9 أبريل، 2024 12:33 م
Search
Close this search box.

دعوة الى المرجعية الدينية في النجف الاشرف ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يخفى على احد موقف المرجعية الدينية المتمثلة بسماحة السيد علي السستاني خلال السنوات العشر السابقة من سير الاحداث في العراق بعد احتلال الولايات المتحدة في العام 2003 وسقوط نظام صدام حسين وهي وقوفها على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية والاحزاب الدينية التي تصدرت المشهد السياسي منذ تشكيل مجلس الحكم وليومنا هذا .
الا ان هذه الاحزاب السياسية والدينية قفزت على اكتاف المرجعية الدينية واستغلت حب الشعب العراقي واحترامه لمرجعيته – التي عاشت عقوداً طويلة من العزلة بسبب سياسات انظمة الحكم المتعاقبة –  لتستلم دفة السلطة موحية للجمهور بانها مدعومة من المرجعية لتعيث في البلد خراباً وسرقة وفساداً .
اليوم وبعد ان وصل البلد الى مرحلة اصبح الانسان غير آمن على حياته وعائلته بعد ان طالت يد الارهاب كل شئ وبعد ان اصبحت الحكومة غير قادرة على قيادة هذا البلد وتفردها بالقرارات واصرارها على تكرار الاخطاء وبعد ان اصبح الفساد مستشرياً في كل مؤسسات الدولة والشعب منقسم على امره وطبول الفتنة تقرع في كل مكان لتغلب صوت الحكمة والعقل ، لذا اصبح لزاماً ان تاخذ المرجعية الدينية دورها الشرعي والاخلاقي وان تدعو الى مؤتمر في النجف الاشرف تدعو فيها كل القوى المؤثرة والفاعلة في المشهد العراقي وبرعاية المرجعية الدينية مع مراعاة ان لا يكون بوقاً لاحزاب السلطة ولا نقصد بذلك حزب الدعوة فقط بل جميع الشركاء الاساسيين في العملية السياسية منذ العام 2003 والذين يحاولون التنصل من مسؤوليتهم التاريخية التي يتحملون وزرها – وعلى رأسهم المجلس الاسلامي الاعلى وهو الشريك الرئيسي فيما آلت اليه اوضاع العراق اليوم حاله كحال الحزب الاسلامي العراقي وهو الوجه الآخر للعملة ذاتها – تكون اجندة المؤتمر مايلي  :
1-           تحريم الدم العراقي .
2-           اجراء مصالحة حقيقية بين كل الاطراف المتنازعة .
3-           الدعوة الى اطلاق السجناء والمعتقلين والمعتقلات فوراً ممن لم يدانو بقضايا قتل .
4-           الدعوة الى اجراء تعديلات دستورية تطرح للاستفتاء .
5-           اعادة النظر بقانون المساءلة والعدالة واحالته الى القضاء .
6-           الغاء جميع المظاهر المسلحة في جميع مناطق العراق .
7-           توحيد الخطاب الديني في كل منابر العراق .
8-           الامن مسؤولية الجميع واناطة الملف الامني الى متخصصين .
9-           الدعوة الى تشكيل حكومة تكنوقراط ذات توافق وطني تكون مسؤوليتها ادارة دفة المسؤولية خلال الفترة القادمة ولن يشارك اعضائها في الاستحقاق الانتخابي القادم .
ان تكرار السيناريو المصري في العراق غير ممكن من الناحية العملية وذلك لعدم وجود جيش وطني عراقي حيث مايوجد حالياً هو ميليشيات لا تحمل اي قيم وطنية او مهنية ، وبالتالي مايملكه العراقيين الآن هو فقط الثقل الروحي والمعنوي للحوزة العلمية المتمثلة بمرجعية السيد السيستاني لتصحيح المسار الذي اسهمت الادارة الامريكية بوضع قواعده الهشة .
ان هذا المؤتمر يتطلب اعداداً جيداً واتصالات مكثفة مع الاطراف المؤثرة في الساحة العراقية وبمجرد انعقاده وفي رعاية المرجعية الدينية سيسهم اسهاماً فاعلاً في بلورة موقف وطني موحد  خصوصاً في ظل الاستحقاقات الانتخابية القادمة والتي يخشى الشعب العراقي ان تكون القشة التي تقصم ظهر البعير .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب