17 أبريل، 2024 6:32 ص
Search
Close this search box.

دعوات وخطوات نحو التعايش السلمي بين الأديان

Facebook
Twitter
LinkedIn

تتفق أكثر الآراء على أهمية تغليب لغة العقل والضمير على لغة التعصب التي تهدد البلاد بالانقسام وهروب المكونات العرقية في المجتمع العراقي ويرى مثقفون ورجال دين ضرورة توحيد الجهود للتثقيف العملي المستند إلى الإيمان المطلق بأهمية التعايش السلمي من اجل محاربة التعصب الديني والمذهبي والطائفي الذي غالبا ما يظهر في المجتمعات التي تعاني الفوضى وغياب سلطة القانون وسيطرة شخصيات أو مجاميع انفعالية تستهجن لغة الحوار وتتبنى نهج التفكير السطحي منهجا في التعامل
وتتركز دعوات المثقفين المتنورين إلى حتمية نشر قيم التسامح والسلم الأهلي والتعايش بين الأديان باليات غير تقليدية باعتبارها ضمان لوحدة البلاد التي ضمت مختلف الطوائف والأديان منذ ألاف السنين وهي ألان تعاني بروز مشاكل عدم تفهم الأخر بسبب غياب التوعية واللجوء إلى التكفير الذي يهدد تعايش ووحدة العراقيين المتآخيين
ولعل من الأجدر مراجعة التاريخ وقراءة الأحداث التي أوصلت المجتمعات والبلدان الأوربية إلى حالة التطور بعد أن قضت سنوات من التناحر والحروب المذهبية وكيف استطاع علماؤها ومثقفوها تبني خطط الإصلاح المجتمعي لإنهاء التناحر الديني والمذهبي واستثمار المعرفة للقضاء على كل إشكال التعصب
وبات من المهم في ظل المخاوف والقلق من هجرة الأقليات تنظيم حملات تثقيف مجتمعية تبدأ من المدارس ورياض الأطفال لتغذية عقول الناس بمفاهيم التصالح وحب الأخر وتفهم معتقداته مهما كانت
وبث أفكار التسامح في كل مكان ويمكن الاعتماد على الفنون والآداب لنشر ثقافة التقارب بين الأديان وكيفية اختيار الآيات والنصوص القرءانية أو الإنجيلية أو التوراتية التي تدعو إلى المحبة ونبذ العنف ومن الملفت
وجود محاولات للمجتمع المدني متواضعة لنشر ثقافة التعايش بين الأديان في العراق في تبني برنامج ثقافي مجتمعي إبداعي لدعم شباب سينمائيين عراقيين أنتجوا أفلاما قصيرة ستعرض في عدد من المدن العراقي وعبر شاشات بعض الفضائيات والجميل إن أفكار الأفلام الوثائقية القصيرة تدعو إلى مراجعة التاريخ العراقي الزاخر بقيم التعايش من خلال إلقاء الضوء مثلا على مزارات دينية تاريخية تمثل أماكن شراكة دينية لتكون قبلة مختلف الطوائف والأديان بالإضافة لتأكيد الأفلام على السلم الأهلي وتفهم الأخر بروح تسامحيه متعقلة وهنا علينا إن نتوقف ونبارك تلك الخطوات التي تشكل اقتراب المثقف نحو المجتمع وتفهم مشاكل البلاد والتقدم نحو الإسهام في حلها إذ إن  المشروع يعد خطوة مدنية للتثقيف باتجاه محاربة التعصب وتأكيد التعايش بين الأديان والمذاهب
وبدلا من اتهام المجتمع المدني بشكل مجاني بأقسى النعوت ومحاولة تشويه انجازاته لماذا لا تدعم الحكومة بعض مشاريع المنظمات التي استثمرت الإبداع في تحقيق أهداف تربوية وثقافية وإنسانية واتخذت خطوات مميزة في تأصيل الروح الوطنية عبر تجمعات وملتقيات حملت شعار التآخي ونبذ الطائفية حتى إن الكثير من المتابعين اعتبر إن الرهان الأخير على ازدهار البلد يتوقف على جهود الناشطين المدنيين الذين يرصدون أخطاء السياسيين ويتجاوزون الخلافات الفرعية نحو المصلحة العامة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب