تزداد الممارسات في التعبير عن العزاء للإمام الحسين (ع) كل عام في العراق ، وبطبيعة الحال لا يمكن لنا ان نعتبر كل هذه الممارسات هي ( شعائر الله ) لأنها ببساطه أمور من ابتكاراتنا وليس بالضرورة ان تكون مطابقة واحكام الله نعم قد يسمح بها الشارع ولكن لا يمكن ان تعتبر شعيرة إسلامية والمخالف لها ضال مضل !
ان الكثير من طقوسنا الدينية في هذه الأيام مما لا أصل لها في الشرع ولا تقبلها الفطرة ، ولا العقل السليم ، ومنها ماهو محرم لمخالفته القواعد الأساسية للشريعة . ومنها ما يجلب السخرية للدين والمذهب ، ومنها ماهو بعيد عن روح الاسلام وسماحته ، ومنها ما يجلب الضرر للنفس وللآخرين ، ومنها ما يشوه ويحرف اهداف النهضة المباركة لسيد الشهداء (ع) فالثورة الحسينية هي ثورة ضد الواقع السياسي الفاسد وثورة تصحيحية للمفاهيم السائدة في المجتمع الإسلامي … فعلينا ان نعرض شعائرنا على القران الكريم والسنة الصحيحة للنبي (ص) وأهل بيته (ع) ، وان نكون زينا لهم لا شينا عليهم ..
وشعائر الله عنوان عام يدخل فيه كل عمل صالح ينمي حالة ( التقوى ) في روح المجتمع الإسلامي كما قال تعالى : { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحج32 وما يهمنا هنا بعض الطقوس التي اخذت حيزا كبير في وسط المجتمع الشيعي على حساب شعائر إسلامية أصيلة ومنها على سبيل الحصر :
1. ظاهرة التطبير في اليوم العاشر من محرم
2. ظاهرة ضرب الجسد بالسلاسل وإدمائه.
3. ما يعرف بركضة طويريج
4. استخدام الابواق والدمامات في العزاء
5. وضع الطين على الرأس والجسد
6. انشاء مواكب في الاماكن العامة وسد طرق المارة
7. ابراز تماثيل ملطخة بالدماء والباسها ثياب ممزقة لتشبيهها بالائمة (ع) .
8. اشعال النيران والمشاعل في الاماكن المقدسة.
9. اللطم المبرح على الصدور والرأس.
وغيرها من الممارسات التي تنسب الى الشعائر الحسينية ، وبعيدا عن موضوع الحرمة او الجواز لان ذلك امرا متروكاً للفقهاء وكما هو معلوم فقد اختلفوا فيه اشد الاختلاف كعادتهم فقال بعضهم بالحرمة كالمرحوم السيد محسن الامين والسيد ابو الحسن الاصفهاني والسيد فضل الله وجمله من الفقهاء وصل عددهم الى المائة او من قال بالجواز  كالشيخ النائيني والشيخ البلاغي والشيرازي واخرون ايضا وصل عددهم المائة او اكثر ..
لا اريد ان ادخل في الجانب الفقهي لاني لست فقيه ، وحتى لو كنت فقيه لقيل هذا رأيك وهنالك اراء اخرى مخالفة لك وعليك احترامها !
اريد فقط ان اذكر الصالحين ان الشعائر الحسينية ممكن ان تكون بشكل أخر أكثر تحضرا من تلك الممارسات القديمة واكثر اصالة منها ومن امثلة هذه الشعائر المقترحة:
1. عقد جلسات واسعة في جميع المساجد والحسينيات ودور العلم والمراكز الثقافية على شكل ندوات او حوارات مفتوحة حول القضية الحسينية او جلسات مصغرة في البيوت للاستفادة من الدروس الحسينية فالامام الصادق (ع) يقول : ( اني احب تلك المجالس ).
2. إجراء مسابقات عامة مثلا أفضل قصة قصيرة عن واقعة الطف ورجالاتها الابطال. او افضل قصيدة حسينية ( قريض او شعبي ) في الحسين (ع) او طرح أسئلة فكرية وثقافية عن القضية الحسينية وتخصيص جائزة للفائزين الاوائل .
