23 ديسمبر، 2024 12:08 ص

دعوة السيد الصدر: قريبة من السلطة، بعيدة عن الناس !!

دعوة السيد الصدر: قريبة من السلطة، بعيدة عن الناس !!

السيد الصدر يقول إن على الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الحالية تعليق كل الحوارات السياسية من أجل التحالفات وغيرها إلى حين إتمام تلبية مطالب المتظاهرين الحقة.
وهي دعوة صادقة-والله أعلم، لما يعرف عن السيد الصدر من حرص وتفانِ في الدفاع عن الناس ووقوفه مع حقوقهم. لكن الدعوة هذه تفتقر الى ثلاث معطيات واقعية، يا ليت السيد ينتبه اليها ويرعاها ويزج بكل ثقله السياسي، وليس الديني وراءها كما هو المعهود عنه.
أولاً، انتظار تحقيق طلبات المتظاهرين يعني ان الحكومة الجديدة لن تتشكل، لأن ما يطلبه المتظاهرون، مثل الكهرباء والخدمات والفساد او ما يسميه بعض المتظاهرين “وطن ، نريد وطن”، لا يمكن تلبيته في شهر أو اثنين ولا سنة أو سنتين فهي تراكمات سنين طويلة وتحتاج الى وقت طويل.
ثانياً، المتظاهرون ينطبق عليهم وصف الأيتام على مائدة اللئام، فهم بلا تنظيم حركي وبلا قيادة وبلا نصير من حزب او مرجعية دينية او عشائرية او حتى مجتمعية، ولهذا انفردت بهم الدولة ومزقتهم بسهولة وبدأ حماسهم في الأيام الثلاثة الأخيرة يفتر وهمتهم تتراجع. خلال كل هذه السنين، كان السيد الصدر وحده من يقوم بهذا الدور، ولا يزال وحده القادر على الإضطلاع به على احسن وجه. الشارع البغدادي شارع صدري بامتياز ونفخة من السيد تطير أضخم شارب في الحكومة.
3. الخوف ان السيد بدعوته هذه قد ابتعد عن الجماهير واقترب من السلطة التي يستعد للقيام بتشكيل حكومتها.
وإلا فإن الأولى اما ان يرمي السيد بثقله مع الشارع المنتفض لتحقيق هدفين: تلبية طلبات المتظاهرين والضغط من احل الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة التي يجب إماطة مهمتها به او بتياره الفائز في الإنتخابات، او يطلب منهم الصبر قليلا والإنتظار لحين تشكيل الحكومة مع وعود حاسمة بضمانات لإستجابة كل المطالب. فالحكومة الحالية وما قبلها هم السبب فيما آلت اليها الأمور والتعويل عليها لحل المشاكل لا يُرتجى منه اَي خير.
فاقد الشيء لا يعطيه .