تكادُ تتّفق معظم الآراء والرؤى سواءً بالإجماع او بالتزكية , أن لولا زيارة بابا الفاتيكان الى العراق , وما حظي به من مراسم استقبالٍ وتوديعٍ بروتوكولية من الدرجة الأولى او الممتازة , وما رافقها من تفاصيلٍ جذّابة وخلاّبة مّما عكسته وسائل الإعلام العالمية , فلولا ذلك لَما تَمّتْ دعوة شيخ الأزهر لزيارة العراق , ولماذا لم يجرِ توجيه الدعوة قبل زيارة فضيلة السيد فرنسيس .!؟ , علماً أنّ رئيس البرلمان محمد الحلبوسي هو الذي قام بتوجيه الدعوة .
لا يوجد دليلٌ لغاية الآن أنّ شيخ الأزهر سيزور ” الزقّورة ” في مدينة اور التأريخية , ولا يتوفّر دليلٌ آخرٌ أنّ الشيخ الأزهري سوف يطلب مقابلة سماحة السيد السيستاني , كما من غير المعروف ما هي ماهيّة الزيارة وما هو برنامج وتفاصيل زيارته , هل سيسافر الى الإقليم ايضاً , وهل سوف توضع تحت تصرّفه الطائرات المروحية والأخرى ذوات الأجنحة الثابتة اثناء تنقلاته المفترضة .! , وفي الحقيقة فهنالك شكوك كبرى – Extra Large بأن يحظى فضيلة شيخ الأزهر بما حظيَ به بابا الفاتيكان من حفاوةٍ قلبيةٍ – جماهيرية ورسمية , ودونما انتقاصٍ من مكانة الشيخ ومنزلته الدينية العاليا .
نُنَوّه وربما نجدد التنويه الى ما هو مُنَوّه اصلاً < حيث قد لا يعلم البعض من الأجيال الحديثة > بأنّ منصب شيخ الأزهر او مشيخة الأزهر , فإنّما يتمّ بقرارٍ من رئيس الجمهورية في مصر , وهو اجراءٌ تقليدي , بينما وبتنويهٍ اوسع قليلاً جداً , بأنّ المنصب الأرفع والأعلى دينياً ” وفق الحسابات الموضوعية وحتى السياسية ! ” فهو منصب رئيس دار الإفتاء المصرية , حيثُ ومنذ سنة 2013 وللمرة الأولى تجري عملية انتخاب منصب مفتي الجمهورية في مصر , وتتولّى القيام بعملية الأنتخابات هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف .
ربما ابتعدنا هنا عن روح الموضوع بغية زيادةٍ في الإيضاح ذات العلاقة بهذا الموضوع او المقال .
إذن وبالمقابل , فما هي الفائدة العملية لدعوة الشيخ الأزهري لزيارة بغداد , وفي ظلّ ظروفٍ سياسيةٍ داخليةٍ ” اولاً ” قد تتصدرها التظاهرات الإحتجاجية < ومن المعيب القول بأنتشارها المتصاعد في المحافظات الشيعية > وامتداداتها الفكرية والعاطفية والنفسية في عموم مناطق العراق , ولم تصل الى مرحلة التشظّي بعد لكنها في مرحلة التفاعل الذي يدنو من حافات الفوران .! , كما لا من ضرورةٍ في الإسترسال عن الظرف الأقليمي – الدولي الذي يحيط العراق من كلّ زاوية .! , وبالتالي لا فائدة عملية ذات ايّ تأثيرٍ وانعكاساتٍ على المجتمع العراقي ولا الى مراكز القوى السياسية وفصائلها وتنظيماتها وبأيّ تسميات كانت لهذه الزيارة المفترضة .!
ربما الدعوة الموجّهة لشيخ الأزهر قد لا تحدث او قد ترفضها القيادة المصرية , والعكس ممكن ايضا , لكنها ايضا لن تُقدّم ولن تؤخّر , وما سببها سوى السيد الحلبوسي , وماذا قد يهدف من وراء دعوته .! وحتى لا تنطبق عليها مقولة < المعنى في قلب الشاعر > فهذه الدعوة اضعف من ذلك .! وبكثير …