9 أبريل، 2024 6:11 ص
Search
Close this search box.

دعوة إلى الماسونية في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

أنا متأكد انه سيتم نصب محاكمة لقلمي وسيتم اتهامي بألف تهمة وتهمة ابسطها الترويج للكفر وعبادة الشيطان وتدمير الشعوب , وان كتاباتي ستستفز العقول المريضة التي اعتبرها مسئولة عن كل الخراب الممنهج الذي حل بالعراق وبالمنطقة , والتي لم يستفزها منظر لاجئ عراقي مع أطفاله يترك بلاد الإسلام ( لم اسمع إن السعودية وإيران استقبلت لاجئ عراقي أو سوري منذ بدء أزمة داعش رغم أنها تمثل الإسلام بشقيه السني والشيعي ) ويلجأ إلى بلاد الكفر والماسونية , ( أود أن انوه إن بريطانيا وأمريكا والنمسا وألمانيا وفرنسا تعتبر من أكثر الدول التي تحوي محافل ماسونية وإن سياسيِها وحكامها من أقطاب الماسونية في العالم ) , لذلك أود هنا أن أخاطب العقول لأني اعرف إن العقول تنتصر في النهاية حيث ( لا إمام سوى العقل ) كما يقول شيخ المعرة أبو العلاء . ولأن الأعمال بالنيات ونيتي تحريك الأفئدة لوضع حد لهذه المجازر التي يعيشها بلدي بكل الطرق المتاحة حتى لو تطلب الأمر تغيير الأفكار المتوارثة والاتجاه إلى الماسونية التي يخبرنا التاريخ أنها وضعت حدا للمذابح الدينية في انكلترا والتي حدثت بين الكاثوليك والبروتستانت في أواخر القرن السابع عشر . فلعلها تضع حدا للهراء الديني الذي يذبح العراقيين ويستبيح أعراضهم وأموالهم يوميا بين السنة والشيعة . فإذا لاقت كلماتي استحسان العقول فهذا هو المراد وإذا تم شتمي واتهامي بما ليس من صفاتي فأقول صدق من قال : ( لا تنثروا اللؤلؤ تحت أضلاف الخنازير ) .

لا يوجد احد في العراق يحب أو يعتنق الفكر الماسوني الذي تربينا وتعلمنا أنه شر مطلق وان غرضه تدمير الشعوب العربية والإسلامية وتفكيك الدين الإسلامي ومحوه من خارطة الوجود الإنساني وهاهي الفتاوى التي تحرم الانتماء إلى هذه العقيدة وتعتبر المؤمن بها من المسلمين خارج من الملة ( كافر ) وتجيز قتله أو تطبيق حدود الكفر أو الردة عليه والتي أسهلها القتل . والغريب في الأمر إن المذاهب الإسلامية بأجمعها ورغم المجازر الفقهية التي تحدث فيما بينها وبشكل يومي اتفقت على تحريم الانتماء إلى الفكر الماسوني واعتبرته مُخرج من الملة , بل تعدى الأمر إلى أن اغلب الأنظمة الدكتاتورية التي تحكم المنطقة العربية والتي تضطهد وتقتل شعوبها وتجاوز ظلمها حدود الوصف تشرع قوانين تمنع بموجبها الانتماء إلى الماسونية وتضع اشد العقوبات التي تصل إلى الإعدام للمنتمين أو المروجين لهذا الفكر. هذا يعني أن قوى الظلم والظلام مجتمعة من ديكتاتوريات ورجال دين تحارب هذا الفكر بضراوة لا مثيل لها حيث لم يشهد التاريخ الإنساني حربا مثل التي شنها ويشنها رجال الدين بمختلف أديانهم وطوائفهم على الفكر الماسوني ( الجدير بالملاحظة إن الكنيسة هي أول من حارب الفكر الماسوني في أوربا ) . كل هذه الحروب والدستور الماسوني يقول : ( لا يجوز لأحد أن يصبح ماسونيا ما لم يكن معتقدا تمام الاعتقاد بوجود الله وخلود النفس ) , والدستور الماسوني بشكل عام يتألف من خمسة وأربعون وصية أو قانون يبدأ ب ( قدم العبادة والإكرام لله مدبر الكائنات ومبدع الموجودات مرورا ب كن كأب للفقراء والمحتاجين وأحسن إليهم إن الله لا يضيع اجر المحسنين لينتهي بالقانون المرقم 45 الذي ينص على ( تذكر دائما انك مخلوق ضعيف وارجع إلى الله بإعمالك واعبده حق عبادته تكن من الفائزين ) ) . ومن هنا فإن الحقيقة التي لا تقبل اللبس هو إن الذي قيل ويقال عن الماسونية ما هو إلا سفسطة فارغة أساسها الخيال المريض لرجال

