23 ديسمبر، 2024 7:25 م

دعوة للتمرّد والثورة

دعوة للتمرّد والثورة

في يوم 28 يوليو وقبل اليوم الفاصل في تأريخ مصر , كانت هنالك مقابلة خاصة مع محمود بدر المنسق العام لحركة تمرّد المصرية , حيث قال إنّ يوم 30 يوليو سيكون يوما فاصلا في تأريخ مصر , وعزا ظهور الحركة قائلا (( لأنه لم يتحقق أي هدف من اهداف الثورة , تمرّد لأنّ النظام الحالي هو نفس النظام السابق الذي ثار الشعب ضده فلا يوجد أي فرق بينهما , تمرّد لأنه لم يحدث أي نغيير في المستوى السياسي ولا الاقتصادي ولا الاجتماعي , تمرّد لأنّ السلطة الموجودة تتعامل مع الشعب باعتباره ملكية خاصة لها أو ورثته من النظام السابق , تفعل فيه ما تريد وليس من حق الشعب أن يعترض , وتابع قائلا كل الأسباب الطبيعية تقود إلى التمرد )) .
سنة واحدة فقط أعطتها مصر وشعبها الثائر للأخوان من أجل تحقيق الأهداف التي ثاروا من أجلها في 25 يناير عام 2011 للإطاحة بنظام مبارك , وعندما فشل الأخوان في تحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية , تمرّد الشعب وهبّ منتفضا مرة أخرة ليطيح بالجهل والفساد وليعزف أروع سمفونية للتصحيح في تأريخ الثورات الشعبية .
وفي العراق عشر سنوات مرّت ولا زال الشعب العراقي يحكم من خلال عملية سياسية فاشلة وأحزاب سياسية هي الأفسد في تاريخ العراق السياسي المعاصر , فالعملية السياسية التي فرضتها هذه الأحزاب الفاسدة قد جلبت الدمار للشعب من خلال نظام المحاصصات الطائفية والقومية البغيض الذي فرّق الشعب إلى عرب وأكراد وتركمان وشيعة وسنّة ليذبح بعضهم البعض الآخر .
فإذا كان الشعب المصري قد منح حكامه سنة واحدة وأزاحهم , فكم يحتاج الشعب العراقي ليزيح حكامه الفاسدون ؟ أو ليس الأولى بالشعب العراقي أن يتمرد و ينتفض ليطيح بهؤلاء الحكّام الفسقة والفجرة ويزيحهم هم وأحزابهم الفاسدة عن الحكم ؟ , فقادة الأخوان في مصر لم يلحقوا ليسرقوا ثروة الشعب المصري كما سرقت أحزاب الإسلام السياسي ثروة الشعب العراقي , وعندما بدأ الأخوان في مصر بالعزف على الوتر الطائفي والتحريض على القتل الطائفي , هبّ الشعب المصري برمته للتصدي لهذا التحريض الطائفي الذي توّج بقتل رئيس الطائفة الشيعية في مصر حسن شحاته ورفاقه , وفي العراق من يقود الفتنة الطائفية والقتل الطائفي هي الأحزاب الحاكمة وقادتها الطائفيون , وفي مصر لم يتهم أحد من قادة الأخوان بالقتل والإرهاب , بينما من يخطط ويقود الإرهاب في العراق هم القادة السياسيون , فكم من وزير ونائب في البرلمان متهم بهذا الإرهاب والقتل ؟ .
فالدعوة للتمرد والثورة هي دعوة لكل عراقي غيور وشجاع يرفض الفساد والطائفية ويرفض هذه العملية السياسية الفاشلة ودستورها الكسيح المليئ بالألغام , ويرفض تقسيم العراق إلى دويلات طائفية وقومية , ويرفض الإسلام السياسي وأحزابه الفاسدة , ويرفض الجهل والخرافة , ويرفض الفوضى والإرهاب , فأحزاب الإسلام السياسي قد بانت عورتها وسقطت مدّعياتها في تحقيق العدل والإنصاف والمساواة بين الناس .
والشعب العراقي يهيب بشبابه الساعي للخلاص أن يتمرّد ويثور على هذا الوضع المأساوي ويدعو لحركة تمرّد عراقية تقود الغضب العراقي وتطيح بهذا النظام الفاسد , وتصحح المسارات المنحرفة التي جائت بها أحزاب البلاء الإسلامي , فشباب العراق ليسوا أقل وعيا واستعدادا من أجل التمرد والثورة , تمرّدوا عليهم يا شباب العراق وأزيحوا هذا الظلام والجهل والفساد والفوضى , وإياكم أن يخدعوكم بشعاراتهم الدينية الكاذبة مرة اخرى .