابد من تأشيرها , حيث لم ولن ينسى (الإيرانيون) لشيعة العراق  , انخراطهم في “حرب صدام” ذات الأعوام الثمانية ! وان اجدادهم (الغساسنة) , قد احتلوا العراق لسنوات طويلة , معتمدين على وهم  لم يجد له نصيبا على ارض الواقع ! في أن ” شيعة العراق موالون لإيران اعتمادا على المذهبية الواحدة”  ! , متناسين ان عراقية وعروبية (الشيعة العراقيين) تتغلب على الإعتارات المذهبية ضيقة الأفق , الا ّمن فئات لازالت مشدودة الى خيوطها الثقافية القديمة, المستغلة من قبل سياسيي (الصدفة ) بعد عام 2003 كإحدى  وسائل القفز الى المناصب ! كما لم ولا ينسى حملة العقلية القومية العثمانية التركية , ان أجزاء من شمال العراق قد(سلخت) منهم  في أعقاب الحرب العالمية الثانية , بموجب اتفاقية  تقاسم الغنائم (سايكس بيكو) البريطانية الفرنسية , ومنها (الموصل ) , وأن ل(تركيا) موالون ومناصرون من المواطنين التركمان واحزابهم ,  تتدخل في الوقت المناسب بدعوى حمايتهم ! كما تقول مصادر مقربة من الملك السعودي, أنه يصرح لزائريه ومقربيه ” أنه سيكون في اسعد أيامه عندما يطرد الشيعة من حكم العراق” ! وانه قد أقسم يمينا غليظا بعدم مقابلة (رئيس وزراء العراق الشيعي” ! فيما تنشط الاستخبارات السعودية في تقديم كل مايعين العناصر المسلحة في (الانبار) وغيرها, ولا نقول ذلك تلبية لمشاعر عاطفية , بل ان جميع الوثائق الدولية قد أشّرت هذه الحقيقة المؤسفة !..وفيما يخص الحكومات السورية ,ذات التأريخ الطويل من التناقضات المرتكزة على الصراعات المذهبية القديمة والحزبية  المستحدثة ,خلال العقود الثلاثة المنصرمة على حكم الرئيس حافظ الأسد , إذ ورث الأسد الإبن مواقف الأب لتدخل في الحراك السياسي الجاري , وليتلقى العراق نتائج مؤذية على صعيد أمنه واستقراره !

ولاشك في ان دورا تخريبيا قد اتضح ل( قطيرة) , على صعيد دعم شخصيات سياسية عراقية بارزة وهامشية ماليا ,لإذكاء الفرقة حتى باستخدام وسائل العنف ! أما اذا التفتنا الى (الأردن) و(الكويت ) , فسنرى ان هناك  سياسات لاتبرأ من القصديّة في تحقيق المنفعة من خلال العلاقة مع العراق , وهي مشروعة ان كانت في اطار المواثيق والقيم الأخوية العربية , كما انها غير ذلك فيما يعاكسها ,أما  دور( الكويت) فقد استمر حاقدا لئيما مؤذيا للعراق حتى اللحظة ’ كما وصفته في مقالات سابقة من أنه دور (العقرب الباغية )!

11: والمشكلة .. من أهم اسبابها اعتماد (دستور) فضفاف , يبيح لمن يريد لي مضامينه  , لايعترف للعراق بعروبته التاريخية المؤصلة , ولايحسم أمرا مختلفا عليه , يحتاج الى التعديل والتقويم  , ليصبح دستورا مدنيا معاصرا يؤدي الى بناء دولة مدنية هامة مثل العراق , فقد كتب في ظرف استثنائي , بتوجهات المحتل ورؤيته المستقبلية وحيدة الجانب !