السياسة الخائفين على كراسيهم وامتيازاتهم التي يستمدوها من السيطرة على الشعوب ومقدراتها باعتبار إن الماسونية تدعو للتحرر والثورة ضد الظلم والاستبداد , ورجال الدين الذين يسعون لتحويل الناس إلى قطيع أعمى لا يفكر ( يفكرون له ويقررون حياته ) لتبقى طبقة السادة والعبيد هي عنوان المجتمعات العربية بوجه خاص فالقول الذي يعتمده رجال الدين ويحاولون أن يعتبروه دستور للمجتمعات الإسلامية يتمثل ب ( لا تقل قولا , لا تفعل فعلا , بدون الرجوع لرجل الدين ) . في حين إن المفكرين الأحرار من الماسون يخبرونا إن ( الضمير والعقل هو الرقيب ) وإن العين ذات الأشعة فوق الهرم والتي تمثل أهم رموزهم تمثل عين الله الناظرة إلى الإنسان حيثما ذهب وهي التي لا تخفى عليها خافية , أو أنها تمثل صوت الضمير والضمير يرى ويسمع ويشهد ويُحاكم ويؤنب ويردع رغم إن المؤمنون بنظرية المؤامرة يضفون على الرمز أوصاف تمثل الشر المطلق الذي لا حد له وإنه يمثل عبادة الشيطان ويعتبروه من رموز الوثنية ولا أدري من أين تفتقت مخيلتهم المريضة عن مثل هذه الأفكار.

( الحرية والإخاء والمساواة ) هو الشعار الماسوني المعتمد والذي ينبثق منه الأمانة والرحمة والأمل , والأمانة هي النور الحقيقي الذي يضيء دروب بني البشر وهي التي تبني المجتمعات , والرحمة هي التي توثق الارتباط بين الأشخاص وترفع من مداركهم وتمنحهم القوة لبناء المجتمعات وفعل الخير , والأمل هو وليد الأمانة والرحمة وهو الذي يملئ النفوس غبطة وسرور . ونستطيع من هنا أن نعرف الماسونية : بأنها خلاصة الفلسفة الاجتماعية ومن أهم مزاياها الابتعاد عن المشاحنات الطائفية وهذا بالضبط ما نحتاجه في العراق لان الطائفية دمرت المجتمع ومزقت كل الروابط بين أبنائه . والعراق في العصر الحديث قد جرب الفكر القومي وكان نِتاجُهُ حكم ديكتاتوري استعمل الحديد والنار لترويض الشعب وزج بهم في محارق لها أول وليس لها آخر , وجرب حديثا بعد عام 2003 الفكر الإسلامي وكان نتيجته داعش الإرهاب , وتهجير أربعة ملايين عراقي إلى الخارج والداخل وفساد ضرب البلاد فعصف بكل شيء , فلماذا لا نحاول أن نجرب الفكر الماسوني كمنهج بعيدا عن عنتريات فارغة ترتكز على نظرية المؤامرة , بل وتعدى الأمر إلى اتهام كل من صدح بصوته ضد الظلم الحاصل في العراق والفساد الذي يضرب أطنابه في كل مفاصل الدولة بالماسونية فهذه وكالة سومر نيوز قد أوردت بموقعها الالكتروني أن السيد عون الخشلوك صاحب قناة البغدادية والنائب محمد الطائي والناشط جلال الشحماني وبالتنسيق مع رجل الأعمال العراقي الأصل واليهودي الديانة ( أدوين شكر ) والذي يشغل منصب رئيس المحافل الماسونية في الشرق يقودون مؤامرة ماسونية ويحركون الجماهير للتظاهر ضد حكم الدعوة الإسلامية في العراق .

العراق يمر بمرحلة خطيرة من تاريخه وهو بكل تأكيد على حافة الهاوية بفعل سلطة الأحزاب الإسلامية التي عاثت فسادا في ارض العراق , فأما يعبر العراق الهاوية أو يقع فيها ويختفي من التاريخ الإنساني لذلك نبحث عن حلول للازمة في العراق .