3. اعداد أفلام او مسلسلات او مسرحيات عن الإمام الحسين (ع) واهل بيته و أصحابة الاطهار.
4. انشاء معارض صور او لوحات فنية  تجسد القضية الحسينية .
5. اقامة مهرجان عالمي يدعى إليه مختلف الشخصيات العالمية والعربية والاسلامية للمشاركة فيه ومن مختلف دول العالم، وتخصيص يوم محدد لذلك.
6. تسمية كل الأطفال الذين يولدون في العشرة الأولى من محرم بالحسين (ع) وتخصيص مبالغ مالية لمن يسمي مولودة بهذا الاسم المبارك .
7. توزيع الطعام والشراب على الفقراء من المسلمين وإهداء ثواب هذا العمل إلى أبي عبد الله الحسين (ع) ( فالصدقة تطفئ غضب الرب )
8. قراءة ختمه كاملة للقران وإهداء ثوابها إلى الإمام الحسين (ع) فالقران نزل بحزن وأيام عاشوراء أيام حزن ، وكان الاصحاب (ره) لهم دوي كدوي النحل لكثرة قرأتهم للقران في ليلة العاشر من محرم.
9. قراءة زيارة الحسين (ع) الواردة في كتب الزيارات ، والتأمل في مضامينها ولاسيما زيارة وارث .
10. قراءة بعض الأدعية الواردة  في كتب الأدعية بصورة جماعية فالدعاء سلاح الأنبياء (ع) والإمام الحسين (ع) طوال مسيرته الإلهية لم يترك هذه الشعيرة.
11. إقامة مأتم العزاء الواعية واستضافة بعض رجال العلم والدين وقراء التراتيل الحسينية الهادفة.
12. استذكار بعض قصص الأنبياء واخذ العبر منها فالحسين (ع) وارثهم كما جاء في زيارة وارث ألمعروفة.
13. قراءة كتب السير والتاريخ الخاصة بالإمام الحسين (ع) ، للاطلاع على السيرة الناصعة للامام الحسين (ع) من مصادرها الاصلية وليس من قراء التعزية (الروزخونية) .
14. نشر الافكار والمقالات والبحوث الحسينية على شكل كتب او كراريس او في مواقع الانترنيت او في الصحف والمجلات و رفع الشعارات الاسلامية الواعية في الاماكن المقدسة والاماكن العامة وكل منطقة حسب مستواها الثقافي .
15. تشكيل لجان من اهل العلم والفضيلة للدعوة الى الاسلام العظيم بأسم الحسين (ع) .
16. اقامة الحملات الإيمانية باسم الحسين (ع) مثل حملات لدعم الايتام ومساعدة المحتاجين وتنظيف الاماكن العامة والتبرع بالدم وزيارة وتكريم اسر الشهداء والجرحى وغيرها .
17. مد جسور المودة والإخاء والتواصل مع اخواننا في الدين من ابناء المذاهب الاخرى او نظرائنا في الانسانية من الاقليات والكيانات الموجودة في أوطاننا لتعريفهم بعقائدنا وشعائرنا ودعوتهم لحضور مجالسنا الواعية لسد الابواب على الدخلاء الذين يؤججون الفتن بيننا بالتزوير والتشويه والتدليس وقلب الحقائق….
18. دعم منظمات الممانعة للاستعمار كونها على خطئ الحسين (ع) بالمال او المساعدات الأخرى ولو بالدعاء لهم بالنصرة وذلك اضعف الإيمان .
19. الخروج بمظاهرات واسعة للمطالبة بالإصلاح السياسي والاجتماعي ورفع شعارات مطالبة بحقوق المظلومين والقصاص من المفسدين ورفع شعارات الحسين (ع) الخالدة المطالبة بالإصلاح والأمر بالمعروف .
ونكتفي بهذه النقاط وهنالك العديد من الأفكار والابتكارات يمكن ان تطرح بعيدا عن الضجيج الخالي من أي فائدة تذكر الذي يمارسه أكثر أبناء المذهب بدعوى الحزن والأسى على ابي عبد الله الحسين (ع)..  والحمد لله رب العالمين.