18 ديسمبر، 2024 11:22 م

دعوة للإنتماء للوطن!!

دعوة للإنتماء للوطن!!

تقف كل الحروف حزينة حائرة وهي تستجمع قواها لتكون كلمات وجمل تعبر عن مأساة شعب أصيل وأمة عريقة عن شعب الإيمان والحكمة، شعب تقاذفته الأمواج من كل حدب وصوب!.
يصيبني الذهول من هول ما نفثته و لازالت بعض الأقلام المأجورة المضللة من جمل وعبارات تحمل في طياتها أكواماً من الأحقاد والكراهية الدفينة، تطل من مخابئها لإشعال جذوة الصراع بين أبناء الوطن الواحد وتظهر مخالبها الملوثة لتمزيق النسيج الإجتماعي لأبنائه الذي طالما تعايش في سلام وإخاء سنين طويلة ..
للأسف سيظل الحاقدون وأصحاب النفوس البائسة إعادة انتاج أحقادهم إلى أن يقضي الله حكمه، فعلى هذا كانت نشأتهم في بيئتهم المعتلة نفسيا، فان لم يكونوا كذلك، فأي مآرب اخرى يرجوها هولاء من وراء استماتتهم في نشر هذه المشاعر البغيضة بين اليمنيين.
العتب هنا على العقلاء و الحكماء و المفكرين و المثقفين من أصحاب الضمائر الحية، أين دورهم في خارطة هذه المأساة؟ لماذا لا ترتفع أصواتهم عالياً، وصوت الحق لا ُيغلب ولا ينكسر؟.
الحكمة مطلوبة والاعتدال مطلوب والإخلاص للوطن مطلوب لنشر المحبة والسلام والوئام. لماذا لا تُدق أجراس الخطر ومواجهة الأصوات الضالة، الساعية إلى تمزيق ممنهج للنسيج الإجتماعي وتفتيت علاقات المحبة والإخاء بين أبناء الشعب اليمني الواحد؟ لماذا لا تجرم وتحرم علنا تلك الدعاوي الشاذة عن مجتمعنا وبيئتنا؟ فلا قحطاني ولا عدناني فكل يمني مسلم وكفى. ما جدوى نثر بذور الضغائن وقطع أوآصر المودة والإخاء وتأصيل الفرقة بين الأخوة اليمنيين!! و لمصلحة من تُمزق هذه الروابط داخل المجتمع اليمني وبإصرار .. ألا يتقون الله في هذا الوطن المتشظي إلى أشلاء، ويتقون الله في شعبهم واجياله المتعاقبة!! كيف يكون حالها وتعايشها في ظل أجواء التناحر المحموم وقد تمزقت الأوآصر واستوحشت المشاعر، وعلت طبول ورايات الاحتراب وتأليب بعضهم على بعض ؟؟!
راجعوا انفسكم واعلموا جميعاً أنها حرب عبثية، الجميع فيها مهزوم، والنتائج خاسرة وكارثية.
فلتكف أبواق السوء عن إذكاء و تأجيج النعرات الطائفية والعنصرية في اليمن، وليعلن اليمنيون جميعاً وبصوت واحد رفضهم وإدانتهم وتصديهم لها.
لماذا نذهب بعيدا عن روح ومعاني ديننا الإسلامي الحنيف المعزز لمبدأ التعايش بين جميع الأطياف والمذاهب المختلفة، في إطار من العدل والمساواة ونبذ التمييز والعنصرية، ويدعو إلى التسامح والسلام والرحمة والتخلي عن التعصب أيّاً كان مقصده؟ ولنا في رسول الله أسوة حسنة، ننهل من نهجه ما يفيدنا في تأسيس مجتمع سوي مواصلا لنهج الإسلام والحضارة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ .
ما أحوجنا اليوم إلى مصالحة وطنية تجبر الانكسارات وتعالج الضرر وتسوية تاريخية تصحح المفاهيم، سبيلا إلى تعزيز أسس المواطنة وتعلي مبدأ الحقوق والواجبات المتساوية.
الا يستحق منا هذا الوطن السعي و النضال و مواصلة الدعوة دون كلل لنعيش تحت سقف وطنٍ خالٍ من المرض و ننعم بالتعايش والسلام والوئام !!

* باحثة في الشؤون السياسية والإجتماعية