صبيح الكعبيبسم الله الرحمن الرحيم
{ ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) ]
في مقال سابق أجزمت ان الانتخابات لن تجري لأسباب أجملتها بنقاط بالرغم من تحقق البعض منها على ساحة التشريع ,إلا أن المتبقي منها هو الحد الفاصل في تحقيقها , نشاط ملحوظ وبشائر تسود مساحة البلد بإقامة مهرجانات واحتفالات كلا يصفق لأبن قبيلته وحزبه وكتلته في الترشيح لعضوية المجلس القادم .
قراءتي للواقع تنذر بالخوف والتردد نتيجة اليأس الذي أصاب العراقي بمعنويات محبطة في انتخابات حره نزيهة تكون للجمهور بصمته فيها لانتخاب من تراه مناسبا في تمثيلها , مسيرة البلد طوال السنوات العجاف لم ترشح شخصية وطنية يمكنه ان يُفعل حركة نحو مستقبل أفضل لعراق يسوده الحب والتعاون والعدالة والقانون بسبب :-
01غياب المنظور الوطني في بناء وطن عند الاحزاب والكتل التي قادة البلد منذ2003.
02انعدام البرنامج الذي ينتشل البلد من واقعه المر لفضاء أوسع يضمن حقوق المواطنة ويرسى قواعد العدل فيه .
03غياب التخطيط العلمي ووضع استراتيجية تخدم الوطن والشعب لسنوات قادمة.
04عدم فضح الفاسدين واحالتهم للقانون وتسقطهم من قائمة المرشحين.
أجمعت أكثر الجماهير ان لا شخصية تملأ العين وتسر القلب بإمكانها ان تكون مصدر ثقة لآمالها في المستقبل , بالرغم من بشائر المؤتمرات والزيارات قائمة على قدم وساق في كسب ود الجمهور, من خلال الدعايات والندوات التي يقيمها الافراد المستقلين والكتل الكبيرة والاحزاب المستحدثة قبل اعلان فترة الترشيح سابقة خطيرة تضاف لمشاكل البلد , بنغمة كل يغني على ليلاه في كسب الود وأخذ العهد من العشائر بغية تسهيل أمر ترشيحه . يأس وانكماش يعتري النفس أمام هذه الوجوه التي تدعي ان تحقق شيء عظيم لمستقبل البلد , لعجزها ان تزحزح المحاصصة والتوافق وتصحح الدستور بخطوات جاده للتغيير. التهافت على دعوات رؤساء الكتل ورؤساء الأحزاب التي تقام حاليا تحت عناوين ومسميات نقطة سوداء في جبين من يلبيها ويكون جزءا من هذا التخبط واللهاث والخراب , فنحن بحاجة الى مراجعة النفس والوقوف على حقيقة الواقع وعدم الانجرار وراءها , لأنها تضفي على الفاسد مشروعية وعلى المجرم جلباب ستر وللفاشل خيمة نجاح , نلتزم بقول المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف {المجرب لا يجرب} , ونسعى في المواجهة والتحدي وعدم الركون للظلم وكذلك رص الصفوف والوعي المبني على الوطنية كفيل بنجاح العزم والإرادة , التي يجب ان يتحلى بها الانسان العراقي بعد ثورة تشرين الناصعة التي أضفت عليه مسؤولية الردع وعدم الانصياع والمقاومة نحو مجهول لا يُعرف ما في نفقه من تآمر على هذا البلد وتجويع واذلال شعبه ,باعتبارها الصدمة القوية التي أيقظت سياسي الصدفة والمتصديين لقيادة البلد منذ 2003 .
مقاطعة هذه الاحتفالات والمؤتمرات والندوات والدعوات واللقاءات التي يقيمها المنتفعين كفيل بنجاح الإرادة الوطنية العراقية والمراهنة على وجوه قد تنتشل البلد من هذا الواقع المرير نحو مستقبل مشرق . العراقي تحمل الكثير من وعود لا مصداقية فيها ثبت فشلها .
ورحم الله الشاعر المتنبي حين قال :
[ما كل ما يتمنى المرء يدركه………….. تجري الرياح بما لا تشتهي