12 : والمشكلة .. ايضا , ان قادة (الكورد) يشدهم هاجس عودة الإضطهاد القومي والحروب  ,فمضوا الى ترصين و(دوللة ) الإقليم  ,ليصبح عصيا على (التفتيت والإطاحة ) !, ولكن طموحهم هذا قد انطوى على مبالغات ليست في محلها وظرفها  , برز تقاطعها مع القوانين التي يفترض انها تتحكم بالعلاقة بين المركز والإقليم , ناسين او ربما متناسين انهم اليوم يعيشون ظروفا سياسية مختلفة تماما عن ظروف الخمسينيات والستينيات والسبعينيا ت والثمانيات ! والمرجح ان يشهد المجتمع الكوردي نظرة مستقبلية اكثر ايجابية في العلاقة بين (بغداد) و(اربيل), على اننا يجب ان لا ننسى ان ماتحقق (لأربيل) و(السليمانية) من تنمية مدعاة تفاؤل , مع التمني بأن يشمل ذلك كل العراق !

13 : والمشكلة  .. ان الحكومات المتعاقبة  , قد نظرت الى القضاء كخادم للسلطة , ولم تمنحه استقلاله المفترض خاصة في المواقف الهامة  المتعلقة بمصالح السلطة , ولم تعينه على تحقيق استقلاله , فعمدت  الى انتقاء مجموعة من القضاة , يمكن تسميتهم ب(قضاة السلطان ) لتفسير وتبريروشرعنة اية قرارات او قوانين يريدها الحاكم !

14 : والمشكلة .. في اننا شاهدنا (مجلس النواب) المنتخب , بفعل نتاج عملية انتخابية, انطوت على كثير من الشكوك التي أفقدتها مصداقيتها, حيث حملت الى (البرلمان) شخصيات نكرة  ,لايعرفها الشعب ,وليس لها تأريخ ..وقد جنينا بفعل ذلك مجلسا مشتتا متشظيا عاجزا عن اتخاذ مواقف بشأن احوال البلاد الصعبة,  ليس له لقاء مع رئيس الحكومة , فيما  ترادفت مذكرات القبض على عديد اعضاء البرلمان لأسباب ودعاوى شتى, منها ماهو واقعي والكثير منها كيدية تستهدف الإقصاء . كما ان امراض السياسيين  قد حملت الى (البرلمان), والأدهى من ذلك ان الوزراء قد جاءوا من رحم هذا (البرلمان) , ليعكس عجز معظمهم على أداء وزارتهم , وتنفيذهم رغبات كتلهم السياسية المتناقضة  فتعود تخصيصات وزاراتهم المالية , من دون تنفيذ المشاريع الهامة لتطور البلاد وخدمة حياة الشعب !

15 : والمشكلة .. ان رئيس الحكومة ومستشاريه العسكريين وحزب (الدعوة ) , قد ورطوا البلاد في معركة واسعة على ارض شاسعة في (الأنبار) وقبلها في مناطق أخرى , من دون دراسة الموقف سياسيا ولوجستيا , ولاتزال هذه القضية مفتوحة على كثير الإحتمالات , الحسم ؟ أم المصالحة ؟ أم التمزق (الجيوسياسي) ؟ فيما نكأت هذه العمليات العسكرية  الجارية في (الأنبار) جراحا تنام على الرماد , واني اقولها  هنا وبصراحة ,اني مع وحدة الشعب العراقي,  وان رفع السلاح بوجه اية حكومة لايمثل سبيلا ناجحا الى المعالجة , انما السبيل الأصلح هو النضال السياسي من أجل الإصلاح والتغيير , ولقد عافت الشعوب منذ وقت طويل الكفاح المسلح الذي لايستطيع مقاومة امكانيات دولة ! فالمتضرر ليست تلك الحكومة بل هم ابناء الشعب الأبرياء , وهو تجاوز , مالم تحل الحكومة وهو واجبها الأساس المشكلات التي تعاني منها الجماهير , ولاأظن ان الشعب العراقي يحتاج الى حروب داخلية او خارجية جديدة , بعد ان ارتوى من كؤوس الدم وضاعت مقومات وحدته واستبيحت كراماته ,وفسح المجال لتدخل (شعيط ومعيط) في شئونه الداخلية , وصار سياسيونا يفخرون في عمالتهم لدول في المنطقة  , ماكانت لتجرء على  الإتيان بمثل ما تأت به في العراق ! حتى ان زيارة (الكيان الصهيوني ) صارت عادية .. ويمكن للحكومة ان ارادت  مكافحة) مايسمى ب( القاعدة وداعش) , اعتماد الاساليب الإستخبارية , وسحب هؤلاء الأفراد فرادى  ,واذا اضطرت الى غير هذا , تعمد الى تطويق تجمعات المسلحين وشن هجمات مخططة ومحددة الأهداف , وتأمين المدن والقصبات من أية أضرار ,واستخدام التقنيات الجوية ووسائل التصوير والتشخيص المتاحة ! والتوقف عن القصف المدفعي والقصف بالطائرات, حتى وان اعتمدت على (الأصدقاء  الأعداء)  ولا أظن أن تعويضا ماليا  سيكون كافيا ومعوضا عن الألم والرعب وقسوة  الحرب !

