مما لا شك فيه فان الدعوة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الاجتماع الافتراضي مع نظيره الامريكي جو بايدن الداعية إلى تطوير علاقات سلمية مستقرة بين بكين وواشنطن، باعتبارهما أكبر اقتصاديين في العالم تعتبر ركيزة من ركائز الاستقرار في العالم بل تكاد تكون الركيزة الاساسية لهذا الاستقرار الذي سيصب في مصلحة الجميع.
ومن يدقق بما قدمه الرئيس شي من مقترحات حول هذه الدعوة التي ركزت على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي ونشر السلام والفوز المشترك من خلال التعاون وكل طرف يهتم بشؤونه الداخلية ولا يعكسها على الاطراف الاخرى، فان هذه الأمور ستصب في مصلحة استقرار العالم وزيادة فرص التنمية وبالتالي سيكون الجميع رابحا ولا يوجد اي خاسر.
وبعكس ذلك فاذا اصرت واشنطن على اتباع سياستها الاستعلائية واثارة المشاكل وكيل التهم جزافا فان ذلك من شانه ان يوتر الوضع في جميع انحاء العالم، لان الصين في عام 2021 هي ليس الصين قبل عقود، فقد اصبحت قوة اقتصادية كبيرة ولديها علاقات متطورة مع اغلب دول العالم وتعمل من اجل شراكة مع الجميع ولا تبحث عن تحقيق مصالحها على حساب الاخرين، بالإضافة إلى تطورها في كل المجالات ومنها مجال الفضاء حيث تقوم حاليا ببناء محطة فضاء صينية خاصة بها وبجهود علمائها وباستخدام تكنولوجيا صينة متطورة.
ان دعوة الرئيس الصيني تمثل عين العقل وعين الصواب، وهي تأكيد لنهج الصين الثابت في اللجوء إلى الحوار والطرق السلمية والتعاون بدل التصادم وخلق المشاكل والتدخل في الشؤون الداخلية للأخرين.
هذه دعوة حكيمة ونابعة من حاجة العالم إلى السلام والامن والاستقرار والتعاون والتنمية وهي تحفظ حقوق الجميع وتحترم خصوصياتهم وشؤونهم الداخلية.
اعتقد ان التواصل بين بكين وواشنطن بصفتهما أكبر عملاقين في الاقتصاد العالمي سيقود إلى رخاء اقتصادي سينعكس على جميع انحاء العالم، فالتعاون والتفاهم وخفض التوتر هما الطريق السليم لتحقيق التنمية وهذه احدى النقاط التي تقوم عليها دعوة الرئيس شي لان استقرار العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم سيصب في مصلحة العالم وتوترها سينعكس بصورة سلبية على العالم ايضا.
ان دعوة الرئيس شي تعكس الدبلوماسية الراقية المبنية على اسس صحيحة التي تنتهجها الصين في التعامل مع الشأن الذي يهم العالم كون الصين اصبحت من ركائز استقرار العالم وهي لا تدخر جهدا الا بذلته من اجل تحقيق الاستقرار ونشر السلام والتعاون في عموم ارجاء العالم.
هذه الدعوة هي فرصة مناسبة جاءت في الوقت المناسب لكي يتعاون الجانبان فيما بينهما ويبتعدان عن التوترات والحروب التجارية وغيرها، وتعكس رغبة الصين الجادة في فتح صفحة جديدة للتعاون خدمة لمصالح شعوب العالم باسره وليس الشعبين الصيني والامريكي فقط.
على الامريكيين ان يدرسوا هذه الدعوة، التي تعكس اهتمام الصين باستقرار العالم، ويفكروا بها جيدا إذا كانوا يريدون فعلا تحقيق الاستقرار والسلام في العالم، وبعكسه فانهم يتحملون مسؤولية اي توتر او نكسة اقتصادية أو سياسية في العالم، فالصين فتحت ابوابها ودعتهم للتعاون.
الكرة الان بملعب الامريكيين وعليهم ان يحسنوا الاختيار، واعتقد جازما أن الاستجابة لدعوة الرئيس شي هي الطريق الصحيح لتحقيق الاستقرار ونشر السلام وتحقيق التنمية الاقتصادية ونشر المحبة والسلام فهي تؤكد على المشتركات وتعمل على حل المشاكل المختلف عليها.
ان اعلان الرئيس شي استعداد الصين للتعاون بصورة شاملة مع الولايات المتحدة لمعالجة جميع القضايا الاقليمية والدولية وادارة الخلافات بشكل صحيح لإعادة العلاقات الصينية الامريكية إلى مسارها الصحيح، لا تصب في مصلحة الجانبين فقط بل ستنعكس بصورة ايجابية على جميع دول وشعوب العالم.