حينما يكون الشعب معك فالدنيا لا تقدر عليك، وفي معركة التظاهرات السلمية يجب معرفة العدو من الصديق، فسياسة إتفاقات اللحظة الأخيرة تحت الطاولة جُربت، لكنها فشلت وبإمتياز، لأن الشباب فئة مليئة بالطاقة والإبداع، وتستطيع الحفر في الصخر، ووطننا مليء بالقصص الدامية المحزنة والموجعة منذ عقود خلت، ثم أن الأحداث تتوالد، والأزمات تنشطر أفقياً وعمودياً، لذا فالضمانة الحقيقية الفاعلة على الأرض، هي التي تكون صادرة من أهل هذه الأرض، أما المحتل فلا مكان له بيننا.
مَنْ يشارك سلمياً مطالباً بحقوقه، يعرف أنها ثورة فوق مقاييس الربح والخسارة، ونهضة تزودنا بطاقة لا تنضب من الشجاعة، والاستمرار بعملية الإصلاح، موضحاً أن الحرية المنضبطة، تمهد الطريق أمام الشعب، للوصول الى مبتغاه من أجل العدالة الشاملة ونيل الحقوق.
الذي يعيش في رحاب الحرية ينمو ويزدهر، وهو واثق بنفسه، عارفاً بأهدافه، قوي الإرادة، وبصير في مساراته وطريقه، ثم أن المشروع العراقي يكبر، ويُسقى بدماء أبنائه الطاهرة، وسيتحول الى شعلة حقيقية، تزيدنا قوة ورسوخاً، وثباتاً وإصراراً، وشموخاً وإقداماً على المواصلة.
أذن حان الوقت، والجمعة قادمة من أجل عراق بلا تشوهات الاحتلال، فالبلد للعراقيين فقط وها هي دعوة للتظاهر من أجل الوطن لا على الوطن، تحت راية العراق الغالية، من أجل إخراج المحتل بكل أنواعه، لا من أجل إعطائه فرصة للبقاء وحجة للتدخل في شؤوننا، وتذكروا أن المعادلات السياسية القديمة ولّت من دون رجعة، وان المعادلة السياسية الجديدة، تعتمد على إرادة الشعوب، وعلى المحتل الرحيل بعدته وعدده، فالعراق لا يسعهم أبداً.