18 ديسمبر، 2024 6:20 م

دعوة لعرض فيلم براءة المسلمين

دعوة لعرض فيلم براءة المسلمين

أدعو كافة القنوات العراقية الداعمة للعراق الجديد أن تقوم بعرض ماسميّ بالفيلم المسيء ” براءة المسلمين ” الذي إعترض عليه الكثير من الدواعش في أغلب الدول الداعشية وخصوصا في ليبيا حيث راح ضحية ذلك العرض الكثير من الشخصيات الإنسانية المتواجدة في سفارات الدول المحترمة كذلك قتلوا  السفير الأميركي في ليبيا وتم التمثيل في جثته  من قبل دعاة الإنسانية والذين يمانعون العرض الشيق لذلك الفيلم الذي أظهر الواقع كما هو إستنادا الى الأحاديث والروايات الإسلامية المباركة التي يتفاخر بها كبار الدعاة وتدرس تلك الروايات والأحاديث في كبريات الجامعات الإسلامية دون تحفظ بل تعتبر تلك الأحاديث مادة دسمة للتقرب من أعلى المستويات في تلك الدول ؛ هؤلاء الذين يدرسون تلك المفاهيم يحظون بإهتمام واسع النطاق
ولله الحمد لم تذهب دماء الأبرياء بلا عقاب الهي في الدنيا وفي الآخرة ؛ لم يتأخر الله الذي نعرفه عن معاقبة قتلة الفكر والسينما والذين مثلوا  براءة المسلمين ؛ بفضله تعالى بات براءة المسلمين يعرض بصورة مباشرة داخل المجتمعات الإسلامية ولايكاد يخلو إي شارع من شوارع المسلمين من دون أن تعرض فيه لقطات حية ومباشرة من ذلك الفيلم
كان المعترضون يعترضون  على بعض المشاهد الدموية التي صورها الفيلم ! وهاهم دعاة الإسلام يظهرون للعالم بالصوت والصورة بعض المشاهد الحية التي لاتقبل الشك بأن الفاعلين ينطلقون من نفس المنطلقات التي إستند عليها الفيلم بل إن الفيلم لم يتجرأ على تمثيل تلك المشاهد الحالية مراعاة لذائقة المشاهد وعدم رغبة الكثير من القائمين على الفيلم في إنتهاك حقوق الإنسان حتى لوكانت في التمثيل فقط
اليوم وبفضل المسلمين الحاليين باتت شرعية الإسلام ورسوله  على المحك وبات الكثير من المسلمين يعيدون النظر في التعاليم التي تربوا عليها نتيجة للفهم المغلوط والذي توارثوه عن الآباء والأجداد ؛ شيئا فشيئا بات النفور من الإسلام سمة من سمات عشاق الحياة وعشاق الإنسانية
كيف تقنع من يريد أن يعتنق الإسلام في هذه الأيام ؟ هل تقل له إن أمته خير أمه أخرجت للناس ؟وها هو العالم يشاهد هذه الأمة التي لم ير فيها الا مشاهد الذبح والتهجير والإنحطاط القيمي والأخلاقي
كيف نقنع أنفسنا بأن المسلمين ممكن العيش معهم ؟  وهاهي داعش تنقل لنا الصور الحية عن طريقة تعاملها مع المسيحيين في الموصل
كذلك يعترض المعترضون على الفيلم على طريقة ذكر الجزية التي كان المسلمون يأخذونها من غير المسلمين ! وها هو  الله يكشف لنا كيف تجمع الجزية والغنائم من المسيحيين وظاهرة إنتشار حرف النون على بيوت المسيحيين والصور تملأ الدنيا وبإمكان الجميع العودة الى مشاهدتها
لايمكن أن يتبرأ المسلمون من تلك المفاهيم الدموية عن طريق إستخدام نفس الأساليب الدموية لمعاقبة الآخر والتنكيل به ؛ لقد كان بإمكان المسلمين أن يعرضوا بعض المشاهد الإنسانية في تاريخ الإسلام  للمشاهد المخالف لهم إن وجدت ؛ لكن عشقهم المستمر لإراقة الدماء وسل السيوف هو الطريق الوحيد الذي يعرفونه ولم يترددوا عن القيام به وكل المحاولات الرامية لأنسنتهم تدور في دوامة مفرغة غير منتجة لن تجد نفعا على الإطلاق مع شخصيات إعتادت على كسب الغنائم عن طريق تلك المفاهيم الدموية
الحديث هنا لايمكن أن ينطبق على الشعوب أو المجموعات المتطرفة كما يبرر البعض فتلك المفاهيم أصبحت دساتير للدول الإسلامية وهي تحكم بموجبها وكل المواطنين الذين لايؤمنون  بتلك المفاهيم يتعرضون الى أبشع الإنتهاكات ولاننسَ ذلك الشاب الذي غرد في موقع تويتر ببعض الكلمات كيف تعرض الى حملة تشويه ولا أعرف بالضبط ماهو مصيره ؛ والأقليات في أفضل حالها تكون من الدرجات الهامشية في قائمة دعاة تلك المفاهيم
لاننس أيضا ذلك الشاب  المصري الذي إتهم بالتبشير للمسيحية ولم تقف حتى عائلته الى جانبه بل قالت لقد غرر به من قبل  أصدقاء السوء وهناك العديد من العوائل التي تتحدث عن رفضها لأولادهم الذين ينحرفون عن التعاليم الصحيحة من وجهة نظرهم
إن الحكومات الإسلامية لم تختلف كثيرا عن ممارسات داعش الحالية وإن رفضتها في الإعلام لكنها في السر وفي العلن أحيانا تقوم بنفس تلك الأفعال ولم ننس الحملة الإيمانية التي قام بها نظام صدام حسين حيث أجبر النساء على إرتداء اللباس الإسلامي وقام أحد الوزراء في حكومته بتمزيق ” تنورة ” بعض العراقيات المدنيات أمام  أنظار المارة تنفيذا للحملة الإيمانية في ذلك الوقت
كذلك الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق الجديد فهي لم تكن أفضل حالا من سابقاتها ولم ننس ايضا التضييق على محال بيع الخمور وتحطيم بعض اللوحات الفنية من على جدران كليات ومعاهد الفنون الجميلة والحملات المستمرة على إغلاق النوادي الإجتماعية في بغداد إضافة الى الحملات الحالية لقتل النساء كما حدث في زيونة ؛ كذلك الحملات السابقة لمنع غير المحجبات من دخول مدينة الكاظمية
من هذا نستنتج إن ممارسات الدول التي تسير على الروايات الإسلامية المشكوك بمصداقيتها لاتختلف عن  ممارسات داعش الحالية ؛ وإن كانت قنواتنا الإعلامية جادة في محاربة فكر داعش فما عليها الا القيام بعرض فيلم براءة المسلمين لترسل رسالة  للعالم مفادها إن العراقيين فعلا يدينون ماتفعله داعش بالمسيحيين .