يقول حنا أبي راشد القطب الأعظم في ماسونية الشرق : ( إن العرب وكلهم إخوة , وإن المآرب والغايات أضعف من أن تتمزق في سبيلها أنساب العرب , وتزهق من أجلها نفوس الإنسانية ) ولك سيدي القارئ أن تبني تصورك على الفكر من رجالاته الذين أطلقوا شعار تعتمده كل الإنسانية الحقيقية كدستور عمل وكسياق مُتبع يتلخص : ( ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط ) .

اعتمادا على نظرية المؤامرة التي نسجتها عقول رجال السياسة والدين وصدقتها عقول الجماهير المغلوب على أمرها إن الماسونية هي صاحبة كوكب الأرض وهي التي تُسير الحكومات وتحرك اقتصاد العالم وهي التي تشعل الحروب وتخمدها متى تريد وأن كل رؤساء الدول في العالم لا يتسنمون مسؤولياتهم إلا بعد ترديد القسم الماسوني وعبور امتحان جلسة التكريس الماسونية فإذا كان هذا صحيح فلماذا لا نلجأ كدول منهكة إلى القوي ليكون لنا ضامنا للعبور إلى مستقبل أحسن ولكي نتمكن من المحافظة على ما تبقى من عباد الله المساكين في العراق ولكي نضمن القادم من الأيام فاللجوء إلى القوي هو ديدن كل الدول الناجحة والتي تسعى للتقدم والحفاظ على شعوبها , شعبنا العراقي أوشك على الانقراض فخيرة شباب العراق يموت يوميا في بحار الأرض وفلواتها وهو يحاول العبور إلى الدول التي ترعى الماسونية وتعتمدها كدستور حياة والأجدر أن نجلب الماسونية له بدل أن يكافح ويموت ليصل إليها وخصوصا إن النظام في العراق تشكل تحت رعاية أمريكية تعتمد حسب ما تدعي شرعة حقوق الإنسان كدستور تعمل بموجبه حكومتها ( الملاحظ إن وثيقة الاستقلال في الولايات المتحدة الأمريكية كتبها تسعة من أقطاب الماسونية آنذاك ) وشرعة حقوق الإنسان والحرية في الاعتقاد حق يكفله الدستور العراقي الذي نتحفظ على الكثير من بنوده كما إن الدين الإسلامي الذي تعتمده الدولة العراقية بعد عام 2003 يبيح حرية الاعتقاد والتاريخ الإسلامي مليء بالمعاهدات والتحالفات بين المسلمين والشعوب الأخرى المختلفة في الفكر والتوجه , فهذا صلاح الدين الأيوبي الرمز الأبرز والسلطان الأقوى عند المسلمين يعقد المفاوضات مع ريتشارد قلب الأسد الماسوني الانكليزي للحفاظ على دماء الناس من المسلمين والصليبين , فهل لساستنا قدوة في صلاح الدين . يقول احد أقطاب الماسونية انه تم العثور على مخطوطتين يرجع عهدها إلى عام 1390 م مكتوبة باللغة السريانية والمخطوطتين منسوخة عن مخطوطة قديمة جدا موضوعة شعرا تقول إن الماسونية نشأت في مدينة صور في لبنان ثم انتشرت في مصر ثم انتقلت إلى بابل , فإذا كانت الماسونية بأصولها ترجع إلى بابل فسواعد العراقيين الأحرار أولى بحمل شعلتها إلى بقاع الأرض , حيث إن التاريخ الإنساني برمته يرجع إلى بابل وحضارتها وحروفها وطلاسمها ونحن العراقيون أصحاب بابل فنحن أولى ببعث حضارة بابل والحفاظ على ميراثنا منها .

عين العقل ترى إن الماسونية توجد وتنتشر وتترسخ في الدول التي يكثر فيها التمدن والبناء فالماسونية والبناء صنوان لا يفترقان وحيثما وُجدت الماسونية تجد العمران وتجد الإنسانية , ونحن في العراق أكثر ما نحتاج إليه هو الإنسانية والعمران فالنفوس تتوحش يوما بعد آخر ويتم إفراغها من الخير والحب ليحل محله حقد لا نهاية لها زرعه سادة الحروب وشيوخ الطوائف , والأرض في العراق تحولت بغباء رجال السياسة إلى خراب يصعب إصلاحه فنحن سادتي نحتاج إلى الماسونية وليست هي التي تحتاجنا .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب