ليست المرة الأولى و لن تكون الأخيرة تلك التي يوفر بها مقتدى الصدر غطاءا شرعيا لحماية الفاسدين فبالأمس القريب كان هو الجهة التي أمالت الكفة لصالح اختيار المالكي في حكومة 2005 و رغم جرائم المالكي و منها على وجه الخصوص بحق أتباع مقتدى إلا انه و من خلال كتلته السياسية في البرلمان عاد و أعطى الشرعية لولاية ثانية للمالكي في حكومة 2009 بعد أن كان هناك شبه إجماع سياسي على رفض توليه الولاية الثانية و في هاتين الحكومتين كان له أربعين نائبا و خمس وزراء ناهيك عن ممثليه في الحكومات المحلية للمحافظات مما يعني انه شريك فاعل و رئيسي في الحكومة بشقيها التشريعي و التنفيذي في المركز و المحافظات و جزء من منظومة الفساد الحكومية التي قرر الشارع العراقي الخروج ضدها في تظاهرات 25 فبراير 2011 ليعود مقتدى مرة أخرى و يعطي مهلة الستة أشهر لحكومة المالكي التي هو جزء منها ليجهض بذلك جهود الشارع العراقي و يخمد تظاهراته مشتركا بذلك مع كل المرجعيات الدينية الشيعية التي أفتت أو وجهت بعنوان النصح لمنع التظاهرات و في مقدمتها السيستاني . اليوم و بعد أن خرج الشارع العراقي منتفضا ضد حكومة الفساد التي يعتبر مقتدى و تياره جزء منها و انتشر و اتسع تأثير تظاهرات الشارع العراقي كما و نوعا و هدفا و بفترة قياسية أثبتت رفض الشارع العراقي لأحزاب و تيارات الإسلام السياسي و الذي يعتبر مقتدى و تياره جزءا منه و ذلك من خلال ترديد الجماهير لشعارات ((باسم الدين باكونه الحراميه )) …((نعم للدولة المدنية …. كلا للدولة الدينية)) بل انتقل خطاب الجماهير إلى تشخيص مشكلة كبيرة و أساسية في مأساة الشارع العراقي و هو الدور السلبي لإيران راعية و حاضنة و موجهة تيارات الإسلام السياسي و منها تيار مقتدى و ذلك من خلال ترديد المتظاهرين في اغلب محافظات العراق في الوسط و الجنوب الشيعي لشعار ((إيران بره بره …. بغداد تبقى حره …. كربله تبقى حره …. النجف تبقى حره )) و كذلك إحراق صور خميني و خامنئي في ساحة التحرير و باقي المحافظات و الذي اثبت صحوة و وعي الشارع العراقي من خلال انتقاله من مرحلة المطالبة بالخدمات إلى مرحلة المطالبة بالتغيير الجذري للمنظومة و العملية السياسية برمتها ذلك الأمر الذي دفع مقتدى و من خلال أتباعه لتكرار دوره المرسوم له بتقويض جهد الشارع العراقي و ذلك من خلال دعوة أتباعه للاشتراك بتظاهرة اسماها مليونية في الجمعة القادمة و هو بذلك يؤكد ما ذكرناه فهو يثبت أن أتباعه إلى ألان لم يشاركوا العراقيين في تظاهراتهم المستمرة منذ ثلاثة أشهر بل إنهم منتظرين لتوجيهه بعيدا عن واقع العراق مما يثبت أن أتباعه انسلخوا من وطنيتهم و استقلاليتهم للتفاعل مع واقعهم ليصبحوا أدوات يحركها ريموت مقتدى كذلك فان توجيهه لإتباعه يعني دخول خط سياسي يعتبر جزء من العملية السياسية الفاشلة و الحكومة الفاسدة منذ عام 2005 على خط التظاهرات و التي هي لحد ألان تظاهرات عراقية عفوية و ليست حزبيه الأمر الذي يؤكد أن دور مقتدى و تياره هو دور تخريبي و مجهض لجهود الشارع العراقي و على العراقيين و تحديدا المتظاهرين و الناشطين في التظاهرات و منظمات المجتمع المدني الانتباه و رفض مشاركة تيار مقتدى في تلك التظاهرات و بتلك الطريقة التوجيهية و الانتباه إلى أن قيمة التظاهرات ليست بأعداد المشتركين بها كي لا يبرروا الحاجة إلى أتباع مقتدى من الناحية العددية بل إن قيمتها باستقلاليتها و ثباتها على مبادئها و شعاراتها التي تسير عليها منذ انطلاقها و أن من كان جزء من السلطة الفاسدة التي انتفض الشارع ضدها لا يمكن أن يكون جزء من حركة الإصلاح الجماهيرية .