23 ديسمبر، 2024 6:27 ص

دعوة الشيخ الخزعلي ..لماذا الان وهل هي متأخرة ؟

دعوة الشيخ الخزعلي ..لماذا الان وهل هي متأخرة ؟

183 نائبا شيعيا ..وقوة جماهيرية ..ومرجعية رشيدة ..وقوة اقتصادية ..حشد شعبي عقائدي ..وأمان في المدن .. وشعارات اسلامية عقائدية ..
هذه بعض من المفردات التي يتمتع بها الشيعة اليوم وبوضوح ولا تحتاج الى اظهار لمعالم الصورة الكبيرة لوسط وجنوب العراق الذي يبدوا انه يجر جرا الى كسر تلك المفردات والعناصر من خلال عبث بعض الايدي الخارجية الاقليمية والبعيدة من جهة ومن ايدي داخلية عراقية وأخرى ايدي شيعية ليست مجهولة بل ومشخصة تحاول محو القوة لذالك المكون الذي يسميه البعض الاخ الاكبر لغاية ليست على الدوام سليمة السريرة والمعنى بل قاصدا منه شفط واضح وبهدوء لكل تلك القوة ومنذ اكثر من احد عشر عاما والحال يأخذ مناحي اخرى تبعده عن القوة الذي يتمتع بها بل بدأت تتسرب من بين
اصابعه كالرمل الناعم بحجج واهية مستوردة انطلت على قادة هذا المكون الذي بات اليوم يضحي بكل شيء من اجل لا شيء يضحي بثرواته وأبناءه ووحدته من اجل اخطاء يرتكبها الغير بحسابات مدروسة وممنهجة غايتها الاولى الوصول الى حال يبدأ ذالك المواطن الذي خول المائة وثلاث وثمانون نائبا للعمل نيابة عنه في البرلمان والحكومة وجعله يعيش حال بني الانسان متمتعا بثرواته وآمنا على ممتلكاته وأهله ومدنه لكن الذي يجري اليوم عكس ما يتمناه ذالك المواطن الذي حمل على عاتقه بندقيته وأخذ يقاتل بالنيابة عن هؤلاء المتسربلين القابعين في المناطق الخضراء
والفنادق ليعيد لوطنه رفعته وسموه ..
حتى اصبح من الواضح بمكان ان هذا العدد من البرلمانين الذين يزدادون عن نصف البرلمان ويستطيعون تمرير ما يريدوه بأريحية وبديمقراطية الاكثرية هم الحلقة الاضعف في ذالك الذي يسمى برلمانا ولم يعرفوا مدى قوة من يقف خلفهم ويسند ظهورهم فتشتتوا بعيدا وتناحروا وبانت عوراتهم على يدي اخوانهم فضاع خيرهم من بين ايديهم وخفتت قوتهم وهم يتهمون بعضهم البعض ,,البعض من تلك الكتل بدأت تجامل على حساب الوجود الشيعي والبعض من هؤلاء اصبح مدافعا شرسا لغير الحق وتقف عاجزا عن فهم هذه التصرفات مع العلم ان هؤلاء جميعا يقفون على ارض صلبة غير مهزوزة ولا متموجة
لكن كما يبدوا ان الاقدام الحاملة لتلك الاجساد هي التي فيها الخلل ليصبح المواطن اليوم وبعد كل هذه الفترة وهو يضحي بكل شيء يدب في تفكيره اليأس من اصلاح هؤلاء المسئولين الذين جاءوا الى مناصبهم بأصوات الفقراء اصحاب الثروة والإرث ووضعهم في المكان الذي ارد من خلاله ان يصلوا لمبتغاه لكن هؤلاء قد تصرفوا بخيانة الامانة وأبتعدوا عن الاهداف وسلموا كل شيء للخصوم فنرى المكونات الاخرى تتمتع بما جادت به ارض الفقراء وهم ينظرون لثرواتهم وقد سرقت وبمبررات واهية بأسماء لايمكن ان تكون الا باحثة عن مصالحها ومنها المكون الكردي الذي يأخذ كل شيء
