9 أبريل، 2024 7:25 ص
Search
Close this search box.

دعوة الكاظمي للحوار الوطني .! .؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

 لا يمكن مَنْ بمقدوره الجرأة والصراحة للإعتراض ” أمام الأضواء وأمام الإعلام ” على ما دعا اليه رئيس الوزراء لهذا الحوار الوطني , ولا حتى على الحوار بحدّ ذاته .!

كان ردّ الناطق الرسمي بأسم رئيس الوزراء < د. حسن ناظم > على سؤالٍ لأحد الصحفيين في المؤتمر الصحفي ليوم امس , حول احتمال ما يمكن تسميته بأختلاف او عدم تجاوب بعض النخب السياسية لدعوة الكاظمي , فكان الرّد ضعيفاً : ” بأنّ الحوار الوطني لا يقتصر على النخب السياسية , وانما هو دعوة لحوارٍ شامل , اي بكلّ القوى التي لها علاقة بالأمر ” , ولم يكن الضعف في الإجابة فحسب , وانما في استخدام ذلك الصحفي السائل لعبارة ” النخب السياسية ” , وكان ينبغي القول او تسميتها ” بمراكز القوى او مركز الثقل ” في هذه العملية السياسية البائسة .

    مربط الفرس او جوهر الموضوع ولا نقول انها العقبة الكأداء , أنّ أشدّ الأحزاب والقوى السياسية التي تمتلك قوة عسكرية – ميليشية لا يتقاطعون بالمجمل مع السيد الكاظمي فحسب ويسعون ليس لإزاحته عن المشهد السياسي او الوزاري فحسب , بل لخلعه والإطاحة به .! , وقد تجسّدَ ذلك بشكلٍ اكثر من مجسّم في قيام بعض اركان قيادات تلك التنظيمات بإطلاق تصريحاتٍ وعباراتٍ حادّة للغاية بحقّ رئيس الوزراء , وبعض تلكم التصريحات كانت اقرب لتكون نابية .! وهذا مسجّل في الإعلام .. ويمكن القول وبأستقراءٍ مبكّر , أنْ لو فاز الكاظمي في الأنتخابات المقبلة ” حتى لو بأغلبيةٍ ساحقة ” , فلعلّها تغدو معركة المعارك .! سياسياً واعلامياً وعملياتياً , ولا يمكن التنبّؤ بما سيعقبها  في حينها او حتى فور وقوعها ربّما .!

وفي جانبٍ سايكولوجيٍ سابقٍ من خلفيات ذلك , فحين كان رئيس الوزراء يدعو قادة الأحزاب السياسية النافذة لإجتماعٍ طارئ لأمرٍ طارئ , فإنّ أثنين من تلك القيادات ” على الأقل ” لا يتحمّلون  ولا يستسيغون الذهاب الى مقر رئاسة الوزراء عند الكاظمي ! وكأنّ ذلك دون مستوى مقاماتهم , ولذلك كانت التسوية أن يجري اللقاء او الأجتماع في منزل حيدر العبادي – رئيس الوزراء السابق .!

   صعوبة الحوار الوطني او حتى اللا وطني المفترض مع امثال اولئك القادة , يكمن في اسبابٍ ومسبباتٍ لعلها نوعية قبل ان تضحى كمية , فمن جانبٍ ما فأنهم يعتبرون الكاظمي اقلّ شأناً ووزناً سياسياً منهم ” حسب رؤاهم ” , كما لأنه لا ينتمي الى حزبٍ او تيّار سياسي ” وحتى لا يمتلك ايّ قوة او فصيلٍ مسلّح ” وانه – الكاظمي يتفاخر بأستقلاليته السياسة , ثُمّ انّه مدعومٌ اوربياً وامريكياً وعربياً , وبشكلٍ خاص من التحالف الدولي لدعم العراق لمقاتلة داعش ومرادفاتها .! , لكنّ العنصر الستراتيج في عدم امكانية التحاور او الحوار المشترك مع هؤلاء السادة , هو وكما معروف لعدم انتماء وارتباط الكاظمي بأيران , و مهما حاول من اقامة توازناتٍ ما مع تلك الأحزاب او مع طهران , فأنّ مثل ذلك الحوار الوطني محكومٌ بأحكامٍ عدّة قبل أن يولد او ينزل .! والسيد الكاظمي يدرك ذلك مسبقاً ” وهو رئيس المخابرات سابقاً ” ولعلّه في دعوته لهذا الحوار الوطني يمهّد الأجواء مسبقاً لكشف وتعرية من يعارضون مبدأ الحوار وما يسفر عنه من نتائجٍ وطنية , وقد استثنينا وحيّدنا ” مؤقتاً ” دَور ثوّار تشرين وتأثيرهم في الأنتخابات المقبلة , وإنّ دور جماهير تشرين لا يحتاج الى حوارٍ اصلاً .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب