على الرغم من الصعوبات التي تنطوي عليها عملية التغطية الاعلامية في جبهات القتال ضد قوى الارهاب متمثلة بداعش فما زال الصحفيون العراقيون بما عرف عنهم من بطولة واقدام سباقين في تغطيتهم للاحداث رغم ما يتعرضون له من مخاطر .. هذه الصعوبات كانت محور النقاش الذي تم في مقر نقابة الصحفيين العراقيين بين الوفد الاممي الذي يمثل الاتحاد الدولي للصحفيين برئاسة الامين العام للاتحاد انتوني بلاغبيه وجمع من رؤساء المؤسسات الصحفية العراقية .. وقال الامين العام للاتحاد الدولي ان الصحفيين يواجهون حملة مستمرة لعرقلة عملهم ومنعهم من نقل الصورة الحقيقية من ميدان المعركة او كشف حالات الفساد الاداري والمالي وهذا ينطبق ليس على العراق فحسب بل على جميع مناطق العالم التي تشهد اضطرابات ويضطر الصحفيون لتغطيتها .. فبحسب الاحصائيات الرسمية التي تم رصدها من قبل الاتحاد الدولي للصجفيين يوجد بحدود ثلاثة الاف صحفي في العالم قتلوا خلال الخمسة والعشرون عاما الاخيرة لا لشيء الا لانهم استماتوا في ممارسة عملهم ورفضوا الخروج من مناطق النزاعات مفضلين نقل حقيقة مايجري الى العالم ومن بين الدول الاكثر خطورة على الصحفيين العراق .. وقد حدد نقيب الصحفيين العراقيين عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي مؤيد اللامي المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون العراقيون وقال ان النقابة سجلت مقتل اكثر من اربعمائة صحفي اضافة الى مئات الجرحى مما يشكل رقما صعبا لكن النقابة ووفق امكانياتها المتاحة عملت وبشكل فاعل على ايجاد بيئة اكثر امنا للصحفيين من خلال فتح دورات وورش عمل تسهم في توفير الحماية لهم اضافة الى الضغط على الجهات الحكومية المختصة لتوفير بيئة امنة لهم .
ورغم حجم الماساة التي تحدث عنها نقيب الصحفيين مؤيد اللامي الا ان واقع الحال يؤشر ان النقابة استطاعت خلال الفترة الماضية من تحقيق مكاسب لعوائل الصحفيين الشهداء من خلال حث الهيئة الوطنية للتقاعد لصرف رواتب شهرية مجزية لتلك العوائل اضافة الى شمولها بتوزيع الاراضي السكنية لتوفير سكن ملائم لهم يحمي هذه الاسر ويؤمن مستقبلها .. كما ان النقابة تسعى حاليا الى حث مجلس النواب العراقي للمصادقة على مشروع قانون تقاعد الصحفيين الذي اعدته النقابة وسيسهم في حال المصادقة عليه من توفير دخل ثابت للصحفي المتقاعد يؤمن حياته وحياة اسرته بعد ان افنى ربيع عمره في خدمة المهنة .. ولم ياتِ اعداد مسودة هذا المشروع عفويا بل جاء في ضوء دراسة مستفيضة شارك فيها خبراء في القانون من خلال ندوة عقدتها النقابة بحضور رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب .. ومن الملفت ان هذا الانجاز الذي حققته النقابة لايقارن بما كان يتقاضاه الصحفي العراقي المتقاعد من ناحية الامتيازات المالية خلال العقود الماضية حيث كان الصحفي يتقاضى راتبا شهريا من صندوق تقاعد الصحفيين لايتجاوز ال 500 دينار اكرر500 دينار وليس 500 الف وهو مبلغ لايسد شراء علبة سكائر وقد طرحت النقابة هذا الموضوع امام عدد كبير من المسؤولين العراقيين الذين ابدوا استغرابهم من حجم هذا المبلغ لكنهم مع الاسف الشديد لم يحركوا ساكنا لانصاف هؤلاء الصحفيين وغالبيتهم من كبار السن الغير قادرين على العمل وقد كان هؤلاء الصحفيون المتقاعدون رغم قلة عددهم الشغل الشاغل لاعضاء مجلس النقابة لايجاد ما يمكن ايجادة من وسيلة لانصاف رواد المهنة من الماساة التي لحقت بهم جراء هذا الاجحاف في احتساب مبلغ التقاعد وهو استحقاق قانوني تقره كل القوانين الدولية .. كما تسعى النقابة حاليا وبالتنسيق مع الاتحاد الدولي الى ايجاد الية لوضع ضوابط قانونية لحماية الصحفيين المتعاقدين مع المؤسسات الاعلامية وبما يؤمن عدم تعرضهم للفصل التعسفي الذي يؤثر على وضعهم المادي اضافة الى تنظيم ورش عمل لتدرييب الصحفيين على استخدام التقنيات الحديثة في داخل العراق وخارجه ويقول نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي ان ان النقابة ستضع برنامجا لتدريب التدريسيين العراقيين العاملين في الجامعات العراقية خارج العراق للاطلاع على مستوى التقدم الحاصل في الدول المتقدمة في مجال استخدام التقنيات الاعلامية ليكونوا نواة متميزة في تدريب الطلبة العراقيين بعد عودتهم من خارج البلاد
وفي سعيه هذا يعبر اللامي الذي يحظى باحترام وتقدير الصحفيين العرب والاجانب يعبر عن روح مترعة بحب اعضاء اسرته الصحفية الذين طالما كانوا محور همه وهي التفاتة لاتقدر بثمن لانها دعوة جاءت من اجل انصاف شريحة الصحفيين وهو بعمله هذا يعكس تجذره في واحة العراق ويعكس حرصه على توثيق علاقته وفق منظور انساني نبيل مهما قرب اي صحفي او بعد عنه فهو نقيب لكل العراقيين بكل اطيافهم وقومياتهم