ولا يعطي اي شيء وهو دائما يدعي الحق ونرى في الشمال الى اين وصل الرفاه والتقدم ونجاح التجربة الكردية وبأموال مدن الوسط والجنوب وهم اقوياء بوحدتهم عندما يكون الامر يعني ويخص الاقليم وضعفاء ومتناحرين بمكوناتهم في داخل الاقليم لكن في بغداد قوة قوية ولوبي يصنع المعجزات من اجل مكونه وهم يحاولن استغفال النائب الشيعي بشتى الطرق حتى لو كان ذالك بأستمالته مدحا ونفخا من اجل سلب مايريد وينادون يوميا بالانفصال وتقرير المصير وهم يتسيدون المناصب الكبيرة السيادية من المالية ورئاسة الاركان ورئيس الجمهورية ليصبح العراق بأيدي هؤلاء يقطرون
بقطارة المرضى ويمنعون عنه الخيرات ويساومونه على حقوقه اما المكون السني الذي هو برغم كل شيء اصبح يتمتع بأمتيازات لم يحلم بها يوما من المناصب الوزارية والسيادية ويبعثون للعراق وأهل العراق المؤامرات في الاجتماعات المشبوهة في دول الجوار الخبيثة وفنادق الخلمس نجوم ويتركون عصابات داعش تلعب بمدنهم الكرة ولا احد يستطيع ان يذهب الى واحدة من تلك المدن لكنهم اليوم حكام على الشيعة فقط ولا وجود لمدنهم المسيطر عليها من قبل تلك المنظمة الارهابية التي استحلت كل شيء ..
فرئيس البرلمان ووزير الكهرباء والدفاع والتربية وزراء ليس على مناطقهم المحتلة بل على المناطق الشيعية اي ان الحكومة الحالية حكومة على الشيعة فقط فلا رئيس الوزراء ولا نواب البرلمان ولا الجمهورية ولا وزرائهم يستطيعون ان يتحركوا بالاقليم الذي له حكومة وعاصمة ودستور وحدود وجيش عرمرم يبتلع كل شيء يقدم له ولا يشبع وترى هؤلاء الوزراء ينفذون اجنداتهم وتطلعاتهم القومية والمذهبية على رؤوس الشيعة فمن التعرفة الكمركية لوزارة المالية الكردية والى تسريح الضباط الكبار من الطيارين المخضرمين على يد الدفاع السنية الى تغيير المناهج التربوية
على يد وزارة التربية السنية والى تسعيرة الكهرباء على يد الكهرباء السنية ماهي الا مؤمرات واضحة التركيبة والمعالم ضد هذا المكون المشتت وما خفي كان اعظم ..
هذه الصورة المؤلمة الذي ينظر لها بعض القادة الشيعة على ارض الواقع وهم يتألمون اشد الما ويرون التناقضات المتجذرة في الجسد الشيعي لينبري الشيخ الخزعلي وبقوة الواثق من نفسه المتفهم لدقائق الامور الباحث عن الحق ويعلن مبادرته الذي نادى بها الى وحدة الصف الشيعي السياسي ونبذ الخلافات وجعل الفائدة الكاملة نصب الاعين والبدأ بصفحة جديدة غايتها ليست تهميش الغير بل يأخذ كل ذي حق حقه ,,صحيح ان الوقت الذي مر ليست بالقصير وأن المآسي التي مر بها هؤلاء الشيعة ليست قليلة لكن ان تأتي ولو متأخرا خيرا من ان لا تأتي ابدا فأصبحت تلك الدعوة ورقة عمل
لرسم الخارطة السياسية العراقية ثانية مع الاخذ بنصب العين الاهمية الاقتصادية وتوحيد الصف الشيعي ولم شتات متفرقية وتوحيد الرؤى والخروج دائما ببرامج تعطي للشيعة السبق المعلى في صناعة الحياة الحديثة في مدنهم ..
هذه الدعوة من الشيخ الخزعلي التي جائت في وقت اصبحت المعركة اشد ضراوة وقسوة وموجهة بصورة واضحة نحو ذالك المكون الكبير وتقودها امريكا ودول تريد ان ترى العراق مشتت ومقسم بكسر شوكة الشيعة اولا لاعتقادهم ان الشيعة فقط من يقفون ضد تلك البرامج والاستراتيجيات المشبوهة اي ان الشيخ الخزعلي وعى الدرس جيدا وبدا ردة الفعل في وقتها المناسب لأيقاف ذالك المد العنجهي ضد من يملك المال والرجال لكنه لا يملك القرار .

[email protected]