في كل دول العالم العربي والإسلامي يقف رجال الدين إلى جانب القوات الأمنية في الدفاع عن المواطن من الاستهداف المسلح من الإرهاب ألا في العراق خطباء دين يحرضون الجيش لعصيان الأوامر ويمنعون الجيش من ملاحقة مثيري الفتنة الطائفية وأصحاب الفتاوى التحريضية والمسلحين الذين يقتلون الناس على الهوية والطائفة والمنطقة وهذا من الطبيعي لا يشمل كل الخطباء بل هم خطباء عراقيون من الطائفة السنية يدعون في صلوات الجمعة أفراد الجيش إلى عصيان أوامر قياداتهم في ملاحقة من يقوم باستهداف الحكومة لأنها على حد قولهم تابعة لإيران أو أنها صفوية ، فالبرعم من سيل الدم الجاري ومئات السيارات المفخخة والقتل الجماعي للسنة والشيعة في مدينة الصدر والاعظمية والكاظمية والبصرة والانبار وكربلاء والنجف وغيرها من محافظات العراق لازال البعض من الخطباء يقف مع تنظيم القاعدة والمخطط الإقليمي السعودي القطري التركي لتمزيق البلد لذلك هؤلاء ممن يسمون نفسهم فقهاء يعلنون ولائهم لهذا المخطط وينددون بحملة ثأر الشهداء التي تهدف إلى القضاء على الحواضن الإرهابية التي تمول وتدعم الإرهاب في مناطق محيط بغداد .
في الوقت كان يفترض على رجال الدين في بعض المناطق دعم الحكومة للقضاء على الإرهاب الذي يستهدف السنة والشيعة على السواء ، قام هؤلاء بدعم الإرهاب عن طريق الفتاوى التكفيرية ففي سامراء يتهم خطيب جمعة الاعتصام سمير فؤاد السامرائي الحكومة وقواتها الأمنية بممارسات إرهابية في مناطق محيط بغداد وقال أنها تستهدف أبناء السنة فيها بالقتل والتهجير والاعتقال ، فبدلاً من الحديث عن القتل الجماعي للعراقيين يدعوا هذا الخطيب أفراد الجيش إلى عدم المشاركة في هذه العمليات ورفض أوامر قياداتهم ، وهكذا لم نسمع في خطب الجمعة أي أدانه للمجاميع الإرهابية التي تمارس الإبادة الجماعية للشعب العراق فقط الدعوة إلى العصيان ورفض الأوامر وهنا أي لبيب يستغرب من هؤلاء الخطباء كما يسمون أنفسهم .
أما خطباء ساحة الاعتصام في الانبار فحالهم حال خطيب سامراء الذي لم يتناول القتل الجماعي للعراقيون بالسيارات المفخخة من قبل المجاميع الإرهابية المرتبطة بالقاعدة والبعث بل ذهب هؤلاء الخطباء إلى اتهام الحكومة بهذا القتل فالبرعم من إعلان القاعدة مسؤوليتها على هذا القتل الجماعي يتهم هؤلاء الخطباء الحكومة بأنها تتغاضى عن المليشيات في تفجيرها المفخخات وقتلها للشعب وفي الوقت ذاته تنكل بسكان حزام بغداد من اعتقالات وتعذيب لأسباب طائفية ، فأي سذاجة وأي خطاب يحاول هؤلاء الخطباء تضليل الرأي العام به هذا إلى خوائهم الفكري في طرح أفكارهم على الجماهير .وفي مدينة الفلوجة ايضا الخطباء يركزون على حملة ثأر الشهداء وبأنها حملة تستهدف السنة ومناطق حزام بغداد بدون أي ذكر للسيارات المفخخة التي استهدفت بغداد وقتلت العشرات ، وايضا هناك اتهام لا يران والمليشيات بانها وراء هذا الاستهداف متناسياً ايضا تبني تنظيم القاعدة لهذه التفجيرات وهذا خطاب عام يستخدمه هؤلاء الخطباء لتضليل الجماهير .
في محافظة ديالى الخطاب أهون ، أكد فيه خطباء الجمعة في عدد من المساجد في ست وحدات أدارية أن المشكلة السياسية في البلاد أفرزت انطباعات سيئة على الشارع العراقي وان حلها يكون عبر التصالح والتسامح وان يكون العراق للجميع داعين إلى التركيز على الوحدة الوطنية ونبذ الأفكار الطائفية المريضة من اجل تحقيق الوئام والتكاتف بين مكونات الشعب الواحد. وأعلنوا تأييدهم لمطالب الجماهير المشروعة بإلغاء الرواتب التقاعدية لكبار المسؤولين مؤدين أنها مطالب دستورية وقانونية وان منح الرواتب التقاعدية للبرلمانيين مخالفة لإحكام الدستور وتمثل هدرا للمال العام. وهذا الخطاب لا غبار عليه يتحدث عن مطالب دستورية فضلا عن ذكر نبد الأفكار المتطرفة والدعوة إلى الوحدة الوطنية .
ومن هنا نحن مع المطالب المشروعة والتي تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والنهوض بالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ظل مبادئ وفقرات الدستور العراقي ، وفي نفس القوت نرفض الخطاب الطائفي التحريض لاسيما على قواتنا المسلحة التي لديها هدف محدد القضاء على البؤر الإرهابية وحواضنها الاجتماعية وعلى خطباء الجمعة من السنة والشيعة الوقوف مع الجيش والشرطة للتصدي للمجاميع الإرهابية التي أثبتت من خلال التجربة التاريخية أنها عدوة لكل المذاهب ، فالارهاب لأدين ولا مذهب له .