22 ديسمبر، 2024 7:45 م

دعونا من البكاء من يتحمل المسؤولية ؟

دعونا من البكاء من يتحمل المسؤولية ؟

ما ان تتعالى صيحات التظاهر والانتفاضة ضد الاداء الحكومي الفاشل ومطالبتها بالاصلاح او التغيير حتى تعود داعش للواجهة مرة أخرى وكأنما يراد اسكات الانتفاضة بحجة تكريس كل الجهود من اجل محاربة داعش وبالتالي تجري محاولة لقمع الانتفاضة او اسكات الاصوات المطالبة بالتغيير .
منذ اعلان النصر وتحرير الاراضي المحتلة من قبل تنظيم داعش كانت كل المؤشرات توحي ان الجيش العراقي والقوات الساندة له من الحشد الشعبي وقوات البيشمركة والحشد العشائري ، قد احكموا سيطرتهم على كامل تراب الوطن حيث بدأت مرحلة الاعمار ماعدا ظهور جيوب لداعش هنا وهناك ، هل كان نصراً مزيفاً ؟هل داعش قوة احتياطية تستعمل عند الحاجة ؟!

إلا ان الهجوم الاخير على صلاح الدين وسامراء يعكس لنا صورة مغايرة ويعيدنا الى مرحلة تذكرنا بضعف الجيش وقلة الاسناد وغياب الجهد الاستخباراتي والامني وغياب الرصد والدعم الجوي ، هنا من حقنا ان نتسائل ماهي الاسباب الحقيقية وراء كل هذا ؟
لابد وان نفكك ماحصل على كل جبهة ، كركوك لماذا تدهور الوضع الامني فيها ومن يمسك بالملف الامني وهل الصراع مابين الحشد الشعبي وقوات البيشمركة هو السبب بما يحصل بمحافظة كركوك ؟
على جبهة صلاح الدين ، هل غياب القوات الامريكية بقاعدة عين الاسد هو السبب بتدهور الوضع الامني ؟ حيث جرت مواجهات عنيفة ضد عصابات داعش في منطقتي بلد ومكيشيفة جنوب تكريت ضمن قاطع عمليات صلاح الدين ، ومازالت التعرضات مستمرة في تل الذهب ويثرب ومطيبيجة والدور .
في جبهة سامراء تواصل (جحافل القوات الامنية بكل صنوفها الجيش والداخلية والحشد الشعبي وسرايا السلام ) استبسالها في التصدي لداعش .
نفهم من كل ماجرى ان القوات الامنية بحالة دفاع وليست بحالة هجوم وهذا الامر غريب ولاينسجم مع ماكان يروج له ان داعش اندحرت وان حواضنها اندثرت ، ثمة خطأ ما او ثمة جريمة تترتكب ضد ابناؤنا في القوات الامنية وتحديدا بهذا الوقت بالذات ، تخيلوا نحن الان بحالة دفاع ؟!!!
من يتحمل مسؤولية هذا التدهور الامني ومن المسؤول عن الدماءالزكية التي سفكت ، حيث اعداد الشهداء تعدى ٥٠ شهيد ماعدا الجرحى ، لابد من مراجعة حقيقية ومحاسبة المقصرين ، لاتسترخصوا دماء ابنائنا ولاتهدروا اموالنا ولاتتحججوا بغياب الحكومة ، فهناك من افتى بالغياب الطوعي .
لاتظنوا ان ظهور داعش مرة اخرى يثني المتظاهرين عن المطالبة بحقوقهم لا بل ان ظهور داعش اليوم هو دليل أخر لفشلكم ودليل جريمة ترتكب بحق شعبنا ودليل عدم قدرتكم على قيادة شعب العراق لبر الامان .