17 نوفمبر، 2024 9:59 م
Search
Close this search box.

دعوة للحوار ام لشيء اخر ؟

دعوة للحوار ام لشيء اخر ؟

تناقت الاخبار استعداد هيئة كبار علماء الوهابية في السعودية للحوار مع عقلاء الشيعة ….. هكذا الخبر , وهو ربما ياتي في سياق حوار الاديان , الخبر حظي بتعليقات واسعة ومختلفة على تويتر والفيس بوك من قبل مواطنين سعوديين وخليجيين , بعضهم رحب بالخطوة وبعض اعتبرها غير مفيدة في ظل انقسامات عميقة بين الطرفين ,
الخطوة غير مسبوقة من الهيئة المعروفة بتشددها الوهابي وفتاوى علمائها التي تكفر الشيعة وتضعهم في مصاف اليهود , بل اخس منزلة , قرأنا عن هكذا حوارات على مستويات فردية كالتي حصلت بين الامام شرف الدين الموسوي وشيخ الازهر سليم البشري وكذلك على مستوى مؤسسات كما حصل في انشاء دار التقريب اواسط القرن الماضي ابان مرجعية السيد البروجردي , وهي ايضا بين علماء من الشيعة وعلماء من الازهر .
هكذا حوارات طبيعية مع الازهر لانه معروف باعتداله وان جنح مؤخرا بفعل التاثير السعودي الى بعض المواقف المتطرفة , لكن ان تاتي الدعوة الى الحوار من متشددي الوهابية واتباع ابن تيمية ومع علماء الشيعة , فذلك ما يحتاج الى وقفة مراجعة وتامل . هل ادرك شيوخ الوهابية انه ليس باستطاعتهم في ظل تطور الاتصالات وانفتاح العالم تطويق الشيعة ومنع تاثير التشيع في العالم , وهذا التاثير والتمدد اصبح حقيقة ظاهرة خصوصا في بلدان وسط وشمالي افريقيا ؟ , التساؤل الاخر : هل وراء هذه الدعوة ضغوط سياسية من قوى دولية او من حكومات خليجية ؟
كل شيء وارد ولا يمكن استبعاده , ولكن تبقى ملاحظة حول لغة الدعوة الوهابية للحوار , وهي ان الحوار مع عقلاء الشيعة , ما هو المقصود بعقلاء الشيعة ومن هم نصف العقلاء او المجانين ؟ .
نحن لانعلن شيئا جديدا اذا قلنا ان في الشيعة اليوم من يدعوا الى التشدد مع الاخر , ويرى اي حوار او لقاء معه خيانة لمباديء التشيع , بل جعل الولاء والبراءة يدوران مدار لعن رموز الاخرين , فاذا كان مقصود دعوة علماء الوهابية ابعاد هؤلاء من طاولة الحوار لانه سيكون غير منتج , فهي دعوة يمكن فهمها وتقديرها بقدرها , اما اذا كان المقصود بالعقلاء هم اولئك الذين ترى الوهابية بالامكان التاثير عليهم بسهولة ويسر وتقديمهم بانهم مرجعيات شيعية واظهارهم بمظهر المغلوب في الحوار , فهذه مكيدة ينبغي الوقوف عندها والحذر منها جدا , ان التشيع هو مذهب الحوار مع الجميع ولا عقدة لديه ازاء اية قضية , فليس هناك من حاور الخوارج على شدتهم وظلاميتهم كما حاورهم امام التشيع علي (ع) , واذا كانت هيئة علماء السعودية جادة باطلاق هكذا حوار مع الشيعة , فان للشيعة مرجعيات معروفة تحظى باحترام وتقدير الملايين في النجف الاشرف وفي قم المقدسة , والطريق الى
هذه المرجعيات سالك لاعوج فيه . وحسبنا كتاب الله تعالى ” واتو البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون ” . 

أحدث المقالات