16 ..والمشكلة أخيرا ..أن هذه الطبقة السياسية المتصدية للحكم منذ عام 2003 , لم ولن تصلح لقيادة العراق ! وان (الديموقراطية ) المستوردة سابقة لأوانها,وتربتها لم تهيء بعد !  وليس هناك من حل موفق سوى (كنس ) هذه الطبقة السياسية  ,وعدم انتظار انتخابات قادمة او التعلق بأذيالها, فأية انتخابات اخرى ستحمل الينا ذات الشخصيات مثلومة الشرف والخبرة لقيادة بلاد مثل العراق  !

………………………….

ورود الكلام ..

معي او ضدي !

اقول لبعض القراء الأفاضل ممن تستهويهم مقالاتي ,وينظرون بعين التقدير لها , لحياديتي المجربة عبر عقد من الزمن , في تناول الموضوعات السياسية المختلفة (كما قالوا هم ).ومأخذهم عليّ في ان مقالة (النمساوي لن يحسم حرب الأنبار والفلوجة)  المنشورة في مدونتي (كتابات) و(الكاردينيا) بشكل رئيس , تشي باتجاه طائفي ! ولاأدري كيف تحصل هؤلاء الأخوة على هذه القناعة ؟ هل يريدون من الكاتب وغيره سلوك اسلوب (العجة ظلمة) والشتيمة ؟ أم يريدون جهدا فكريا مستقلا ينير شمعة في هذه العتمة التي نعيشها ؟ وهل يريدون التسقيط والشتيمة لأطراف أخرى لكي يلهو البعض ؟ أم يريدون (دغدغة) للجروح الناكئة في جسد هذه البلاد ونفوس جماهيرنا ؟ فشعبنا قد مل الشتائم وثلم ذائقته الثقافية , وبات يرنو الى الكلام الموزون الهادف الصادق ,الاّ من في عقله وضميره مرض! واذا كانوا يريدون مسايرة لمقولة (معي أو ضدي ) فان الأمر لايستقيم معي , حيث سوّدت آلاف الصفات منذ عام 2006 لحد الآن  , كتبت معظمها على سرير المرض ,ومن بين اصابع الأطباء ,وتعرضت الى مضايقات ومحاولات ومغريات , من اجل حرفي عن استقلاليتي وموقفي الوطني المستقل ,الذي اخترته لنفسي من دون اية مؤثرات احتراما لقلمي ووفاء لعقيدتي المذهبية الصادقة ,التي تحاول مصادرتها سياسات حكومة انتسبت الى (الشيعة) , ولكنها مزقت مباديء (الشيعة) !وانتهجت سياسات لم يجن منها (الشيعة ) غير الخيبة والخسران ! كما لم يجن منها الشعب العراقي غير سفك الدماء والإيغال في سرقة (بيت المال) , والعجز عن اتيان نتائج ملموسة في التنمية والتطور الإقتصادي والإجتماعي وتأمين وحدة ألعراقيين ! فلا تلهونا ايها الأخوة بمناكفات لا نجد انها مفيدة في ظروف بالغة الحساسية , ودعونا نفرغ ما تنطو عليه ضمائرنا من قلق وتأسي لما وصل اليه  العراق , علنا نوقد شمعة في هذه الدياجير المظلمة !

للمناقشات وابداء الآراء متفقة أم مختلفة – ايميل الكاتب
 [email protected]