23 ديسمبر، 2024 5:04 ص

دعوة لفسح المجال لسياسيين جدد

دعوة لفسح المجال لسياسيين جدد

قد يعتقد البعض أن هذه الدعوة غريبة  ، لأنها ربما تتناقض مع الطموح الشخصي ومع أعراف العملية السياسية ، التي تتيح للسياسيين المشاركة في المنافسة الانتخابية  أو طلب المناصب السياسية المرة تل والأخرى ، فلا الديمقراطية ولا الدستور ولا القوانين النافذة تمنع تكرار المشاركة السياسية لأكثر من مرة ، وهذا الأمر مطبق ومعمول به في مختلف الأنظمة الغربية .
وبالتالي قد يبدو غريبا أن ندعو الى التخلي عن حق دستوري وديمقراطي إلا أن يكون هناك مبررات لذلك ، لا سيما وأن المعادلة السياسية لا تسير بالشكل الموزون الذي تتطلبه الديمقراطية ، وهي تعيش في ضل أختلالات مزمنة سببها التناشز بين أقطاب الواقع السياسي .
  أن المبررات التي تدعونا إلى طرح هذه الدعوة تنطلق من هزال الثقافة الديمقراطية في وسطنا الاجتماعي ، وغياب التعاطي الايجابي مع الممارسة الديمقراطية ، واعتلال مجتمعنا المسكون باشتباكات دينية وعرقية وطائفية وعنصرية ، تضعنا أمام واقع هجين تختلط فيه الأوهام بالمخاوف والآمال بالأفكار المتخلفة ، الامر الذي يلقي بضلاله على المشهد السياسي ويجعله أكثر هشاشة وأرتباكا   .
أن مشاركة الوجوه القديمة في المنافسة السياسية سوف يجعل العملية السياسية تعيش في دوامة التكرار ، حيث الأحزاب والشخصيات والكتل نفسها ، فلا أفكار ولا دماء جديدة يمكن أن تضفي على الحراك السياسي قدر من التنوع ، وتمنحه مرونة التواصل مع شتى الاتجاهات السياسية .
فإنسحاب الوجوه القديمة وفسح المجال لوجوه الجديدة ، سوف يمنح العملية السياسية روحا وثابة قادرة على التواصل مع متغيرات العصر ، ويمنح الديمقراطية الوليدة القدرة على الاستمرار والتواصل .
أن قيمة الديمقراطية في ما تحققه من تغيير وما تفرزه من تطوير في واقعنا وحياتنا ، فقد أخذت الوجوه القديمة فرصتها كاملة وآن أوان أختبار وجوها جديدة ، وليكن أختيارنا على أساس الكفاءة لا على أساس العواطف التي لا تقدم ولا تأخر ، فبين الربح والخسارة قد لا يكون سوى صوت واحد  .
[email protected]