7 أبريل، 2024 7:19 م
Search
Close this search box.

دعوة دول المنطقة لتغيير نهجها وإلا فالقادم اسوء

Facebook
Twitter
LinkedIn

إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ
فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ
كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍعظيمِ *1
الظاهرة الاستعمارية في العالم لها اسبابها ودوافعها واهدافها والعامل الرئيس والاساس هو العامل الاقتصادي . السيطرة والاستحواذ على خيرات اليلدان والسيطرة على اسواقها وناتجه منع وتأخير تطورها , وهذا مفهوم ومعروف منذ زمن قديم , الدول القوية تحاول استغلال قوتها في هذا الموضوع ولها اساليبها المتعددة والمختلفة التي تسند جانب القوة مثل تجنيد وزرع والاتفاق مع حكام او مراكز قوى كأن تكون فردية او عائلية او عشائرية وتسهيل وتمكين نفوذها على قطاع اجتماعي معيّن داخل دولة او قيادة الدولة نفسها . والكل يعرف المبدأ الاستعماري ” فرّق تسد ” وغالباً ما تكون هذه الأتفاقات تصب في مصلحة الدول المستعمرة . و على حساب مصلحة الشعوب واستقلالها وحرياتها , عموماً هذا الحال موجود ويعملون به أي دول الاستعمار في منطقتنا بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص منذ الحرب العالمية الأولى ونتاجها , بالمقابل هناك حركات وتيارات سياسية تكوّنت نتيجة هذه الظاهرة ” الاستعمارية ” تناقضها في الأهداف والتفاصيل رافضة اساليبها , مثل التيارات والحركات الوطنية و القومية والدينية كلها تعتمد على هدف مركزي اساسي ” محاربة الاستعمار والمستعمرين ” وبالنتيجة تدخل في صراع مع الأنظمة والرموز التي خلقها وتعاون معها الاستعمار ومع المستعمر بشكل مباشر , مما شكل حالة من الصعوبة في نضال هذه التيارات التي تجنح نحو استقلال شعوبها وبلدانها ودولها { نستثني من ذلك التيارات والحركات التي تخلقها وتنميها وتفعّلها وتطرحها مخابرات الدول الاستعمارية للتمويه والخداع وخلط الاوراق والخنادق } . المنطقة العربية تعتبر مركز رئيسي للصراع الأستعماري التاريخي والحاضر , القديم بكل اشكاله ومصادره والحالي بشكله المعروف المُعاش بقيادة الأمبريالية الأميركية . من البديهي والمعروف ان المستعمر ” ليس له صديق دائم بل مصلحة دائمة ” . 
مرتكزات الدول الاستعمارية الحالية أميركا وشركائها بريطانيا وفرنسا وروسيا, هي كل من ” اسرائيل وَنُظم مجلس التعاون الخليجي و ايران وتركيا ومن يواليهم ويسير بركابهم ” ولو نتطلّع الى تاريخ تكوين قيادات هذه الدول يسهل علينا الكثير من فهم ما يجري من صراع في منطقتنا ” الشرق اوسطية ” ومركزها المهم الدول العربية والدول المحيطة بها مثل ايران وتركيا واسرائيل . كل حكومات هذه الدول ” صَنَعت أُسسها ورسمت خرائط هياكلها ” الدول الاستعمارية , من يخالف نصوص وتفاصيل اتفاقيات هذه الدول مع مؤسسيها وصانعيها يعرض نفسه وكيانه للخطر والمجازفة التي غالباً ما تنتهي بألأطاحة به , مثل ما جرى مع بعض ” المحاولين ” في دول المنطقة وعلى عموم مساحتها الجغرافية كثورة ” مصدّق ” في ايران الشاهنشاهية ومحاولات الخروج عن مسار السكة الاستعمارية وتكرارها في كل من مصر وسوريا والعراق والجزائر وليبيا وتونس وغيرها من دول المنطقة , بالرغم من عدم وضوح رؤية هذه الحركات ونضوج واكتمال ايديولو جياتها وسلامة اساليبها ومقدرتها على الحفاض على مسارها وأمكانية الاستقرار عليه . عموماً هذا الكلام يجعلنا نفكر بوضع المنطقة الحالي ونتسائل مع انفسنا , من هو المستفيد من حالة الصراع السياسي والاقتصادي والعسكري والاعلامي والمذهبي ” ولا اقول الديني ” لأنهم كلهم يدّعون اتخاذهم الاسلام كدين . الصراع بين كل من تركيا ومصر والسعودية وايران وسوريا والعراق وليبيا بين بعضهم , هناك حالة من الصراع والتناقض بين هذه الاطراف في المجالات التي ذكرناها مختلفين في تأثيرها وحجمها وشكلها .بالرغم أن سياسة وثقافة وشعارات حكومات هذه الدول المعلنة تتفق على معاداة الدول المهيمنة على مقدرات المنطقة التي تتواجد فيها هذه الدول { أميركا وحلفائها التقليدين والحاليين} وتدعوا وتطالب بما أغتصب من اراضيها واقتصادها واستقلالها وحرياتها . السؤال المهم والفاضح ” لماذا لا تتفق هذه الدول على مناهجها المتشابهة ” التي تتظاهر بها امام شعوبها والعالم . تتفق في المجالات الاساسية السياسية والاقتصادية والاعلامية وحتى العسكرية والمجالات الاخرى ونبذ الخلاف الفكري والعقائدي والمذهبي وعدم التدخل في شؤون بعضهم , ويحددون الدول التي يصفونها بالمعتدية المتفقة فيما بينها ويقاطعونها مثل اميركا واسرائيل وبريطانيا وفرنسا وروسيا . ويسعون بالعمل على بناء حالة التكامل الاقتصادي والتجاري والصناعي والزراعي والسياحي وتوحيد مواقفهم السياسيىة تجاه دول العالم وبالتالي يكوّنون لهم شأنهم وقوتهم ومركزيتهم التي يحسب لها بين دول العالم ويحافظون في هذا الاحراء على عروشهم وديمومتها واستقلال دولهم وسلامة وأمان ورفاهية شعوبهم بدل حالة الصراع فيما بينهم . لتبادر هذه الدول الى هذا الموضوع ومن ينكره ويعارضه يكون بالنتيجة فاضحاً لنفسه أمام شعبه والعالم . لتعلن هذه الدول عن نفسها ونهجها وتدعوا الآخرين الى تطبيقه , وإلا فالحال سيبقى على ماهو عليه خسائر كبيرة وهدر عالي في الأموال والأرواح والممتلكات وعلى كافة المجالات مع عدم ضمان استقرار واستمرار نفوذهم وبقائهم في مراكزهم السلطوية التي يسودها القلق والمصير المجهول الغير مظمون والغير معلوم . ندعوهم لأعادة النظر فيما هم عليه وكسر حاجز الخوف والتردد وعدم الثقة والاتكال على الله أولاً ثم شعوبهم وسوف يربحون الكثير .
*1 ـ  الشعر للشاعر المتنبي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب