23 ديسمبر، 2024 8:56 ص

1 ـــ ليس لدي موقف سلبي من رجل دين يتدخل في السياسة , فقط عليه ان يعلم انها فنون واخلاقيات ومسالك حادة , قد تخترق فتوة له او خطبة جمعة او تاخذ به الى وظيفة خارج جغرافية قيمه السماوية , وبالتحديد اذا كان ( شيعياً ) سينزلق عن قيم العلم والمعرفة والحكمة والعدل لأمير المؤمنين علي ( ع ) الى هوة الثعلبية واللااخلاقية لمعاوية , لهذا ـــ ودون ان اتنافق على نفسي ـــ ارفض الدين السياسي واشكك في نزاهته , كما ليس لدي موقف مسبق من رجل القومية اذا مارس السياسة , فقط عليه ان يدرك , اذا ما خرج عن داخله الوطني , سيصبح شوفيني عنصري مدمر , لهذا ارفض القومية السياسية عقيدة وتنظيم وممارسة من خارج داخلها الوطني , من يريد التدخل في السياسة , رجل دين او قومية , عليه ان يكون وطنياً قبل كل شيء والا لا نفع ولا ايمان له .
2 ـــ رجل الدين ( المرجع ) يجب ان يكون له انتمائه الوطني , فلا ايمان بغير ذلك , كينونة اجتماعية ترافق المرء منذ طفولته , تشكل شخصيته مهما كان دينه او قوميته , فالمرجع العراقي مثلاً , لا يمكن له ان يكون خارج هموم وطنه وشعبه , ومن حقه ان يتفاعل مع احداثهما , ويتدخل وطنياً ويضحي , لكن ليس من حقه او واجبه التدخل في شؤون الغير , ايران مثلاً او باكستان , وهذا ينطبق على رجل الدين ـــ غير العراقي ـــ الا يتدخل في الشأن العراقي, ما هو على الأرض شأن وطني وماهو في السماء يمكن ان يكون مشتركاً بينهما , لا يصح لرجل الدين ان يتمدد سياسياً خارج بيوت العبادة , والأكتفاء بعلاقات روحية واخلاقية وقيمية مع خارجه , المجتمعات خليط حضاري يجمع داخله سلمياً , مختلف الأديان والقوميات والطوائف والمذاهب والمعتقدات , ان التدخل في خصوصيات البشر والتأثيرات الضاغطة على موروثاتها الروحية والمعنوية , هو شكل من اشكال الألغاء الطائفي الشوفيني , لا يقبله اللـه , ذات الأمر يتعلق برجل القومية , الا يكون دموياً مع مجتمعه ومصدر للعداوان والتدخلات في شؤون مجتمعات من خارجه , حيث الحروب والويلات .
3 ـــ المثقف السياسي : من يطلق على نفسه, الكاتب والباحث والمحلل ــ والمفكر احياناً ـــ , قد لا يفهم نفسه , لكنه بسهولة يقنعها , نرجسية تمنع عليه رؤية الآخر , يطالب الواقع ان ينحني له وليس العكس , اسراب انتهازية وصولية وعضية وجاهلة احياناً , مزقوا كيان الثقافة العراقية , واقتسموا الرأي العام , منهم اسراب خليجية , او سرب متأمرك , وآخر لا يفكر الا في معدته حول سفرة السلطان , لو ناقشت احدهم دهراً , سوف لن تقنعه بأحترام الحق او رؤية الوجه الأخر للحقيقة , مقتنعاً , ان ناطحات السحاب الخليجية اعلى شأناً من المنجزات الحضارية للعقل العراقي , من تلك الناطحات , يتسرب الكسل والملل وخراب الروح والمعنى وتخرج البهائم الأنتحارية , ومن اكواخ الجنوب والوسط , تخرج المعارف والفنون والأداب والفلكلور الخالد , ما تحتاجه فقط , بحبوحة متواضعة من الأمن والحرية والعيش الكريم , تكفيهم ليشرقوا من داخلهم على شعوب المنطقة امن وسلام وازدهار حضاري , بعضهم ( المستثقفين ) يعتقد , ان حاضر العراق ومستقبل اجياله , يجب ان يستحضر عبر وصفة جاهزة معلبة تتكرم بها سيدة الحرائق الكونية ( امريكا ) , او يمكن العثور عليهما في قعر تاريخ المتبقي من ( سكراب ) الأنظمة الشمولية , اغلبهم يجهل او يتجاهل الشخصية العراقية وجوهرها الوطني ورفضها التاريخي والقيمي للأستعمار والأحتلال والأحلاف والقواعد العسكرية ولكل اشكال المظالم, انهم ( العراقيون ) اصحاب كرامة وعزة نفس يرفضون ان يروا احذية الغرباء تسحق مقدس ترابهم , وهم اول من اكتشف المفهوم الوطني للأنسان, بعض المستثقفون , من السذاجة والتغابي , يتجاهلون الأمر , ويحاولون القفز على الخطوط الحمراء حتى ولو وقعوا في دائرة الشك , لهذا افضل ان اكون امياً نافعاً على ان اكون مستثقفاً مدمر .
4 ـــ شخصياً لا انتمي او انحاز الى اي حزب ديني او قومي ولا حتى ( تقدمي متعلمن !! ) تركه جزر الأنحرافات والهزائم متيبساً على شوطيء الترقب السلبي , لا اميل الى المواقف المسبقة , احاول التزام الحياد والموضوعية والأنصاف ازاء الجميع , لكن من حقي ان اضع الجميع على محك الوطنية العراقية , احاول ما استطعت , ان اكون قريباً من المصالح العليا في التوحد والأزدهار للأمة العراقية , اعيد تهذيب مواقفي وصياغتها على اساس صدق الأنتماء والولاء للأرض والأنسان , ربما انجح قليلاً او افشل قليلاً , لكنني احاول ان اكون ايجابياً تجاه وطني واهلي , وهذا اضعف الأيمان , احترم وابارك التحولات والمتغيرات الأيجابية التي يفرضها الحراك المجتمعي على الواقع العراقي والتفاعل معها , انضم الى القلة التي تحاول ان تحرر عقولنا من جيوب السلاطين .
يعيش العراقيون الآن تحت تأثر الصفقة القاضية , خاصة بعد الأنزال الداعشي في اربيل واحتلال الموصل واجزاء من تكريت وديالى وسامراء ومحاولة محاصرة بغداد في 10 / 06 / 2014 , الى جانب الزحف الكردي لأقتطاع كركوك وسهل نينوى واراض عراقية افترض التنازع عليها , لا حدود لمساحاتها الا في مخيلة الجنرال المستوحد .
الصفقة القاضية اثثت للعراق حاضر بائس ومستقبل مجهول , عبر حكومة تنازلات مقلقة , رئيس وزرائها متأرجح لا يزن لأكثر من ( 5000 ) الاف صوت انتخابي ورئيس جمهورية لا يحترم وظيفته وقسمه كرئيس للعراق , بقدر ما هو وكيل ورجل صفقات التمدد المغولي بأتجاه ثروات الجنوب العراقي ورئيس مجلس نواب , نتركه ” بلا تعليق ” .
( انه الآن موسم الصمت المرجعي , وقد حان حصادنا ( موتنا ) في مناجل دواعش الردة للأشقاء والشركاء ) .
*[email protected]