23 ديسمبر، 2024 11:38 ص

دعوة لكتابة تاريخ العراق الراهن

دعوة لكتابة تاريخ العراق الراهن

العراق، ومن خلال تركيبته الديمغرافية والاجتماعية والسياسية، مرّ، وعقب حقب تاريخية طويلة، بمفترق طرق، وازمات متكرر، اطاحت بكيانه ووجدانه، وتلاعبت في منظومته السكانية، بسبب أنه متعدد الاديان والفرق والمذاهب الدينية، والأيديولوجية، والتوجهات السياسية التي بنيت على مقاس هذه الانتماءات.
وفي كل مرة، يكبو العراق ثم ينهض من كبوته معافى، وقد مرّ تحت انواع متعددة من الساسة والحكام، وفي كل فترة تتغير امور وتتبدل قضايا، وتأتي اتجاهات سياسية تغير من وضعه السياسي، لكنه يظل محافظ على كيانه العام.
وبعد الاحتلال الامريكي البغيض عام2003 تغير وضع العراق العام، 360 درجة الى الوراء، وكبا هذه المرة كبوة لم يستطع النهوض منها ابداً؛ تحت حكم اطلق عليه المحتل بالنظام الديمقراطي، زورا وكذبا، حيث جاؤوا بمجموعة من المرتزقة من الشخصيات المنحلة الهاربة من وجه العدالة، ومطلوبة للدولة بقضايا جنائية واخلاقية، حيث فرت من وجه العدالة واتخذت المهجر موطنا لها، فتلقفتها هناك الايادي الخبيثة وعملت منها شخصيات كارتونية هزيلة ارادت منها ضرب العراق ومن ثم تدميره وحل نسيجه الاجتماعي والثقافي والسكاني، بغرض تحقيق اهداف سياسية كبيرة.
وهو فعلا ما جرى بعد دخول القوات المحتلة للعراق، فقد حلوا الجيش العراقي الذي كانت المنطقة تضرب به المثل من ناحية قوته العسكرية وثباته في سوح الوغى وتاريخه المشرّف في هذا الاطار. وكان الهدف من وراء حله هو لكي يسهل الامر للأيادي الخبيثة من تدمير بنيته التحتية وسواها، فلا هناك من يقف حيلولة بينهم وبين ما هم يريدون القيام به، من أوامر خارجية أملت عليهم شروطها قبل القيام باحتلال العراق بفترة طويلة، وقد رسمت تلك الخطوط العريضة لذلك، في مؤتمرين سيئان الصيت هما: مؤتمر لندن ومؤتمر اربيل، وفي هذين المؤتمرين اعدت الطبخة بالكامل واصبحت جاهزة للتناول، والشخصيات التي كانت حاضرة في المؤتمرين هي معلومة للقاصي والداني، وهي من استلمت الحكم بالكامل، حتى عاثت الفساد والسرقات للأموال العامة ومونت بها احزابها الطائفية.
وفي هذا المقال ندعو كافة الباحثين والمؤرخين والكتاب، دعوة صادقة، الى كتابة وارشفة هذه الحقبة المظلمة من تاريخ العراق السياسي الراهن، لكي تكون هذه المدونة شاهد عيان على ما جرى بالعراق من وضع مزري لا يحسد عليه، ولتصبح أيضاً مرآة ساطعة للأجيال القادمة من التي لم تشهد الحدث الرهيب، وخوفاً من أن تُزوّر الحقائق وتسوّف الامور لصالح العملاء ارضاءً للاحتلال، وحتى تطلع تلك الاجيال على حجم الظلم الذي مرّ على العراق، ونوع المأساة التي ذاقها الشعب العراقي، تحت ظل حكام فاسدين مفسدين كان هدفهم السامي ارضاء المحتل اولاً، وكسب وتكديس اموال حرام اخذت عنوة من مستحقات الشعب ثانياً، بينما يعيش معظم ابناء الشعب تحت خط الفقر، وهناك مليارات الدولارات تذهب الى جيوب هؤلاء اللصوص والخونة الذين خانوا تراب هذا الوطن العزيز، وباعوا انفسهم بثمن بخس.
نريد تعرية هؤلاء الخونة وفضحهم امام الاجيال القادمة، حتى يكونوا على بينة، ومن ثم كيف سيتعاملون مع من وقف بجانب هؤلاء، من الذين صفقوا لهم وطبلوا واعانوهم على تحقيق مآربهم، وما عملوه بحق العراق والشعب العراقي.
وللمقال بقية سننشرها في وقت لاحق…